منح مهرجان"شاشات"الأول لسينما المرأة في فلسطين، الذي اختتمت فاعلياته الاسبوع الماضي، جائزته الدولية للمخرجة البريطانية كيم لونجينوتو، لمساهمتها وإبداعها في مجال الفيلم الوثائقي، وأعمالها المميزة، ورؤيتها النسوية الخاصة، في حين ذهبت جائزة"شاشات"الفلسطينية لسلافة جاد الله، التي خاضت بكاميرتها ورؤيتها الثاقبة، منذ بداية الثورة الفلسطينية، معركة سياسية، واجتماعية، وإبداعية، فقد كانت من بين المبادرات لتأسيس السينما الفلسطينية، وأرشفة نضالات شعبنا، ما دعا ادارة المهرجان الى تسمية جائزة الفيلم الفلسطيني في الدورات المقبلة للمهرجان باسمها، ومنحها اياها في هذه الدورة. وأكدت زهيرة كمال، وزيرة شؤون المرأة، ان تكريم سلافة جاد الله عبر هذا المهرجان، وعلى رغم عدم وجودها في فلسطين، دليل على أن المبدع أكبر من أني وضع في حيز جغرافي أو إطار زمني، فتكريم المهرجان لها اليوم، من دون معرفتنا أين هي الآن، كان من باب التقدير لها كامرأة فلسطينية وطنية، وإنسانة تستحق التقدير، قبل أي شيء آخر. وكرمت ادارة المهرجان المخرجات الفلسطينيات المشاركات في المهرجان، وهن: ديمة أبو غوش، شيرين سلامة، د. علياء أرصغلي، غادة الطيراوي، ليانة بدر، ناهد عواد، ندى التيسير، وهالة منصور. نكهة خاصة وأضاف فيلم"عرس في رام الله"للفلسطينية شيرين سلامة، والذي عرض بعد فيلم الفلسطينية المقيمة في مصر هالة منصور"النهاردة... حصان"، نكهة خاصة لحفل اختتام المهرجان، خصوصاً أن الكثير من المشاهدين وجدوا فيه ما يمس قضية حساسة وتعيشها الكثير من الفلسطينيات، عبر شخصية مريم التي كانت تحلم بفيزا الى أميركا تتمكن من خلالها مرافقة زوجها، لكن سرعان ما تكتشف أن"الحلم الأميركي"ليس هو ما كانت تبحث عنه... وكانت مخرجة الفيلم المقيمة في الولاياتالمتحدة، ارسلت كلمة للمهرجان تلتها صديقتها المنتجة والمخرجة سوسن قاعود، وقالت فيها: عرض هذا الفيلم في مهرجانات كثيرة، وفي محطات تلفزيونية عالمية عدة، لكنها المرة الأولى التي يعرض فيها الفيلم في فلسطين... أنا سعيدة جداً انه يعرض الآن في مدينة رام الله، تلك المدينة التي أحبها، والتي أوحت لي بهذا الفيلم. وكان حفل ختام مهرجان"شاشات"الأول بدأ بكلمة لعادلة العايدي، أمينة سر مؤسسة"شاشات"، أشارت فيها الى أن المهرجان كان"تحدياً حقيقياً للتأكيد على أهمية مكانة المرأة، وشرعية رؤيتها في المجتمع الفلسطيني"، من خلال تقديم أفلام ذات قيمة فنية عالية تعالج قضايا سياسية، واجتماعية متصلة بمواقعنا، للجمهور العام، ولطلاب وطالبات المدارس، والكليات، والجامعات، في رام الله وبيت لحم ونابلس ومخيم الدهيشة، في محاولة للجمع بين المشاهدة في العروض، وبين التجريب في ورش العمل، والندوات، والمشاركات. وقدمت العايدي الشكر لجمهور المهرجان، وداعميه، مؤكدة على استمرار العروض الدورية لپ"شاشات"، والنشاطات المتنوعة، والممتدة على مدار عام ما بين دورتي المهرجان، في حين قدم مجلس ادارة شاشات جائزة تقديرية لعلياء أرصغلي، مديرة المؤسسة،"على جهودها الكبيرة في تنظيم المهرجان، ونجاحه"، بينما قدمت أرصغلي الشكر لجميع المتطوعين،"الذين كان لهم الدور الكبير في نجاح المهرجان الأول لشاشات". استمرار مأمول من جهته، أكد الكاتب أسعد الأسعد، في كلمته ممثلاً عن وزارة الثقافة، على أهمية المهرجان، كمبادرة تقام للمرة الأولى في فلسطين، معبراً عن أمله في استمرار المهرجان، الذي وصفه بپ"الجهد الذي لا بد من احترامه"، لسنوات مقبلة، داعياً مؤسسات المجتمع المدني، ورأس المال المحلي، إضافة الى الوزارات ذات الاختصاص، بمد يد العون لهذا المهرجان، لضمان استمراريته، كما هي الحال مع النشاطات والفاعليات الثقافية المتميزة في فلسطين. وعبرت زهيرة كمال، وزيرة شؤون المرأة، عن سعادتها"باستمرار فاعلية الحياة الثقافية الفلسطينية، على رغم الاحتلال الذي يسعى بكل قواه لشل هذا الجزء المضيء من حياتنا"، مشيرة الى ان مهرجان"شاشات"الأول لسينما المرأة في فلسطين، استطاع ايصال رسالة مفادها ان مستقبل المجتمع الفلسطيني مرتبط، الى حد ما، بمستقبل المرأة فيه... وقالت: عشنا على مدار الأيام الماضية بانوراما نسوية أطلعتنا على التشابك السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والديني، الذي تحياه المرأة، بإبداع نسوي عكس صورة رسمتها المرأة نفسها. وتضيف كمال: استطاعت الأفلام المعروضة، ان تمس الشيء الكثير داخلنا، وهذا نجاح كبير للمهرجان، عبر عنه حجم الجدل والنقاش الذي خلفته هذه الأفلام. وانطلقت فاعليات مهرجان"شاشات"الأول لسينما المرأة في فلسطين، في 22 أيلول سبتمبر 2005، في قصر رام الله الثقافي، وقامت إدارة المهرجان بتكريم بينالي السينما العربية، الذي يقيمه معهد العالم العربي في باريس، مرة كل عامين، عبر مساعدة المندوب العام للمهرجان، ماري كلود بهنا، حيث عبرت عادلة العايدي، أمينة سر مجلس ادارة"شاشات"، عن الأهمية الخاصة لهذا البينالي، لا سيما في ابراز ودعم الانتاج السينمائي الفلسطيني، حيث يشكل"مشهداً حيوياً للسينما العربية، بتراثها وتحولاتها وتياراتها التجريبية، كونه التظاهرة الأقدم والأوسع المخصصة للانتاج السينمائي العربي في الخارج. ومما ميز مهرجان"شاشات"انه اشتمل على سلسلة من الندوات والمحاضرات المتخصصة، شاركت فيها مخرجات ومنتجات عالميات، اضافة الى اشتماله على نخبة من أهم الأفلام العالمية، كفيلم"مجزرة"لمونيكا بورجمان، ولقمان سليم، وهيرمان ثييس، و"ياسمين"للبريطانية كني جلانن، ومن انتاج سالي هيبين، وپ"طلاق على الطريقة الايرانية لكيم لونجينوتو"، الفائزة بجائزة مهرجان"شاشات"الدولية.