أنهى الاسرى والمعتقلون الفلسطينيون والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي امس يومهم الثامن في الاضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأ الأحد الماضي. وشددت مصادر مطلعة على أوضاع الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال على ان المضربين عن الطعام ورفاقهم وذويهم والمتضامنين معهم، مصرون اكثر من اي وقت مضى على تحقيق مطالبهم الانسانية وتحسين شروط حياتهم المزرية من قبل ادارات السجون الاسرائيلية. في غضون ذلك، اعلن وزير شؤون الاسرى والمحررين هشام عبدالرازق امس ان الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء احمد قريع ابو علاء اصدروا تعليمات للتوجه الى هيئة الاممالمتحدة، لاستصدار قرار يعتبر الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين "اسرى حرب". واضاف عبدالرازق الذي يخوض اضرابا مفتوحا عن الطعام تضامنا مع رفاقه واخوانه الاسرى، ان تعليمات صدرت الى المندوبين الفلسطينيين في جامعة الدول العربية والاممالمتحدة لبدء تحرك عربي ودولي لاستصدار قرار من الاممالمتحدة استنادا الى قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الشهر الماضي الذي اعتبر جدار الفصل العنصري غير شرعي ويجب ازالته لانه اقيم فوق اراضٍ فلسطينية محتلة. وقال عبدالرازق ان ما ينطبق على الاراضي ينطبق على الانسان الفلسطيني الذي يقيم عليها. وجدد تأكيد ما قاله ل"الحياة" الاسبوع الماضي من ان الاعتراف بالاسرى والمعتقلين اسرى حرب يلزم الدولة العبرية عدم تقديمهم الى محاكمها، وانهاء احكام المحكومين منهم، وعدم نقلهم الى سجون في اراضيها. لكن عبد الرازق عبر عن خشيته على حياة الاسرى والمعتقلين في ظل تعنت سلطات الاحتلال وفي اعقاب صدور قرار وزير الصحة الاسرائيلي داني نافيه بعدم تقديم اي علاج للاسرى المضربين عن الطعام في المستشفيات في حال ساءت احوالهم الصحية. ولفت الى عمليات نقل عدد من الاسرى من غرفهم الى غرف اخرى داخل السجن الواحد، ومن سجون بعينها الى سجون اخرى، مثلما حدث مع عدد من الاسرى الذين نقلوا من سجن "نفحة" الصحراوي الى سجن "بئر السبع"، ومن ضمنهم عميد الاسرى العرب اللبناني سمير القنطار المعتقل منذ 25 عاما. ام جبر تخشى على حياة القنطار الى ذلك، اعربت ام جبر وشاح والدة القنطار بالتبني سابقا عن خشيتها على حياته. وقالت ل"الحياة" امس من خيمة الاعتصام مع الاسرى والمعتقلين المقامة في حديقة الجندي المجهول في مدينة غزة ان "القنطار الذي يعاني من وجود رصاصة في احدى رئتيه "لم يجد الراحة الصحية الا في سجن نفحة الصحراوي"، نظرا لعدم ارتفاع نسبة رطوبة الجو في المناطق الصحراوية على ما يبدو. ورأت ان نقله من سجن "نفحة" الى سجن آخر ربما يؤثر سلبا على اوضاعه الصحية. ووجهت حديثها الى القنطار قائلة: "هذا ليس أول اضراب مفتوح عن الطعام تخوضه انت ورفاقك الاسرى... اصمدوا واصبروا حتى تحققوا انجازاتكم وحقوقكم ولا ترضخوا للسجان". وحملت ام جبر التي اعياها كبر السن والمرض، الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عما يحصل للقنطار اذا ساءت حاله الصحية. والدة اسير تدعوه الى الصمود من جهتها، قالت والدة الاسير عمر شحادة وشقيقه الاسير حاتم شحادة ل"الحياة" ان "موت الاسرى والمعتقلين في اضرابهم المفتوح عن الطعام افضل من ان يرضخوا للسجان ويقبلوا بهذه الاوضاع المزرية". واضافت: "الموت ولا المذلة وسنموت معكم، داعية ابنها وشقيقها الى "الصمود حتى تحقيق مطالبكم ومطالب رفاقكم". وقالت: "اصمد يا أخي احمد يا ابني... نحن معكم والله معكم والشعب معكم". استمرار الاضراب التضامني عن الطعام الى ذلك، واصل عشرات الرجال والنساء من ذوي الاسرى ورفاقهم واصدقائهم وممثلي الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية اضرابهم عن الطعام في خيام اعتصام اقيمت في حديقة الجندي المجهول في غزة. واستلقى المضربون في خيمتين منفصلتين على أسرة اعدت خصيصا لهذا الغرض، وضع الى جانبها نقطة طبية اعدتها وزارة الصحة للاشراف على وضعهم الصحي. كما اقيمت خيمة ثالثة لاستقبال وفود التضامن.