سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأميرة حصة بنت طراد الشعلان حرم ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز : مشاركة المرأة السعودية في البناء والتطوير ليست جديدة والعباءة لا تعوق حركة النساء
الأميرة حصة بنت طراد الشعلان زوجة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، غنية في روحها من غير ادعاء، عميقة في تجربتها من دون تظاهر، وبسيطة في تعاملها مع الآخرين بلا تكلف، وصادقة في تصرفها من غير مواربة. إنها إمرأة تأخذ من حياتها وتعطي من معها وحولها بدفق لا ينضب، ورجاء لا يعرف اليأس، وبمثالية لا تعرف المساومة. وقد اتيحت لي الفرصة للقاء الأميرة حصة مرتين، اللقاء الأول كان في قصرها في الرياض، وخصص لإجراء الحوار الصحافي، والثاني خلال مأدبة عشاء دعت اليها الأميرة نوف بنت عبدالعزيز آل سعود. قصر الأميرة حصة فيه الكثير من البساطة والتواضع زينت جدرانه وزواياه هدايا زوجات كبار المسؤولين اللواتي زرنها، وتتوج مدخله سجادة من الحرير الخالص حيكت عليها آية من القرآن الكريم، هدية من زوجة الرئيس الايراني خامنئي. ولم تشأ الأميرة حصة ان يكون الحوار محكوماً بقواعد اللقاء الصحافي، فكان حواراً لا تحكمه حدود، تميزه الصراحة ووضوح الرؤية والتحليل. وتناول في بعض جوانبه علاقة الأميرة حصة بزوجها الأمير عبدالله وعلاقة صاحب السمو بأولاده ونظرته لقضايا المرأة التي يمكن القول ان الأمير اختصرها عندما قال: "إن المرأة هي أمي وأختي وزوجتي وابنتي، وللمرأة حقوق في الاسلام". والأميرة حصة تتحدث بكل الودّ والحرص عن زوجات الزعماء العرب اللواتي التقتهن، وتخص بعطفها المرأة العراقية والفلسطينية التي عانت الكثير على حد قولها. وعندما يتطرق الحديث مع الأميرة حصة الى مشاركتها في الاعمال الخيرية تبرز دائماً دور الآخرين. وفي ما يأتي نص الحديث: كيف تصفين سموك الأمير عبد الله زوجاً ووالداً؟ - الذي لا يعيش في كنف الأمير عبدالله حفظه الله يصعب عليه الوصف. فهو زوج مثالي، يعاملني والأولاد أطيب معاملة، وهذه هي الحقيقة، وأنا أحمد الله دوماً لأنه جعله من نصيبي، وأعتبرها نعمة من ربي، لنا خمس بنات وصبيان، وقد توفيت اثنتان رحمهما الله، والأمير أب عطوف وحنون، فعلى رغم كل مشاغله وهمومه يجد وقتاً للاستماع الى مشاعرهم ومشكلاتهم، ويحرص على معرفة كل ما يحيط بحياتهم، ويغدق عليهم النصح والمشورة. وهل يفرق سمو الأمير في معاملته بين البنين والبنات؟ - لا يفرق ابداً، ويردد دوماً أن للمرأة حقوقاً، وقد منحها الله والاسلام هذه الحقوق، فلماذا نسلبها اياها، ونحن نسير على هدى الشريعة الاسلامية والأمير عبدالله لم يظلم المرأة في حياته بل على العكس تماماً كان نصيراً لها. اين تلقت بناتك الأميرات تحصيلهن العلمي؟ - لقد اتمت بناتي تحصيلهن العلمي الابتدائي والثانوي والجامعي في المملكة العربية السعودية، لأن والدهن حريص جداً على ان يبقيهن في كنفه. يبدو ان هناك ورشة عمل حقيقية لاشراك المرأة في عملية بناء وطنها. كيف تنظرين سموك الى هذه الجهود، وكيف تقومينها؟ - هذا الانطباع صحيح، واشتراك المرأة السعودية في بناء بلدها وتطويره ليس جديداً عليها. ولكن هناك اليوم جهود حثيثة لمشاركة نسائية أوسع في سوق العمل وفي شتى المجالات. ومن هنا جاءت مثلاً الجهود المثمرة التي قام بها منذ عامين الأمير عبدالله لافتتاح كلية تمريض خاصة بالنساء، وقد وجدنا ان الاقبال عليها فاق كل توقع، ما دفع القيمين عليها الى تطويرها وتوسيعها لاستيعاب المزيد من الطالبات. وهناك ايضاً كلية الصيدلة الاهلية والطب الاهلي. والواقع ان هناك حاجة ماسة الى مثل هذا الاختصاص في المملكة، اضافة الى ان ذلك يندرج ضمن إطار سعودة الوظائف. والحمد لله فقد بدأ المجتمع يدرك تدريجاً طبيعة دور المرأة وأهميته في بناء اسرتها مادياً ومعنوياً. ولكن، ما هي أهم الاسباب التي تقف عائقاً امام مشاركة المرأة في العمل؟ هل هو المجتمع، ام كسلها الموروث؟ - اعتقد ان المرأة تعوق نفسها، وهي مسؤولة عن مستقبلها ودخولها مختلف مجالات العمل، فالمرأة اليوم مدرّسة وطبيبة وسيدة اعمال، وانا ادعو للجميع بالتوفيق والهداية والعمل ضمن تقاليدنا وتراثنا وبحسب تعاليم ديننا. وهناك من ينتقد ارتداء المرأة السعودية العباءة، وأنا أطلب من الله ان يديم علينا نعمه. فارتداء هذا الزي المحتشم المتواضع يساوي بين الناس ويعتبر رمزاً لهدايتنا، ومن جهة ثانية فإنني أجد راحة نفسية في ارتداء العباءة لأنها تمنحني شيئاً من الحرية والراحة، خصوصاً خلال زياراتي الأسواق لقضاء حاجتي وعائلتي. ولكن، ألا تتنقلين مع حرسك الخاص؟ - الأمير عبدالله يرى ان لا حاجة الى مرافقة حراس لي او للعائلة، فهو لا يسمح بذلك، وانا أقدر هذا وأتفهمه. وكيف تنظرين سموك الى مشكلة البطالة؟ - هذه مشكلة عالمية وأعرف ان المسؤولين يعملون جادين على حلها، وستحل قريباً إن شاء الله. ثمة شعور عام ان هناك سوء تفاهم بين العالم العربي والإسلامي والعالم الغربي، فكيف تنظرين سموك الى هذه القضية؟ - نحن أمة ومجتمع يحترم تقاليده وعاداته وديانات الآخرين، ونحن نعي تماماً ان لدينا تقاليدنا وديننا الذي نحمد الله عليه، فلماذا لا يحترم الغرب واقعنا وحياتنا وأفكارنا، نحن لا نرغب في إثارة الحساسيات بل على العكس، نطلب صداقة الجميع وندعو لهم بكل الخير والبركة، والواقع انني استغرب احياناً سوء الفهم هذا، خصوصاً ان قلوبنا وعقولنا منفتحة لكل حوار مع الجميع، ولكن على الجميع ان يعلموا انه وبالنسبة الى المرأة بالذات لدينا والحمد الله عادات وتقاليد لن نتخلى عنها ضمن ديننا وهي لا تشكل اي عائق امام تعليم النساء او مشاركتهن في عملية البناء والتطور، والمرأة السعودية سعيدة في شكل عام بوضعها هذا. كيف تصفين سموك علاقة الشراكة بين زوجات المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي؟ - كنا نلتقي جميعاً وفي مناسبات عدة اجتماعية وغيرها، غير ان المشكلات السياسية التي عمت المنطقة والعالم، جعلت هذه الاجتماعات اقل، هذا مع العلم ان المحبة والاحترام موجودان. كيف هي علاقتك بصاحب السمو الامير عبدالله؟ - علاقتي بالأمير يتوجها الاحترام والمحبة والتفاهم المتبادل، وهو حنون ومتفهم، وغالباً ما افتح له قلبي حول قضايا المرأة وشؤون اخرى، وهو يبدي عطفاً خاصاً وتفهماً لمطالب المرأة المحقة ضمن مفاهيمنا وديننا الحنيف. وهل تسمح اعباء الحكم لسمو ولي العهد بالإجازات العائلية؟ - لقد ذهبنا العام الماضي الى المغرب، حيث امضينا 15 يوماً، ونحن نحب المغرب فهو بلد جميل، وأسافر مرة واحدة في العام من اجل الاولاد وأحياناً من دون الأمير لكثرة اشغاله، وهذا يكفي لأنني لا احب قضاء وقت طويل بعيدة من زوجي وبيتي ووطني. نعلم ان سموك والى جانب كثير من النساء الخيّرات تترأسين المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، فما هي أهم اهداف هذه المؤسسة؟ - مضت سنون على طرح فكرة إنشاء المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، وعندما طُرحت فكرة المؤسسة عليّ ترددت في طرحها على سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد الأمين، لأنني ظننت ذلك عبئاً أضيفه إلى الأعباء والمسؤوليات الجسام التي يضطلع بها سموه، لكن المفاجأة كانت في رد فعله الإيجابي، بل وفي التوجيهات السامية السديدة التي قرنها - يحفظه الله - بموافقته على إنشاء المؤسسة، لقد كان سروره عظيماً بالفكرة، وأبدى دعمه المطلق لإخراجها إلى أرض الواقع. ومنذ ذلك الحين وسموه - يحفظه الله - يرعاها ويحرص على تطوير أدائها إيماناً منه بأن كل خير يجب ان يظل موصولاً بخاصة إذا كان ينبع من اهل الخير... وفي وطن الخير والخيّرين. اما أنا، فكنت ولا أزال اشعر بصعوبة تحمل مسؤولية مثل هذا العمل، وأدرك تماماً ان مؤسسة كهذه لا بد من أن توظف لها الطاقات كلها، وأن يواكبها الحرص والإخلاص، وأنني لأحمد الله سبحانه وتعالى الذي وفقني ومنحني الصبر وبعث في نفسي قوة التحمل، لتبقى هذه المؤسسة شعلة تضيء دروب المحتاجين، وأملاً ينير الأبصار والقلوب ويبعث فيها الارتياح والثقة والأمان. إن تسابق الاخيار على دعم هذه المؤسسة هو دليل قاطع على ان اهل الخير هم الغالبون. وهذا ما وقف وراء إنشاء فرعين للمؤسسة خلال اربع سنوات فقط ومنذ نشأتها: الأول، في المنطقة الغربية برئاسة سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، والثاني في الجوف برئاسة سمو الأميرة سارة بنت عبدالله بن عبدالعزيز. وماذا عن الخطط المستقبلية للمؤسسة؟ - تتطلع المؤسسة الى توسيع مجال عملها لتشمل برعايتها مناطق جديدة ومستشفيات اخرى عدا التي ترعى حالاتها الآن. وتسعى المؤسسة الى تحسين نوعية الأنشطة التي تقوم بها لتنمية المردود المالي الثابت الذي يساعد على تقديم خدمات افضل، وتقديم برامج التوعية الصحية لأسر المرضى بغية الوصول برعاية المريض داخل منزله الى المستوى الأفضل، والتطلع الى التواصل مع المؤسسات الاخرى من اجل تطوير الأداء، والتواصل مع مراكز عالمية للرعاية الصحية المنزلية، للوقوف على الجديد في هذا المجال والوصول الى أفضل مقاييس الرعاية العالمية.