أشرك السوبرانو ريما الطويل والمايسترو وليد غلمية . بلاسيدو دومينغو ... حفلة استثنائية في بعلبك

توج مغني الاوبرا التينور الاسباني بلاسيدو دومينغو مهرجانات الصيف في لبنان بأمسية اوبرالية اقامها مساء أول من أمس، في معبد جوبيتر في اطار مهرجانات بعلبك الدولية.
دومينغو من مغني الأوبرا القلائل الذين يتمتعون بشعبية في العالم العربي، لذا كان الحضور كثيفاً تقدمه الرئيس اللبناني اميل لحود ووزراء من لبنان وسورية وبرلمانيون وديبلوماسيون. وصدح صوت التينور العالمي في ارجاء القلعة التاريخية التي طالما تمنى "الوقوف بين احضانها" كما قال ورافق دومينغو في الحفلة الاوركسترا السيمفوني الوطني اللبناني بقيادة الاميركي يوجين كوهين والسوبرانو الاسبانية أينهوا ارتيتا.
وساهمت اضاءة القلعة والتجهيزات الصوتية في جعل الامسية "تاريخية"، وحمل صوت دومينغو الرومانسي مستمعيه الى أعمال اوبرالية ومقاطع من كلاسيكيات عالمية طالما صدح بها وأداها في ارقى مسارح العالم.
قبل الساعة الثامنة مساء كانت الحشود غطت المساحة البيضاء المخصصة للجلوس حتى آخر مقعد فيما بقي كثيرون يجلسون على الحجارة القريبة او ينتظرون في الخارج علّهم يحظون بسماع هذا الوافد الى لبنان للمرة الثانية بعد مشاركته في مهرجانات بيت الدين قبل سنوات.
قدم دومينغو على مدى ساعتين تخللتهما فترة استراحة مقطوعات من اوبرا "يولوس قيصر" للانكليزي الالماني الاصل جورج فردريك هاندل ومقطوعة من "عطيل" للايطالي جوزيبي فيردي، كما قدم ادواراً من اعمال الايطالي جياكومو بوتشيني.
بين صوتين انثويين وقف دمينغو مغنياً أجمل الادوار الرومانسية ثم جاء دور السوبرانو الاسبانية التي أدت دور ليلى في اوبرا "صياد اللؤلؤ" للموسيقي الفرنسي جورج بيزيه. كل شيء كان يتطاير مساء أول من أمس في بعلبك وسط الهواء البارد من الموسيقى الى التينور الى السوبرانو الى أوراق النوت الموسيقية الى معاطف الناس التي حملوها إتقاء للبرد.
واستأذن دومينغو الجمهور لدقائق احتراماً لصوت الأذان الذي تعالى من المساجد القريبة من القلعة ثم عادت ارتيتا بفستانها الابيض لتؤدي دور ميمي من اوبرا "البوهيمية" لبوتشيني. وحرص دومينغو على اشراك لبنانيين في أمسيته الاوبرالية، اذ اشرك السوبرانو اللبنانية ريما الطويل في ادوار غنائية الى جانبه كما دعا قائد الاوركسترا كوهين وبلهجة لبنانية الموسيقي اللبناني والمايسترو وليد غلمية الى قيادة الاوركسترا في مقطوعة تحمل عنوان "انترميزو". وتعالى التصفيق مع انشاد دومينغو مقطوعة "غرانادا" وسط هتافات الناس فيما خصص الجزء الثاني من الحفلة لموسيقى بلاده.