يزخر نادي الاتحاد بخصوبة بطولية، وقوة دينامية واقعية في فريق كرة القدم! ولعل ما يميز هذا الفريق العملاق، ويجعله علامة مهمة في عالم الحضور الكروي المكلل بالتفرد والروعة، هو سنون حضارته وتاريخه، التي باتت تقدم نفسها مراراً، فيوقظ لها المحبون جفناً وبسمة وعشقاً مخلصاً وولاء! هذا الاتحاد... ردد عاشقوه حبه خاطبين وده، ورؤيته فريقاً خرافياً، حتى ولو من خلال فجوة الأفق! فمكانته في الانفس... جعلته يسرق لمحبيه الوقت والشأن، فسعوا له بالحب والكفاح والهرولة! والاتحاد بهي كبوصلة، تحسس عاشقوه كل طرق الجمال والنبوغ والبطولة، فيهوون على حبه ثم يذبلون فيه، تحت لفحات مشاعرهم كلفحات الشمس، بعد برهة وجيزة. يا لهذا الاتحاد، مجد مقيم ينسج لعاشقيه المواسم التي تميد بأوراق العمر! وهؤلاء المخلصون يحملونه في قلوبهم شظايا عشق ابدي، ينقبون دوماً عن سناه! يفتحون عيونهم كل الوقت على شموخه وتاريخه وحاضره، ليروا وجهه، ويقولوا له الحب! لكن هذا الاتحاد، ومنذ تسلم قيادته الفنية الروماني الشهير يوردانيسكو، وهو يطوقه بملامح شخصية كروية أزهرت منه كل سماته: 1 - السمات الروحية المتمثلة في الصخب الفني الرائع، الذي كان ولا زال يرسم كل سحنات الإعجاب. 2 - السمات النجومية الفردية والجماعية التي تطفئ كل عتمة، وتوهج الصمت وتوقظ نار الخوف لكل الخصوم، حتى لكأنها لا تستأذن كل الانتماءات قبل ان تخترق السماء فلا تنطفئ. ثم استنسخ الروماني انجل يوردانيسكو من وجوه الاتحاديين تشكيلات كروية قوية مشتعلة، هرست هي الاخرى من كل خصومه، وبالذات الدم والعظم والاعصاب، على رأي الدكتور حسن الشد. وها هو الاتحاد، ومن خلال ذهاب واياب الدور النهائي لمسابقة دوري ابطال آسيا لكرة القدم، يلوك الايام مفكراً بأشيائه في مباراة جدة ثالث ايام العيد!! لكنه حتى في يوم البطولة الكبرى للقارة الكبرى سينتصر بعون الله، بل بيد لاعبيه ومدربه صياغة انفسهم بملامحهم المعهودة، وبالسمات البطولية التي عرفوا بها في قارة آسيا والعالم العربي. كانوا يفوزون بالاربعة والستة والسبعة والثمانية، فيعززون لقبهم البطولي، ويتعاملون بخطتهم باستراتيجية حبهم لوطنهم، ثم لشعار ناديهم ولجماهيرهم، فهم نجوم نجوم، حتى وان لازمتهم تلك الدكتاتورية التحكيمية، التي لعقوا جراحها في مباراة الذهاب بالعين، فنزعوا عن جسدها ثياب التذمر والامتعاض، والتنفس في عمق الزفير الاطول. اما وانهم حتى الساعة الابطال، لا شك سيسعون متوثبين وبكل شموخ الوطن، محتكمين الى: أولاً: نهج فني نفسي جماهيري، يرون من خلاله ملامحهم البهية، فيعيدون صياغة زغرودة البطولة، ويرسمون اشراقة الانتصار، وينتظمون كنجوم في عقدهم الفريد. ثانياً: بقيت مباراة البطولة الكبرى في جدة، وهي في حيازتهم ان شاء الله ان نظموا بجدارتهم شخوصهم، في رحابة طريقهم، والبطولة بحول الله زادهم، تتسلسل على مهل الى رمقهم الباقي من الامل والحب. والاتحاديون هكذا اذا ما تعاملوا مع أنفسهم بأنفسهم، ومع ولائهم بحبهم، ومع وميض تاريخهم، ولون وأصالة وطنهم، ومع المدرب الذي يعبر لهم ويعبر عن هتافهم، ويوظف قواتهم وترسانة مهاراتهم وسعيهم الدؤوب للانتصار. هم هكذا خصوبة بطولية وقوة دينامية وتفرد وروعة. هم حضارة ومجد وتاريخ. هم السيف الذي ينتضي إشرافه فارسهم منصور البلوي، الذي يهرول بهم ويسترسل بعطائهم، حتى يكونوا كالنهر المنهمر يسقي كل شيء.