تجبر سوق العمل السويدية الكثير من الشباب المسلمين والعرب على تغيير اسمائهم الى اسماء سويدية للحصول على فرصة عمل. محمد يصبح ستيفان، وعلي يصبح اندرش والشابة الكويتية الأصل اماني عبدالسيد تصبح آنّا. مئة وعشرون شخصاً تقدموا في النصف الاول من هذا العام بطلبات الى السلطات المختصة لتحصيل اسماء سويدية بدلاً من اسمائهم المسلمة او العربية. أماني في الخامسة والعشرين من العمر وحائزة على شهادة اختصاص مهني في ادارة البدالة الهاتفية وتعيش في مدينة غتنبرغ في جنوبالسويد. وتروي اماني التي جاءت مع اهلها الى السويد عندما كانت طفلة صغيرة، انها عندما انهت دراستها المهنية حصلت على مكان تدريب في دائرة صندوق الضمان: "خلال الفترة التي عملت بها على بدالة صندوق الضمان تبين لي انني اعرف اموراً تتعلق بهذه الوظيفة اكثر من اشخاص يعملون في المجال ذاته منذ سنوات طويلة. وكان المسؤولون عن هذا القسم يطلبون مني ان أدرب زميلاتي على الأشياء التي أتقنها". أماني مسلمة وترتدي الحجاب، وبما ان كل الذين كانوا يعملون في القسم نساء، كانت لا ترتدي حجابها في العمل وبهذا لم ينتبه احد الى انها محجبة. ولكن وفي أحد الأيام اتت الرياح بما لا تشتهي السفن اذ كانت اماني تتمشى في سوق المدينة اوقفها صحافي يعمل في التلفزيون وسألها اذا كانت ترغب في ان تصبح مقدمة برامج ليوم واحد لأن الادارة ترغب في اظهار وجه مسلم ومحجب على الشاشة، فوافقت على ذلك، وحينها اكتشف زملاؤها في العمل انها محجبة. وقبل انتهاء فترة تدريبها بقليل اعلن صندوق الضمان انه بحاجة الى ثلاث عاملات على البدالة فتقدمت اماني بطلب على الفور: "كنت واثقة من انني سأحصل على ذلك العمل لأنني اثبت لهم قدرتي على القيام بالمهمة. استدعاني المسؤول عن القسم واجرى معي مقابلة ثم قال لي انه سيتصل بي عندما تتخذ الادارة قراراً بذلك". المشرفون على صندوق الضمان اختاروا ثلاثة سويديات لهذه الوظائف، واحدة لا تحمل شهادة مهنية للعمل على البدالة، واخرى كانت تعمل كساعية بريد وفتاة ثالثة كانت من الدفعة التي تخرجت معها اماني التي بقيت من دون عمل: "لا اعتقد ان اسمي الاول هو اساس المشكلة وانما اسم عائلتي وحجابي هما المشكلة الاساسية. عندما اكتشفت ان قدراتي المهنية جيدة وافضل من قدرات اللواتي حصلن على الوظائف رفعت شكوى قضائية على مصلحة صندوق الضمان بتهمة التمييز العنصري". اماني طموحة وتسعى الى ان تكون عنصراً فاعلاً في المجتمع لذا استمرت في البحث عن عمل آخر وتقدمت في الأشهر الستة الأخيرة بأكثر من 150 طلب عمل الى شركات مختلفة ولكنها لم تحصل حتى على لقاء مع رب العمل. في احد الايام استدعتها المسؤولة عن ملفها في مكتب العمل واعطتها نصيحة من اجل الحصول على عمل: "قالت لي يجب ان ابدل اسمي الى اسم سويدي". لم تبدل اماني اسمها في الدوائر الرسمية ولكنها بدأت تكتب على طلبات العمل الاسم السويدي آنا بدلاً من أماني. لكن المشكلة استمرت لكون اماني مسلمة وترتدي الحجاب. أماني لم تغير اسمها كلياً، ولكن هناك مئات من العرب والمسلمين يتقدمون سنوياً بطلبات الى الدوائر المختصة لتحصيل اسماء سويدية. وفي قراءة سريعة لبعض الطلبات التي استلمتها الدائرة المختصة بتغيير الأسماء كتب احدهم: "تعب اطفالي من اسئلة" هل يضربكم والدكم اذا تناولتم طعاماً فيه لحم الخنزير؟ "لذا اعتقد ان تغيير اسمائنا المرتبطة بالعالم الاسلامي، الى اسماء سويدية يسهل اموراً اجتماعية كثيرة على اولادي في المستقبل". وكتب شخص آخر: "تواجهني مشاكل كبيرة كلما تقدمت بطلب عمل الى وظيفة جديدة، وعلى رغم انني اكتب اسمي بطريقة صحيحة وواضحة فهم يكتبون اسمي بطريقة خاطئة. وانا متأكد من انه في المرات الكثيرة التي حصل فيها تمييز ضدي، كان سببه اسمي. عندما اقابل اشخاصاً سويديين واتكلم معهم السويدية بطلاقة يبادلونني الكلام بطريقة بطيئة اعتقاداً منهم انني لا اتقن اللغة". ولكن هل يؤدي تبديل الأسماء الى الحصول على عمل بطريقة اسهل واسرع؟ يقول بنغت برغكفيست مدير مكتب العمل في ضاحية شيستا في شمال استوكهولم: "بعد تغيير الكثيرين أسماءهم بدأوا يحصلون على مواعيد لقاءات للتوظيف لذا أعتقد ان تغيير الإسم يسهل الحصول على فرص عمل. ولكن من الخطأ ان تعطي دوائر رسمية نصائح الى الأجانب كي يغيروا اسماءهم، اعتقد ان من الافضل ان نبذل جهدنا كي نجبر ارباب العمل على تغيير مفاهيمهم الخاطئة حول الأجانب. انها الطريقة الوحيدة لتحسين وضع العمالة في السويد". المشكلة الصعبة التي تواجه الكثير من الأجانب والأشخاص الذين يحملون اسماء عربية او مسلمة في سوق العمل السويدية مستمرة. غير ان أماني اتخذت قراراً بأن لا تغير اسمها بعد الآن، "فأنا اعمل حالياً مسوقة سلع على الهاتف كما سأبدأ دراستي الجامعية لأنني أريد أن اصبح مهندسة مدنية وأحصل على وظيفة محترمة".