في بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحركة الاولمبية الدولية تترأس العداءة المغربية السابقة نوال المتوكل لجنة التقويم التابعة للجنة الاولمبية، وتقوم المتوكل ومعها 15 عضواً من اللجنة ومن خبراء الرياضة العالمية بزيارات ميدانية تستمر أربعة أيام لكل مدينة من المدن الخمسة المرشحة لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية الصيفية 2012، وبدأت المتوكل وزملاؤها بمدريد ثم لندن وهي تزور حالياً نيويورك ثم موسكو وأخيراً باريس، والمتوكل أول سيدة وأول عربية تتولى هذا المنصب الرفيع، وهي تحظى باحترام وتقدير كبيرين في كل مكان تذهب إليه بفضل تاريخها الرياضي الناصع، وهي أول امرأة عربية تحرز ميدالية ذهبية اولمبية عندما توجت بطلة لسباق 400 متر حواجز في دورة لوس انغليس 1984. نوال المتوكل أدلت بتصريحات الى الصحافة الانكليزية بعد زيارتها الى لندن حيث التقت على العشاء في قصر بيكنهغام ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية وفي 10 داوننغ ستريت حيث مقر الحكومة البريطانية مع رئيس الوزراء توني بلير. نوال تحدثت بصراحة وتحفظ معاً، وأكدت أن اللجنة تقوم بعملها في حياد وشفافية كاملين، وفقاً لما تراه على أرض الواقع وما تسمعه وتتابعه من استعدادات ومشاريع ولا تمتلك اللجنة مطلقاً حق اختيار المدينة المنظمة ولا حق تصنيف المدن الخمسة وفقاً لإمكاناتها وتقديراتها ولا حق الإدلاء بالأصوات في التصويت النهائي في 6 تموز يوليو المقبل في اجتماع اللجنة الاولمبية الدولية في سنغافورة، واللجنة تتقدم بتقريرها الشامل عن كل زيارة إلى اللجنة الاولمبية، وتنشر تلك التقارير على الملأ في 6 حزيران المقبل. وأكدت المتوكل أنه لا مكان للاجتهادات الشخصية من أعضاء اللجنة في عمل التقارير، لأن اللجنة تبحث 17 نقطة أساسية يجب أن تلتزم بها المدن الخمس الراغبة في التنظيم ولا مجال للإخلال بأي من نقطة على الإطلاق وهي على الترتيب التالي: 1- الفكرة والمفهوم والتراث. وتتركز على الخطط العامة التي تعتمدها المدينة لتنظيم الدورة، والتراث الحضاري الذي ستتركه للشعب بعد نهايتها. 2- البناء والجو السياسي والاقتصادي للبلد، وهو أمر بالغ الأهمية لأنه يعكس التزام الدولة بتنظيم الدورة في ميعادها مهما حدثت متغيرات في الحكومة أو في الوزارة أو الأحزاب في عام 2012 ومدى جدية الدعم المالي وتوافره في شكل حقيقي، وفقاً للخطة وأخيراً الدعم الشعبي للتنظيم. 3- الجوانب الشرعية وهي التزام الدولة بكل مسؤولياتها تجاه عملية التنظيم واحترامها للميثاق الأولمبي وعدم وجود أي مسابقة رياضية كبرى تتعارض مع الدورة في الوقت ذاته. 4- إجراءات الدخول والجمارك، وهي تضمن دخول كل المشاركين في الدورة من لاعبين وإداريين ومسؤولين وحكام الى المدينة المنظمة من دون مشكلات أو تعقيدات. 5- البيئة، وهي جانب حديث في عمليات التقييم ويضمن عدم تلويث البيئة مع وجود أجواء غير ملوثة في المدينة ومياه نظيفة وطقس مناسب خلال الدورة. 6- التمويل، وهو قدرة المدينة على تمويل الدورة وتقديم الإثبات وضمان عدم ارتفاع أسعار الإقامة في الفنادق خلال الألعاب. 7- التسويق، وهو وجود رعاة محليين ومواجهة أي قرصنة تسويقية داخل المدينة وبيع النسبة الكبرى من تذاكر المباريات. 8- الألعاب والميادين، بالالتزام بكل الألعاب والمسابقات الموجودة في الدورة مع إقامة الملاعب اللازمة في الوقت المناسب وفي أماكن جيدة، ووجود خبرات كافية لعمليات النظيم. 9- ألعاب المعاقين لم تعد تلك الألعاب مجرد بطولة هامشية، ولكنها تحتاج إلى تنظيم على المستوى نفسه وتوفير ملاعب إضافية. 10- القرية الاولمبية، وتشمل مكاناً واسعاً وغرفاً لائقة بالرياضيين وتضمن أسلوباً ممتازاً لاستخدامها بعد نهاية الدورة. 11- الخدمات الطبية، وتقدم المدينة خبراتها في علاج الرياضيين والمسؤولين والمشاهدين بما يتناسب مع الأعداد الهائلة الموجودة خلال الألعاب كما تقدم معملاً مطابقاً للشروط الدولية للكشف عن العقاقير المنشطة. 12- الأمن، وهو نقطة بالغة الأهمية وتتعهد المدينة بالتصدي بكل حزم للعمليات الإرهابية المتوقعة وللجريمة مع ضرورة تفادي مشكلات السير. 13- الإقامة، وتستوجب وجود عدد وافر من الفنادق وإقامة جيدة لرجال الإعلام والرعاة والممولين. 14- المواصلات، وهي ضمان سيولة كاملة مع دقة في تقدير الوقت المطلوب لوصول الرياضيين من أماكن الإقامة إلى الملاعب، وعدم وجود اختناقات مرورية خلال الدورة وتوفير بنية تحتية جيدة للمواصلات. 15- التكنولوجيا، وهي نقطة أساسية في قياس استعدادات المدينة، لا سيما على صعيد الاتصالات التي تصل إلى أعلى درجاتها وأكبر كثافة خلال الألعاب لتوفير حاجة التلفزيون والإذاعة ورجال الصحافة. 16- الخدمات الإعلامية، وتضمن توفير كل حاجات الإعلاميين خلال الدورة مع وجود مركز صحافي عملاق. 17- الحركة الأولمبية والثقافية خلال الألعاب، وهي تشمل برنامج حفلتي الافتتاح والختام اللتين تعكسان حضارة وتاريخ وحاضر البلاد، وكذلك عمليات تسليم الميداليات وإعداد الأطفال في المدارس للوعي الكامل بالدورات الأولمبية والأنشطة الثقافية المتنوعة.