أثار استفتاء يتم من خلال شبكة الانترنت والرسائل القصيرة عبر الهاتف المحمول لاختيار "عجائب الدنيا السبع الجديدة"، غضباً شديداً في مصر التي تعتبر ان أهرامات الجيزة، لا يمكن ان تكون موضع تساؤل او استفتاء. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية زاهي حواس: "ان الأهرامات هي الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع وليست بحاجة الى مثل هذا الاستفتاء... انه أمر سخيف". كما احتج وزير الثقافة فاروق حسني على الاستفتاء، واصفاً إياه بالمشروع"الغريب". واتهم صاحب فكرته بأنه"يسعى الى عمل دعاية لنفسه". وكان المغامر برنار ويبر الذي يحمل الجنسيتين الكندية والسويسرية، وهو مساعد سابق للمخرج السينمائي الإيطالي فريدريكو فلليني، دعا عام 2000 الى استفتاء في جميع أنحاء العالم لاختيار"عجائب الدنيا الجديدة". ودعا ويبر"سكان العالم"الى التصويت بواسطة أحد المواقع على شبكة الانترنت أو عبر رسائل على هاتف محمول. وأغلقت كل الأبواب أمام ويبر في مصر. وسحب منه هذا الأسبوع ترخيص باستئجار قاعة لإجراء مؤتمر صحافي في فندق الواحة القريب من الأهرامات. ومنع فريق فيديو من وكالة"فرانس برس"كان ذاهباً لتغطية المؤتمر الصحافي من تصوير الرجل في بهو الفندق، وعللت أجهزة الأمن ذلك بأسباب أمنية. وقال ويبر:"أعترف بأنني لم أرَ ذلك في اي مكان في العالم". وأضاف ان الملكة رانية، قرينة العاهل الأردني عبد الله الثاني، استقبلته في كانون الأول ديسمبر الماضي، وكانت"سعيدة"بوصول مدينة البتراء الى المرحلة الأخيرة من التصفيات في الاستفتاء. وأكد ويبر ان مشروعه هو"أول استفتاء عالمي لتكريس التنوع الثقافي، وشارك فيه حتى الآن 24.5 مليون شخص". ولكنه استطرد:"المثير للدهشة ان 3 في المئة فقط من الذين شاركوا في التصويت، قاموا بذلك من طريق رسائل الهاتف المحمول". وأوضح انه يتعين دفع دولارين للمشاركة في التصويت بواسطة الانترنت، وتكلف رسالة الهاتف المحمول المبلغ ذاته. واعتبر ويبر انه كان يتعين على مصر"الاستفادة من هذه الفرصة"، مؤكداً ان أهرامات الجيزة اختيرت في المرحلة الأخيرة للتصفيات ضمن 21 موقعاً تم اختيارها قبل عام من لجنة خبراء يترأسها المدير العام السابق لمنظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة اليونسكو الاسباني فدريكو مايور. ومن بين المواقع ال21 التي يتعين الاختيار منها سبع"عجائب"، منها سور الصين العظيم وتمثال الحرية في نيويورك وبرج ايفل في باريس وتاج محل في الهند ومعبد الأكروبول في اثينا ومبنى الاوبرا في سيدني ومبنى الكرملين في موسكو ومسجد آيا صوفيا في اسطنبول. ولم يتبق إلا 160 يوماً للراغبين في المشاركة في الاستفتاء، لأن النتائج ستعلن في لشبونة في احتفال كبير يقام في 7 تموز يوليو المقبل. وأوضح ويبر انه"استقبل استقبالاً فاتراً في باريس". وكتب في مدونته على الانترنت ان المصعد المخصص للشخصيات المهمة في برج إيفل يستخدم كذلك في نقل القمامة. وأشار الى انه لم يجد حماسة كبيرة في ألمانيا، وانه قيل له في هذا البلد ان قصر نوشفانشتاين الذي ورد ضمن المواقع المرشحة في المرحلة النهائية للتصفية، يعود الى ملك مجنون هو ملك بافاريا لويس الثاني. ولكنه لم يتعرض في أي بلد لهجوم كالذي واجهه في مصر. وكتب السيد النجار في صحيفة"الأخبار"الحكومية، ان مشروع ويبر هو"مؤامرة ضد مصر وحضارتها". واعتبر نجيب أمين، وهو خبير مصري في الآثار، انه"مشروع تجاري وليس علمياً، ويتعارض مع اتفاقية حماية التراث والمواقع الأثرية التي وضعتها اليونسكو".