شهد جنوبلبنان صباح أمس تصعيداً عسكرياً، قتل فيه جنديان اسرائيليان وأصيب آخران بجروح طفيفة وسقط مقاوم من "حزب الله"، في مواجهة بين الجانبين، هي الأوسع على الخط الازرق منذ العام 2000، إذ أن المواجهات السابقة كانت تنحصر في منطقة مزارع شبعا المحتلة. وجاء التصعيد الميداني بعد اغتيال القيادي البارز في "حزب الله" غالب عوالي أول من امس والذي اتهم الحزب اسرائيل بالمسؤولية عنه. راجع ص8 وفيما ساد الهدوء الحذر على الحدود بعد تصعيد الصباح، حلقت طائرات حربية اسرائيلية بكثافة بعيد السابعة مساء في اجواء بيروت ومنطقتي خلدة والاوزاعي في ضاحيتها، وخرقت جدار الصوت مرتين فوق منطقة الاسواق التجارية التي تعج بالسياح العرب والاجانب. كما نفذت غارات وهمية فوق تلال الناعمة. وجوبهت هذه الطائرات بمضادات الجيش اللبناني الأرضية. وأعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية ان وزير الدفاع شاؤول موفاز باشر مشاورات أمنية لدراسة الوضع على الجبهة الشمالية. وقرر لبنان تقديم شكوى الى مجلس الأمن، واجراء مشاورات في شأن إمكان الدعوة الى انعقاده لإدانة الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت الهدوء على الحدود، وللجم العدوان وتدارك خطورته قبل استفحاله، كما أعلن وزير الخارجية جان عبيد. وقال بيان ل"المقاومة الاسلامية" الجناح العسكري ل"حزب الله" إن المواجهة في الجنوب وقعت حينما واصل العدو "لليوم الثاني اعتداءاته فاستهدفت نيرانه نقطتي مراقبة متقدمتين للمقاومة قرب الحدود اللبنانية - الفلسطينية". وأوضح "ان دبابة اسرائيلية قصفت نقطة في منطقة "حدب عيتا" البعيدة عن مزارع شبعا، مما أدى الى استشهاد أحد المقاومين المرابطين، وان مروحيات اسرائيلية استهدفت نقطة مراقبة اخرى داخل الاراضي اللبنانية المحررة بغارتين من دون ان تؤديا الى اصابات". وهدد البيان بأن "المقاومة ستختار الزمان والمكان المناسبين للرد الرادع...". في المقابل، أعلن ناطق عسكري اسرائيلي لوكالة "فرانس برس" ان قناصة من "حزب الله" اطلقوا النار في القطاع الغربي من الحدود، فقتل جنديان وأصيب آخران بجروح طفيفة ورد الجيش الاسرائيلي على النيران. وذكرت مصادر اسرائيلية ان مروحيات "هاجمت موقعاً ل"حزب الله" قرب منطقة كان قناصة قد فتحوا النار فيها على موقع عسكري اسرائيلي". وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان "الجنديين قنصهما عناصر "حزب الله" عندما كانا يصلحان هوائي موقعهما وتوفيا بعد وصولهما الى المستشفى". وان الجيش وضع جنوده في حال تأهب قصوى على طول الحدود. وشنت مروحيات اسرائيلية أخرى سلسلة غارات على محيط عدد من القرى البعيدة من مزارع شبعا، والقريبة من منطقة الناقورة، فتصدت لها المضادات الارضية ل"حزب الله"، وأثارت الغارات الرعب في صفوف السكان. وذكرت "فرانس برس" ان مقاتلي الحزب الذين يجوبون الحدود على الدراجات نفذوا انسحاباً تكتيكياً. وتواصلت التحقيقات في اغتيال القيادي عوالي امس، والذي كان يتولى مهمات دقيقة وكان يلعب دوراً في تزويد المنظمات الفلسطينية في مواجهة اسرائيل في الداخل، بالدعم لا سيما بالسلاح. وهو كان قريباً الى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. وعلم ان قيادة الحزب، باصرار من نصرالله، اتخذت اجراءات امنية مشددة لمواجهة "التراخي الامني الذي ادى الى الاختراق الذي حققته اسرائيل باغتيال عوالي، الذي هو عملية امنية خطيرة". وتوقعت مصادر مطلعة ان يزداد الحذر والمراقبة من الحزب لأن العملية دلت الى ان حرباً امنية شرسة تدور بينه وبين اسرائيل. وأكد وزير الداخلية الياس المر والنائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم ضلوع الموساد في العملية.