تحدى الناخبون الافغان امس، القصف الصاروخي والهجمات التي شنتها حركة"طالبان"على مراكز اقتراع في العاصمة وأنحاء البلاد، وأدلوا بأصواتهم لاختيار ممثليهم في البرلمان المقبل، في عملية لم يسجل المراقبون الاجانب اعتراضات عليها. راجع ص8 وتفاوتت نسب الإقبال في مختلف المناطق بحسب الوضع الامني او الولاءات القبلية فيها، لكن ذلك لم يحل دون رصد صفوف طويلة من الناخبين في مناطق كانت تعتبر معاقل ل"طالبان"مثل جلال آباد وهلمند وسبين بولداك شرق وجنوب شرق وجنوب. وسجلت هجمات دموية للحركة في تسع من اصل 32 دائرة انتخابية، فيما سجلت مشاكل في 15 من اصل 6300 مركز اقتراع. وكان حادث العنف الأبرز في كابول حيث استهدفت مراكز اقتراع ومقر تابع للأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات، بثلاثة صواريخ، اسفرت عن اصابة افغاني بجروح. كما سجل إطلاق نار في الأطراف الجنوبية للمدينة. وقتل جندي فرنسي في انفجار لغم ارضي وقتل رجلا شرطة وثلاثة من"طالبان"في اشتباك بالقرب من الحدود الباكستانية, في حين اسفر هجوم على مركز اقتراع قبل فتح باب التصويت عن مقتل احد المهاجمين. وأكد مراقبون أوروبيون التقتهم"الحياة"في مراكز اقتراع"سلامة الانتخابات". وقالت زوجة السفير الدنماركي اليزابيث كميت التي كانت تراقب الاقتراع في أحد المراكز:"لم ألمس خروقاً واضحة"، مضيفة:"كل شيء يسير على ما يرام". وقال الرئيس حميد كارزاي في رد على سؤال ل"الحياة"، بعدما أدلى بصوته في أحد مراكز الاقتراع في العاصمة:"أطمئنوا، الانتخابات ستكون نزيهة"، مستبعداً حدوث تزوير أو خروق. واعتبر ما جرى أمس"يوماً تاريخياً لأفغانستان، يعادل بأهميته يوم الاستقلال". وأبدى عدم خشيته من احتمال وصول المعارضة إلى الحكم. وقال:"هذه هي الديموقراطية". وقال رئيس ائتلاف جبهة المعارضة والمرشح في الانتخابات يونس قانوني ل"الحياة":"هددت طالبان بإفشال الانتخابات عبر القتل والقصف بالصواريخ، لكنني على ثقة بأنها لن تنجح في ذلك، فالشعب مصمم على نجاح الانتخابات". وأبلغ مستشار الرئيس الافغاني لشؤون الأمن القومي زلماي رسولان"الحياة"، بأن الجهات الأمنية الافغانية اعتقلت باكستانيين اثنين وفي حوزتهما كمية من المتفجرات مساء أول من أمس. لكنه لم يجزم بارتباطهما بالاستخبارات الباكستانية. وقال:"نحن نحقق معهما، وننسق مع الجهات الحكومية لرفع مستوى التعاون الأمني". وأعرب بيتر اربين رئيس الفريق المشرف على الانتخابات، عن اعتقاده بأن الاقبال كان كثيفاً، علماً بأن نسبة المشاركة اقل مما كانت عليه في الانتخابات الرئاسية العام الماضي 70 في المئة. وقال:"ارى انتخابات سليمة للغاية في انحاء افغانستان. والامن كان جيداً جداً بصورة عامة، وذلك يعود الى البنية الامنية"التي ساهمت القوات الدولية في ايجادها. وفي انتظار صدور نتائج الانتخابات بعد نحو شهر، توقع مراقبون ان يتشكل البرلمان الأفغاني المقبل، من خليط متساو بين المعارضة والحكومة، وأن يكون الفارق بينهما ضئيلاً في عدد المقاعد.