يشكل كلٌ من تطبيق التكنولوجيات المبتكرة والتعاون بين الحكومات وشركات النفط العالمية والوطنية، أمراً حاسماً في سبيل تمكن دول مجلس التعاون الخليجي ومنتجي النفط من النجاح في تحقيق الخطة الطموحة، لزيادة الطاقة الانتاجية خلال الأعوام الپ15 المقبلة. وأعلن منتجو النفط الرئيسين في منطقة الخليج، عن خطة لزيادة الطاقة الانتاجية بما يفوق الپ50 في المئة مع حلول عام 2020، أي ما يعادل معدلاً غير مسبوق يوازي مليون برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية الصافية في السنة. وتتخذ هذه الخطة أهمية جديدة، على ضوء تزايد الطلب العالمي في الطاقة والنمو الاقتصادي المحلي والعالمي. ولفت ستيف بيكوك رئيس قسم الاستكشاف والانتاج في شركة BP للشرق الاوسط وجنوب آسيا، الى أنه"وفقاً لنشرة BP الاحصائية الاخيرة حول الطاقة العالمية Statistical Review of World Energy، فإن 60 في المئة من احتياطي النفط العالمي وپ40 في المئة من احتياطي الغاز العالمي موجودة في الشرق الأوسط. ومع ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة سريعاً، وارتباط الطلب المحلي بالنمو الاقتصادي والمشاريع الصناعية والتجارية الكبيرة، فإن الجميع يعتمدون على قدرة الشرق الأوسط لزيادة الانتاج". حديث بيكوك جاء خلال مؤتمر النفط والغاز في الشرق الأوسط الذي عقد أخيراً في دبي، حيث شدد على أهمية زيادة الطاقة الانتاجية مشيراً الى أنها لا تتعلق فقط بتطوير مشاريع جديدة، ولكن أيضاً رفع مستوى الإنتاج من الحقول العاملة حالياً الى أقصى حد بمساعدة التكنولوجيا. وأضاف:"إن تحقيق زيادة الانتاج يعني طبعاً تقديم مشاريع صناعية جديدة...". تتمتع شركات النفط العالمية بالخبرة الكبيرة في هذا المجال، ويقدم التحدي لإضافة المزيد من النفط الى السوق، فرصة سانحة للحكومات والصناعات للعمل في شراكة على تطبيق أفضل الممارسات، ونقل المعرفة المكتسبة من شركات النفط العالمية حول العالم. وعلى سبيل المثال، زادت BP عوامل الانتاج في حقولها، من خلال تطبيق التكنولوجيات الرائدة ومنهجيات إدارة العمليات الميدانية. ومن هذه الحقول، حقل Prudhoe Bay في الاسكا، والذي نظراً لخصائصه ينتج عادة أقل من 40 في المئة من الانتاج المعياري، بينما في الواقع تم تجهيز هذا الحقل لإنتاج ما يقارب ال 65 في المئة من الاحتياطات. وأشار بيكوك، الى أن"التكنولوجيا وإدارة الاحتياطات أمران ضروريان في تقدم BP خلال الأعوام الخمسة الماضية، ما سمح لنا بإضافة نحو 8 بلايين برميل من المكافئ النفطي الى قاعدة مواردنا من خلال الاستكشاف، يضاف الى ذلك 8 مليار برميل من التقويم والمراجعة، ولتحويل ما يقارب 9 بلايين برميل من المكافئ النفطي من الاحتياطات غير المثبتة الى المثبتة منها". وتتمتع BP بتاريخ طويل من الشراكات الاستراتيجية التي تربطها بالحكومات في منطقة مجلس التعاون الخليجي وشركات النفط الوطنية، وتتوقع ان تستمر هذه العلاقات بينما تدعم الشركة أهدافها في المنطقة. وختم بيكوك:"تشكل الشراكة بين القطاعين العام والخاص أمراً أساسياً بهدف تحقيق طموحات الدول المنتجة للنفط. من جهتها، تعزز BP علاقاتها الطويلة الأمد والتي من خلالها يمكنها أن تطبق الخبرة التي اكتسبتها من أعمالها في العالم. إقليمياً، يعتبر عرض عُمان المحكم الأخير للغاز المضغوط ومناقصة أبو ظبي الحالية للغازالحامضي، مثالين واضحين للرؤية الريادية البعيدة الأمد، والتي تدرك إمكان التقدم في الخطة الوطنية من دون التخلّي عن السيطرة على الموارد الوطنية".