عرفت فلسطين الصحافة مع بداية الربع الأخير من القرن التاسع عشر، إلا أن النشاط الصحافي شهد نوعاً من الركود بسبب الحرب العالمية الأولى، وعادت الصحافة الفلسطينية الى الظهور مجدداً عام 1919، حيث أن بريطانيا قررت إنشاء حكم مدني في فلسطين، وشرعت الصحافة بموجب القوانين التي فرضت قيوداً كثيرة عليها، عندما أقدمت حكومة الانتداب على وضع قوانين جديدة تنظم عمل الصحافة عام 1932، كانت هذه القوانين أكثر تسلطاً من القوانين العثمانية. بدأت طلائع الصحف الفلسطينية بالصدور في النصف الثاني من عام 1919، واحتلت القدس مكانة مهمة في إصدار الصحف، ومن أوائل الصحف التي صدرت فيها صحيفة"سورية الجنوبية"، وأصدرها عارف العارف في أيلول سبتمبر 1919، وفي التاريخ نفسه أصدر بولس شحادة صحيفة"مرآة الشرق"وكانت من أجرأ الصحف الوطنية وأغلقتها سلطات الانتداب عام 1939، وفي العشرينات نشطت الحركة الصحافية الفلسطينية، فأصدر حسن الدجاني في نيسان ابريل 1920 صحيفة"القدس الشريف"كما صدرت جريدة"لسان العرب"لإبراهيم سليم النجار في عام 1921 وكانت الصحيفة اليومية الأولى والوحيدة في فلسطين في تلك الفترة، وظهرت مجموعة من الصحف والمجلات الصغيرة التي لم يستمر صدورها طويلاً، نذكر منها مجلة"روضة المعارف"ومجلة"كلية القدس للشبان"وپ"أخبار دار الأيتام السورية"وپ"الروايات الأهلية"و"الزنبقة"وپ"الكرمة المصورة"وپ"سانت جورج"، ومن الصحف الدينية والكنسية التي ظهرت آنذاك صحيفة"الأخبار الكنسية"وپ"يوم الرب"و"الإنارة"وپ"السلام والخير"وپ"الأرض المقدسة". وأعاد نجيب نصار إصدار"الكرمل"سنة 1920، مؤكداً أن جريدته ستواصل مهاجمة وفضح السياسة الاستعمارية البريطانية في تطبيق وعد بلفور، والتنديد بالهجرة الصهيونية الى فلسطين وأعاد بيدس إصدار"النفائس"عام 1919 كمنبر للأدباء والمثقفين. وشهدت مدينة يافا نشاطاً صحافياً ترك بصماته على تاريخ الصحافة العربية، ففي العهد العثماني كان فيها سبع جرائد، في مقدمها جريدة"الأخبار"التي أصدرها بندلي غرابي عام 1909، وجريدة"الترقي"وأصدرها عادل جبر عام 1910، وكذلك جريدة"فلسطين"التي صدرت عام 1911 على يد عيسى داود ويوسف العيسى، واحتجبت جميع الصحف في فترة الحرب باستثناء جريدة"فلسطين"التي احتجبت لفترة قصيرة وعادت للظهور عام 1920 وانتقلت بعد النكبة الى القدس، وصدرت في يافا في العشرينات صحف عدة هي:"السلام"لنسيم ملول وپ"الجزيرة"لحسن فهمي الدجاني ومحمد كامل الدجاني وپ"الصراط المستقيم"أصدرها الشيخ عبدالله القلقيلي وپ"صوت الحق"لفهمي الحسيني، وفي الثلاثينات صدرت"الجامعة الإسلامية"على يد الشيخ سليمان الناجي الفاروقي، وپ"الدفاع"لإبراهيم الشنطي، ومن المجلات"الحقوق"وپ"الفجر"، وعند الحديث عن الصحافة الفلسطينية في يافا قبل النكبة لا بد من ذكر مؤرخ الصحافة الفلسطينية أحمد خليل العقاد، رئيس تحرير"الرأي العام"التي أصدرها عام 1946 واستمر في إصدارها بعد النكبة في بيروت ثم في عمان، وفي الفترة بين 1945 و1948 بلغ عدد الصحف التي كانت تصدر في فلسطين نحو 68 صحيفة منها 9 صحف سياسية. في مواجهة النشاط الصحافي الكبير الذي شهدته فلسطين، عملت حكومة الانتداب على تطوير الصحافة الصهيونية، وإصدار صحف جديدة فصدرت في القدس عام 1920 جريدة صهيونية باسم"بريد اليوم"، بينما أصدرت جمعية النهضة الإسرائيلية في القاهرة في الفترة نفسها،"جريدة السلام"وكانت تبث سمومها عبر الدعوة الى التفاهم بين العرب واليهود، ولما كان للصحافة الفلسطينية دور مهم وواسع في فضح المؤامرة ونقل وقائع الهبّات والثورات الفلسطينية المتتابعة الى العالمين العربي والإسلامي والخارجي، مما كان له الأثر القوي في تجاوب الصحف العربية مع أصداء الثورة، فرفضت الحكومة الانتدابية التشريعات الجديدة وزادت من إحكام قبضتها على الصحافة حتى صدر نظام"الطوارئ"عام 1939 الذي قيد الصحافة الفلسطينية والعربية، فمنعت صحف عربية من دخول فلسطين وأصبحت الموضوعات والتقارير التي يرسلها المراسلون في فلسطين عرضة للحجز والمراقبة، وتعرض عدد من الصحف للإغلاق أو لمنع التوزيع وللمصادرة، في الوقت نفسه وجدت الصحافة العبرية كل أشكال الرعاية كي تسهم في خلق بنية تحتية للوطن اليهودي المنشود، وخلال 10 سنوات ازداد عدد الصحف العبرية الى الضعفين، ففي سنة 1939 كان هناك 9 صحف عبرية وحتى 10-5-1948 كان هناك 19 صحيفة أهمها"هاآرتس"التي تأسست سنة 1918 و"يديعوت أحرونوت"التي تأسست سنة 1948 وپ"جيروزاليم بوست"التي تأسست سنة 1932 تحت اسم"بالستين بوست"وپ"دافار"التي تأسست سنة 1925. أبرز الصحافيين الفلسطينيين في فترة الانتداب:أ. سافير، إبراهيم الشنطي، إبراهيم النجار، إبراهيم كريم، أحمد خليل العقاد، ادمون روك، أديب خوري، أرنست شنللر، أكرم العلمي، ألفونس يعقوب ألونزو، أيوب مسلم، إبراهيم تلحمي، إسحق الحسيني، إسحق درويش، الأب باسكال كنسل، الأب نوربرت ريشاني، الشيخ عبدالله القلقيلي، الشيخ محمد الصلح، القس إسبر ضومط، القس إلياس مرمورة، القس ب. م. كمبرت، القس جون طنب، القس خليل أسعد غبرائيل، القس و. و. كاتلنج، المطران جاورجيوس حكيم، إميل أبو خليل، إميل غوري، باسيلا الجدع، بندلي حنا الغرابي، بولس سمعاني، بولس شحادة، توفيق حانا، توفيق كنعان، ج. رحال، ج. واتس، جان سويدان، جبرا الأنقر، جبرائيل شكري ديب، جمال الحسيني، جميل شلالي، جميل ضيازادة، حازم نسيبة، حسان أبو ريحاب، حسن الدجاني، حسن المقدادي، حسن مصطفى، حسين حسني، حسين محمود نجم، حمدي الحسيني، حنا الصاع، حنا عطا الله، خالد الدزدار، خضر نصار، خليل أبو العافية، خليل زقوت المجدلي، خليل نصر، خيري حماد، د. عمر خليل، د. محمود طاهر الدجاني، د. حاييم هراري، داوود الكردي، داوود ترزي فشر، رشيد الحاج، رفائيل أبو العافية، زكي زكا، زهدي محمد السقا، سعود جميل، سلمان الفاروقي، سليم الحلو، سليم شحادة، سليم عبدالرحمن الحاج إبراهيم، سليم قبعين، سندر رحماني، سهيل زكا، شكري سرور، شمس الدين الخطيب، شوكت حداد، صالح عبداللطيف الحسيني، طاهر الفتياني، عادل القلقيلي، عادل جبر، عارف العارف، عارف العزوني، عارف النجار، عاطف نورالله، عبدالحميد ياسين، عبدالرحمن بشناق، عبدالغني الخطيب، عبدالغني الكرمي، عبداللطيف الحسيني، عبدالله الريماوي، عبدالله القلقيلي، عبدالله النعواس، عبدالمجيد حنونة، عجاج نويهض، عزت الأعظمي، عزة الجبالي، عزيز شحادة، علي الأسعد، علي حسين الصافي، علي سعيد خلف، علي محيي الدين الحسيني، عيسى البندك، عيسى الخوري بندك، عيسى السفري، عيسى العيسى، عيسى شاكر، عيسى عبود، فؤاد الطباع، فؤاد الطويل، فؤاد صالح سابا، فريد الشنطي، فهمي الحسيني، قسنطدي ثيودوري، قيصر أبيض، كمال أحمد عباس، كنعان أبو خضرا، ليفوي ويتمان، محمد الدجاني، محمد حسن البديري، محمد حسن سويد، محمد حسن علاء الدين، محمد حلمي، محمد سعيد. * كاتب فلسطيني مقيم في دمشق