عادت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بيناظير بوتو في احد مستشفيات كراتشي عدداً من جرحى الاعتداء الانتحاري الذي استهدفها قبل ثلاثة ايام، وأسفر عن 139 قتيلاً على الأقل, في حين عمد المئات من انصارها الى التعبير عن غضبهم بأعمال شغب في المدينة، فيما قال الأمين العام لحزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو، سيد قايم علي شاه، إن رئيسة الحزب وجهت رسالة إلى الرئيس الباكستاني برويز مشرف قبل ثلاثة أيام من عودتها إلى البلاد، أشارت فيها إلى تهديدات تلقتها من ثلاثة أشخاص. ونقلت شبكة"جيو"التلفزيونية الباكستانية عن قايم علي شاه إن بوتو"أكثر شخصية سياسية شعبية في البلاد، والإثبات على ذلك الاستقبال الذي نظم لها". وتحقق الشرطة الباكستانية مع ثلاثة اشخاص حول السيارة التي القى منها أشخاص قنبلة يدوية قرب موكب بوتو مباشرة قبل ان يقوم انتحاري بتفجير نفسه وسط الحشود. وكان مجهولون القوا قنبلة يدوية وسط الحشود التي كانت ترافق بوتو مساء الخميس ما أدى الى حال ذعر قبل ان يستغل انتحاري الفوضى للاقتراب من الشاحنة المصفحة التي كانت بوتو داخلها وتفجير نفسه بثلاثين كيلوغراماً من المتفجرات. وتجمع حوالى مئة من انصار بوتو لتحية بوتو لدى خروجها من مستشفى جناح، في اول ظهور علني لها في شوارع كراتشيجنوب، منذ اسوأ اعتداء من نوعه في تاريخ باكستان، حدث يوم عودتها الى بلادها بعد ثماني سنوات قضتها في المنفى الاختياري. وألقت بوتو، التي احاط بها حراس شخصيون مسلحون بكثرة, التحية لمناصريها، قبل ان تستقل سيارة رباعية الدفع كانت بانتظارها عند مدخل المستشفى، الذي نقل اليه ليل الخميس - الجمعة الجرحى ذوو الإصابات البالغة. واكتفت بوتو بتحية مناصريها، من دون ان تدلي بأي تصريح. في غضون ذلك، عمدت عشر مجموعات من انصار بوتو، ضم كل منها نحو خمسين شاباً، الى قطع الطرقات بالإطارات المحترقة ورشق السيارات المارة بالحجارة, لليوم الثالث على التوالي في حي في كراتشي، يعتبر معقل حزب الشعب الذي تتزعمه بوتو. وسارت تظاهرات مشابهة في مدن حيدر آباد ونواب شاه وسوكور وفي مناطق أخرى يتحدر منها ضحايا الاعتداء الانتحاري. لكن مسؤول الأمن في اقليم السند وسط غلام محمد محترم اكد ان"كل ما يجري سلمي عموماً, والوضع تحت السيطرة وليست هناك أعمال عنف"تمارس ضد مواطنين آخرين. وفي كراتشي، التي تعد 12 مليون نسمة, خلت الشوارع من المارة وأقفلت المتاجر أبوابها. في لندن، أفادت صحيفة"ذي صنداي تيليغراف"أن بوتو تخطط لتطهير أجهزة الاستخبارات الباكستانية من" العناصر المارقة"المشتبه في تورطها بدعم الإرهاب الإسلامي. وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرين يشكون في دعم جهاز الاستخبارات الباكستاني آي إس آي مالياً ولوجستياً، تنظيم"القاعدة"وحركة"طالبان"، المشتبهين الرئيسيين في الهجوم الانتحاري الذي تعرض له موكب بوتو. وأوضحت الصحيفة أن جهاز"آي إس آي"تأسس عام 1948 للتصدي للتهديدات الخارجية، وتوسّع في شكل خرج فيه عن السيطرة في الثمانينات من القرن الماضي، حين كان مسؤولاً عن توزيع ملايين الدولارات من الولاياتالمتحدة إلى المجاهدين الذين حاربوا الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. وأبلغت بوتو 54 سنة، الصحيفة:"إن وكالات الأمن الباكستانية يجب أن تصبح أجهزة محترفة ومتحررة من الأجندات السياسية، نحتاج إلى جهاز أمن يمارس الاحتراف في عمله ويترفع عن الموجات الدينية والرأي السياسي". وقالت:"لدي تحفظات قوية حيال بعض الذين ما زالوا يعملون في أجهزة الاستخبارات الباكستانية، ونحتاج إلى إدخال إصلاحات للتخلص منهم"، مشيرة إلى أن جهاز"آي إس آي"ما زال يضم المئات من العناصر المعادية لعائلتها عينها الرئيس الأسبق ضياء الحق. وأضافت بوتو التي تأمل بأن تصبح رئيسة لوزراء باكستان للمرة الثالثة في الانتخابات المقبلة، أن الباكستانيين"ضجروا من التطرف والميليشيات ويتوقون لرؤية جهاز آي إس آي يروّض".