كان يعلم المدرب السويدي زفن غوران اريكسون ان منصبه مدرباً لمنتخب انكلترا منذ تعيينه في كانون الثاني يناير 2001 لا يشمل فقط وظيفة تدريب افضل 11 لاعباً في بلاد مهد اللعبة، ولكن يتعين عليه ان يكون بارعاً في حديثه وديبلوماسياً في ردوده على اسئلة الصحافيين وايضاً ماكراً في بعض المواقف والظروف. نجح اريكسون في ذلك لاربع سنوات، ولكن وضعه كان دائماً مرتبطاً بنتائج المنتخب، فذكريات الفوز على العدو التقليدي المنتخب الالماني 5-1 في ميونيخ في ايلول سبتمبر 2001 اسكتت افواه جميع المعارضين على تعيين مدرب اجنبي لمنتخبهم الوطني، واكتسب اريكسون سريعاً سمعة المدرب المحنك والبارع في وضع الخطط التكتيكية التي افتقدها سلفه كيفن كيغان، ومع ذلك لم تخل مسيرته من انتقادات قاسية في كل كبوة. وعلى رغم ان سجله خلال هذه المدة يعد رائعاً، اذ حقق 31 انتصاراً و15 تعادلاً وفقط 9 هزائم، بينها هزيمتان في مباراتين رسميتين، الا ان الهزيمة النكراء امام الدنمارك 1-4 الشهر الماضي والعرض المتواضع امام ويلز السبت الماضي، فتح باب الانتقادات اللاذعة والهجومات العنيفة عليه بعدما كانت مرتبطة في السابق بكشف مغامراته العاطفية وسلوكه"غير الاخلاقي"في حياته الخاصة، والتي كشف منها علاقته مع مقدمة البرامج السويدية الاصل اولريكا جونسون في 2002 والسنة الماضية مع سكرتيرة الاتحاد الانكليزي للعبة فاريا الام، والتي اعتبرها اريكسون علاقات"خاصة"منتقداً"وقاحة"الاعلام لكشفها. لكن في الايام الاخيرة وحتى قبل العرض المتواضع امام ويلز، فتح الاعلام المحلي النار بقوة على قدرة اريكسون في قيادة المنتخب كروياً، واعتبرت احداها ان"اريكسون يضيع افضل مجموعة من المواهب الانكليزية تتوافر لمدرب المنتخب في العقود الاخيرة وربما افضل من المجموعة التي فازت بكأس العالم في 1966"، وأبرزت أخرى استياء الجمهور من العرضين الاخيرين المتواضعين، وقالت أخرى ان المدرب السويدي فقد قدراته التكتيكية فيما شكك البعض بنجاعة اختياره لتشكيلة الفريق، وقال آخرون ان اللاعبين المؤثرين وعلى رأسهم النجم"المدلل"ديفيد بيكهام هو صاحب فكرة طريقة اللعب"4-5-1"التي اجاد هو فيها بينما تاه زملاؤه في المباراة امام ويلز. قبل اكثر من اسبوع، وبعدما عاد كشف روايات عاطفية لاريكسون نجح المدرب السويدي في قلب الهجوم عليه، واعتبر هذه القصص"مفبركة"وان الهدف منها هو دفعه الى الاستقالة بعد تعكير صفو حياته العائلية، وقال:"هناك اناس يثابرون ويجتهدون الى دفعي لخسارة وظيفتي، فبنشر اكاذيب عن حياتي الخاصة هم يعتقدون انه ستصيبني الكآبة وافقد تركيزي على عملي وستتأثر نتائج المنتخب بذلك... هذا لن يحصل". لكن نتائج المباراتين الاخيرتين لا تعكس مهارة اريكسون في ظل تركيز الصحف المحلية على التنبؤ بالمدرب"الانكليزي"المقبل الذي سيشغل مكان "السويدي". وبحلول انكلترا في المركز الثاني في المجموعة السابعة من تصفيات كأس العالم، خلف المنتخب البولندي، وعلى رغم امتلاكه مباراة مؤجلة، فان الاخفاق امام منتخب ايرلندا الشمالية او حتى تقديم عرض متواضع، ومن ثم الفشل امام بولندا في المباراة الختامية، حتى لو تأهل المنتخب الى النهائيات في المانيا الصيف المقبل، سيعرض اريكسون للرحيل، اما بخياره او مجبراً مكرهاً.