سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتقال الحجاج إلى "مشعر منى" ... والسديس يدعو الى نبذ الإرهاب والتطرف ويحض على الوسطية . الملك عبدالله والأمير سلطان في كلمة مشتركة : نتمنى أن يكون عام أمن واستقرار
تمنى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز"أن يجمع الله كلمة المسلمين، وان يجعل هذا العام عام امن واستقرار"، في كلمة مشتركة الى المواطنين والحجاج، لمناسبة عيد الأضحى المبارك. وقال الملك عبدالله وولي عهده في الكلمة المشتركة إلى حجاج بيت الله الحرام، والتي قرأها نيابة عنهما، عبر الإذاعة والتلفزيون، وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني: "من هذا المكان المبارك، من صعيد منى الطاهر، من البلد الحرام، ومن جوار البيت العتيق، نحييكم تحية طيبة، ونسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والخير والسداد، وأن يسبغ على عباده ثوب الرحمة والمغفرة، وأن يشملنا جميعاً بعفوه وكرمه، وأن يجعل حجاج بيت الله الحرام من المقبولين، وأن يكتب لهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً. أيها الإخوة والأخوات لقد وقف الحجيج في اليوم التاسع من هذا الشهر الفضيل على صعيد عرفات الطيب، حيث وقف المصطفى عليه الصلاة والسلام، ووقف المسلمون من بعده، متحابين في الله، تظلهم نسائم الرحمات، وتغشاهم السكينة، وتحف بهم الملائكة من كل جانب، ويباهي بهم الله ملائكته، في مشهد إيماني عميق. ثم أفاضوا من عرفات إلى مزدلفة فذكروا الله عند المشعر الحرام، وبعد ذلك أقاموا في منى، ليكملوا حجهم، وليتموا نسكهم، ويقضوا تفثهم، ويوفوا بنذورهم، ويطّوفوا بالبيت العتيق. فهنيئاً لهم هذا الفضل وتلك المنة من الله تعالى، وأن مكّنهم من أداء الركن الخامس من أركان دينه، وأن تفضل عليهم بشهود هذه الأيام العظيمة والأماكن الشريفة، حيث تهفو نسائم الرحمة والتسامح والغفران، مستلهمين جميعاً من هذه الشعيرة العظيمة معاني المحبة والتآلف والتراحم. أيها الإخوة والأخوات من هذه الأرض الطيبة، ومن جوار البيت العتيق ومنى وعرفات، نهنئ جميع المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها بحلول عيد الأضحى المبارك. وندعو المولى عز وجل أن يجعل هذا العيد عيد أمن واستقرار، في سائر أقطار المسلمين والعالم أجمع، وأن يجمع كلمة المسلمين على الخير، ويهديهم إلى اتباع الحق والعمل به. كما نبارك لكم حجاجَ بيت الله الحرام حجكم، ونرجو لكم إقامة هانئة سعيدة، وعوداً حميداً إلى أهليكم وأوطانكم، سالمين غانمين فرحين مستبشرين، وأن يجعلكم رسل خير وبشائر رحمة. وكل عام وأنتم بخير". وقال إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ عبدالرحمن السديس، في خطبة العيد في الحرم المكي أمس،"ان المتبصر في عظمة الدين الإسلامي يجد ان هناك سمة بارزة كانت سبباً في تبوؤ هذه الأمة مكانتها الرفيعة بين الأمم... انها سمة الوسطية والاعتدال التي تجلي من الإسلام كل خير وعدل وكمال...". واضاف"ان من اخطر القضايا التي منيت بها الأمة الإسلامية، الانحراف في الأفكار والمفاهيم، فها هي الصراعات العالمية والتحديات الدولية تنطلق من سوء المفاهيم، وهل موجات الغزو الفكري والعقدي والأخلاقي والإعلامي المعاصر إلا حرب مفاهيم؟ وهل فرض أنماط ثقافية وفكرية، وإملاء اتجاهات إصلاحية معينة باسم العولمة والانفتاح والحرية، الا معركة مفاهيم وانقلاب معاني المصطلحات إلى أضدادها؟ وهم يرون في الظلم قمة العدل، وفي الاستعباد ذروة الحرية، وفي الاستبداد أرقى تطبيق للديموقراطية، وفي التبعية والانهزامية انفتاحاً وصدقية، اما العبث بالمقدسات بحرب القنابل الذكية والمجنزرات القوية، من العدو الصهيوني الغاشم ضد إخواننا في فلسطين، فلا يعد ذلك إرهاباً بافكهم، بينما الدفاع عن الحقوق المشروعة في الأرض، والحفاظ على الدين والعرض، يعد إرهاباً بزعمهم، وبئس ما زعموا". وطالب السديس ب"تصحيح مناهج التلقي في الفهم، وصقل ملكات الإدراك عن هذا الدين القويم، الذي أصابه خلل ذريع عند فئات من الناس اختلطت عندهم الأفهام، وداخلها الخلط واللبس والإيهام، وقال:"ان ظاهرة الإرهاب فتنة تولّد فتناً، وان الغيورين حينما يحذّرون من الإرهاب بضروبه، وينددون بخطورة الغلو في الدين والمجازفة في التكفير، ويؤكدون ضرورة تحقق شروطه وضوابطه وانتفاء موانعه، فإنهم يعلنون للعالم بأسره ان الإسلام بريء من هذه الظاهرة الخطيرة، وأنما جرى في بلادنا المحروسة ويجري في بعض بلاد المسلمين من سفك الدماء المعصومة، لهو من الأعمال الإجرامية المحرمة، ولا يجوز ان يحمل الإسلام وأهله المعتدلون جريرة هذه الأحداث، التي هي إفراز فكر مارد ومنهج منحرف، تأباه الشريعة السمحة والعقول الرصينة المستقيمة". وخلص الى دعوة"كل من يحمل هذا الفكر إلى ان يثوب إلى رشده ويرجع إلى صفوف الجماعة. وشهد أول أيام عيد الأضحى المبارك انسيابية في تحركات الحجاج، اذ تم انتقالهم إلى مشعر منى بكل يسر وسهولة، وفقاً للخطة المعدة لذلك، من دون أي حوادث أو اختناقات مرورية. وأكد أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، اكتمال وصول مواكب الحجاج إلى مشعر منى، بعدما وقفوا على صعيد عرفات وباتوا في مزدلفة، مشيراً إلى ان كل التحركات تمت بنجاح، ومن دون تسجيل أية حوادث. وقال:"ان جميع الخدمات متوافرة بالشكل الذي يغطي حاجة الحجاج، سواء في ما يتعلق بالمواد التموينية والغذائية، أو في ما يتعلق بالخدمات الصحية"، مشيراً إلى توفير المواصلات لنقل الحجيج، ونحو مليوني متر مكعب من المياه. وأوضح المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري، ان الوضع على جسر الجمرات مطمئن، ولم تسجل أي حوادث، مشيراً إلى ان أفراد وضباط إدارته تمركزوا هناك منذ ساعات الصباح الأولى، وانه تم توفير أجهزة إلكترونية وضعت على جانبي جسر الجمرات، لرصد كثافة الحشود قبل وصولها إلى مكان رمي الجمرات.