تقدم الرئيس محمود عباس امس خطوة اخرى في اتجاه اجراء انتخابات مبكرة للسلطة الوطنية، إذ حصل على تفويض من المجلس المركزي لمنظمة التحرير لاجراء هذه الانتخابات، والشروع في اتخاذ الخطوات اللازمة لاجرائها على اساس مبدأ التمثيل النسبي. وقال اعضاء في لجنة صياغة القرارات في المجلس ان قرار الدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة اتخذ بالاجماع. وشهد المجلس جدلا حول فرص اجراء انتخابات من دون مشاركة مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة"حماس". وحذر بعض اعضاء المجلس من ان اجراء الانتخابات في الضفة الغربية من دون قطاع غزة سيكرس الانقسام في شطري الوطن. وقالت الدكتورة حنان عشرواي ل"الحياة":"الانتخابات يجب ان تُجرى، لكن يجب اجراؤها بتوافق وطني". ويرى بعض اعضاء المجلس ان القرار سيشكل ضغطا اضافيا على حركة"حماس"للتراجع عن سيطرتها على اجهزة ومؤسسات السلطة في قطاع غزة. وقال الدكتور احمد مجدلاني ممثل جبهة النضال الشعبي في لجنة الصياغة في المجلس ل"الحياة":"لا يمكن اجراء انتخابات من دون توافق وطني، لكن الانتخابات التي قرر المجلس الدعوة لها لن تُجرى قبل شهر كانون الثاني يناير العام المقبل، والى ان يحين ذلك الموعد فان حركة حماس ستكون قد وصلت الى قناعة تامة بخطأ ما قامت به وستتراجع". وقال مجدلاني ان جبهته واحدة من سبعة فصائل واحزاب اتفقت على عدم المشاركة في انتخابات تجرى من دون توافق وطني عام ولا تشمل الضفة والقطاع. واظهر عباس امس تصميمه على اجراء انتخابات مبكرة لكنه طمأن المتحدثين الى انه سيبقي باب الحوار مفتوحا مع"حماس"في حال تراجعت عن"انقلابها العسكري"في غزة. وتسود وجهتا نظر في حركة"فتح"في شأن الانتخابات المبكرة. ففيما يراها البعض خطرا على وحدة الوطن نظرا لرفض"حماس"التي تسيطر على قطاع غزة اجراءها هناك، يراها البعض الآخر وسيلة لابعاد حركة"حماس"عن النظام السياسي، والمضي قدما في مشروع اقامة الدولة المستقلة عبر المفاوضات. ويتصدر التيار الاول الدكتور ناصر القدوة وزير الخارجية السابق الذي يرى في اجراء انتخابات مبكرة في الضفة من دون غزة خطراً جدياً على وحدة الوطن. اما التيار الثاني الذي يشكل الغالبية بين قادة"فتح"فيرى ان لا خيار امامه لاعادة السلطة الى"فتح"، ومواصلة الانخراط في العملية السياسية، والحصول على مساعدات غربية للسلطة، سوى عبر ابعاد"حماس"عن النظام السياسي. وقال احد اصحاب هذا الرأي ل"الحياة":"لتكن حماس مثل الاخوان المسلمين في مصر، انهم موجودون، لكن يجب ان يظلوا بعيدين عن السلطة، وفي اللحظة التي يشاركون فيها في السلطة فان مصر ستُحاصَر وتخسر". ويرى بعض انصار هذا التيار ان الانتخابات يمكن ان تُجرى على مراحل لتفادي فكرة عزل قطاع غزة عن الضفة. وقال الدكتور ابراهيم خريشة عضو المجلس:"يمكن ان تُجرى الانتخابات في القدس اولا ثم في الضفة ثم في غزة". لكن آخرين يقولون انه يمكن الاعلان عن اجراء انتخابات في الضفة وغزة، والاعلان عن قوائم تضم مرشحين من غزة والضفة، ومحاولة اجرائها في غزة، وفي حال رفضت حماس السماح بذلك، يجري تحميلها المسؤولية الوطنية. وبين استطلاع آخير للرأي اجرته مؤسسة"فافو"النروجية في الاراضي الفلسطينية ان 40 في المئة من الجمهور لن يشارك في انتخابات لا تشمل الضفة وغزة. وقرر المجلس المركزي ايضا عقد دورة جديدة للمجلس الوطني، والاعداد لاجراء انتخابات جديدة لعضوية المجلس في الوطن والشتات. وكلف المجلس لجنة الدستور مواصلة صياغة دستور فلسطيني. وتصدَّر قرارات المجلس قرار يدعو حركة"حماس"الى التراجع عن انقلابها العسكري في غزة واعادة المؤسسات المدنية والامنية للسلطة. ورحب المجلس بدعوة الرئيس بوش لعقد مؤتمر للسلام في المنطقة.