هل سجّل الاسكتلندي آندرو ستمبسون 25 عاماً، من سكان لندن اول سابقة من الشفاء تلقائياً من مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز؟ أم ان الوقت ما زال مبكراً للجزم في هذه المسألة؟ يزيد من حدة السؤال ان الاسكتلندي"العنيد"لم يتناول أي دواء ضد فيروس الايدز، واعتمد على تناول الكثير من الفيتامينات والمقويات، اضافة الى نظام غذائي صحي! فقد تناقلت وسائل الاعلام نبأً مفاده ان فحوصاً اجرتها أخيراً"مؤسسة الصحة العامة في تشيلسي وويستمنستر"أكدت خلو ستمبسون من فيروس الايدز، بعدما ثبتت اصابته به العام 2002. وقد انتقل اليه من شريك مثليّ الجنس. والحال انه صُنّف كمصاب بفيروس"اتش أي في"المسبب لمرض الايدز, عقب فحوص أولية، تلتها اختبارات تأكيدية، أجريت له العام 2002. وفي اواخر العام 2003 جاءت فحوص مماثلة بنتيجة سلبية، بمعنى انها أكدت خلو جسمه من الفيروس! والمعلوم ان دخول فيروس الايدز الى الجسم يعقبه ظهور انواع معينة من الاجسام المضادة التي تعمل، من دون جدوى، على مقاومته. وتعتمد فحوص الايدز على تقصي هذه الفيروسات، باعتبارها دليلاً الى وجود الفيروس في الجسم. وفي الغالب يعمد الاطباء الى اجراء فحوص تأكيدية أكثر دقة وتطوراً، في حال دلت فحوص أولية الى الاصابة بالفيروس المميت. وبهذا يتجنب الاطباء التشخيص الخاطئ للمرض، الذي يسمى علمياً"حالات ايجابية زائفة". وخضع ستمبسون لنوعي الفحوص كليهما. واعتُبر مصاباً بالايدز العام 2000. وقلب التشخيص حياته رأساً على عقب. وأخفى الامر عن الجميع، عدا أخته الصغرى. ورفض تناول الادوية المضادة لفيروس الايدز التي تُعطى عادة لتأخير تقدم المرض ومنع انتقال الفيروس من المصاب الى الآخرين. وفي خريف العام 2003 دلت سلسلة فحوص مماثلة على خلوه من المرض. وفي البداية، اراد ستمبسون مقاضاة المستشفى، لأنه اعتقد بأن تشخيصه كمصاب كان خطأً. ولحسم الامر، عاينت"مؤسسة الصحة العامة في تشيلسي وويستمنستر"العينات كلها، أي تلك التي دلت الى الاصابة، وكذلك التي اشارت الى خلو المريض من الفيروس. ووجدت النتائج صحيحة في الحالين! ولم تستخدم الناطقة باسم تلك المؤسسة تعبير"شفاء من الفيروس"، لكنها شددت على ان الامر يمثل سابقة مثيرة. ودعت المصاب السابق لإجراء المزيد من الفحوص، لأن طريقته في الشفاء قد تفتح باب الامل امام عشرات الملايين من مصابي الايدز في العالم. إلا ان هناك خبراء يبدون حذراً حيال هذه"المعجزة". ففي تصريح الى التلفزيون البريطاني، لاحظ الاختصاصي باتريك ديكسون ان حالات مشابهة سجلت سابقاً بصورة متفرقة، لكنها لم تكن موثقة علمياً بدرجة كافية. وقد يُمثل ستمبسون، في حال وافق على الخضوع للمزيد من الفحوص، أول سابقة موثقة للشفاء تلقائياً من فيروس"اتش أي في". وبحسب ديكسون، ربما اعطى ستمبسون مؤشراً الى قدرة جهاز المناعة على مقاومة الايدز، ما يفتح باباً جديداً امام جهود صنع لقاح للايدز، الذي يستوطن اجساد 35 مليون شخص في العالم.