كشف فريق دولي من الباحثين عن بروتينة قد تضطلع بدور رئيس في التسبب بحالات الاكتئاب، موضحاً انه اكتشاف محوري قد يفتح الباب لعلاج أحد الامراض العقلية الذي يصيب ملايين الافراد في العالم. واضاف علماء في جامعة روكفلر ومعهد"كارولينسكا"السويدي وجامعة روان فرنسا ومختبر"الي ليلي"الأميركي للأدوية ان هذا البروتين الجديد الذي يطلق عليه اسم"بي 11"ينظم على ما يبدو تفاعل الخلايا الدماغية مع مادة السيروتونين، وهو هرمون عصبي يؤدي مستواه في الدماغ الى التسبب بالاكتئاب. ورغم ان العلماء يقيمون منذ زمن صلةً بين السيروتونين وحالات الاكتئاب، ما زالوا يجهلون حتى الآن سبب الامراض النفسية التي يعاني منها 18 مليون اميركي او الدور الدقيق الذي يلعبه هذا الهرمون العصبي الذي ينقل الاشارات بين الخلايا العصبية. وقال بير سفينغسون المسؤول عن الدراسة:"اثبتنا ان البروتين"بي 11"يسهم في التغيرات المعقدة التي تؤدي الى الاصابة بالاكتئاب". وأضاف ان"اكتشافنا يدل على تراجع ملحوظ في مستوى البروتين"بي 11"لدى الاشخاص المصابين بالاحباط وفئران المختبرات التي سببنا لديها احباطاً. ومن خلال ذلك، يمكننا الاستنتاج ان الادوية التي تزيد نسبة هذا البروتين في الدماغ ستسهم في تفادي الاصابة بالاكتئاب". وتقيم مادة السيروتونين رابطاً مع 14 لاقطاً مختلفاً في الخلية الدماغية احدها يدعى"1- بي"الاساسي لتنظيم نقل السيروتونين الى الدماغ. والقت دراسات اخرى الضوء اخيراً على الدور المحوري لهذا اللاقط والسيروتونين في التسبب بالاحباط وادمان المخدرات والقلق والعدوانية والارق كما قال الباحثون. ولاختبار العلاقة بين البروتين"بي 11"وآلية امتصاص السيروتونين من اللاقط"1- بي"في الخلايا الدماغية، عدّل سفينغسون وزملاؤه مجموعتي فئران وراثياً. وبرمجت المجموعة الاولى من الفئران لانتاج مستوى اعلى من بروتينة"بي 11"في حين لم تنتج المجموعة الثانية هذه البروتينة. وتبين أنّ المجموعة الاولى تميّزت بفرط النشاط وتتصرف كتلك التي عولجت بالأدوية المضادة للاحباط. وكانت الفئران في المجموعة الثانية مصابة بالاحباط ولم تكن الادوية المضادة للاحباط تؤثر فيها كثيراً بحسب الباحثين. وقال بول غرينغارد المتخصص في الجهاز العصبي في جامعة روكفلر والحائز جائزة نوبل للطب في العام 2000:"هناك ثلاث طرق لمعالجة الاحباط لدى الفئران". و"تسبّب هذه الطرق المختلفة التغيير البيوكيميائي نفسه اي زيادة مستوى هرمونة"بي 11"في دماغ الفئران، مما لا يترك مجالاً للشك بأن هذه البروتينة مرتبطة بالاثار الرئيسة للعلاج بالادوية المضادة للاحباط".