سادت حال من الحزن والاسى لدى الفلسطينيين فور اعلان نبأ وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ومؤسسها الذي اقترن اسمه في اذهان الالاف منهم بكرم منقطع النظير ودعم لقضيتهم وتثبيت لصمودهم خصوصا خلال سنوات الانتفاضة على الاحتلال في السنوات الاربع الاخيرة من خلال اعادة اعمار ما دمره الاحتلال من منازل وتشييد مستشفى "الشيخ زايد" في رام الله و"مدينة الشيخ زايد" السكنية في غزة. يضاف الى ذلك الدور الذي قامت به جمعية الهلال الاحمر الاماراتية في انقاذ حياة مئات المواطنين واعادة اعمار مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في اعقاب تدميره من جانب قوات الاحتلال الاسرائيلي. واعلنت القيادة الفلسطينية الحداد لثلاثة أيام، اذ بثت الاذاعة والتلفزيون الفلسطينيان آيات من القرآن الكريم على مدار الساعة باستثناء النشرات الاخبارية، وارسلت برقيات التعازي فيما بعث الرئيس الفلسطيني من على سرير مرضه في باريس بأحر التعازي لعائلة آل نهيان والشعب الاماراتي وتوجه امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطيني محمود عباس ابو مازن الى الامارات على رأس وفد رسمي للمشاركة في مراسيم التشييع وتقديم التعازي. ونعتت الفصائل والحركات الفلسطينية، بما فيها حركة "حماس" والجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" لتحرير فلسطين الشيخ زايد في مؤشرالى مدى التأييد الاستثنائي الذي حظي به هذا الرئيس العربي. ولمست غالبية الفلسطينيين صدقية دعمه لقضيتهم اضافة الى حرص المسؤولين الاماراتيين على توصيل المساعدات واتمام مشاريع البناء والاعمار على اكمل وجه. وينفرد الشيخ زايد، من بين الزعماء العرب، في تعليق صورته في عدد من المنشآت الفلسطينية، كالمستشفيات. ويثمن الفلسطينيون لرئيس دولة الإمارات الراحل تحديه كافة الضغوط والمحاذير التي وضعتها اسرائيلياً واميركياً لوقف الدعم المادي للشعب الفلسطيني تحت ذريعة "تمويل الارهاب"، في وقت أوقفت مؤسسات ودول كثيرة دعمها للعائلات الفلسطينية في أوقات عصيبة تعتبر الاشد قسوة منذ زمن طويل. وتصدر نبأ الوفاة عناوين الصحف الفلسطينية التي كتبته بالخط الاسود العريض، فيما خصص عدد من الكتاب الفلسطينيين اعمدتهم لنعي الرئيس الاماراتي. ودأب الشيخ زايد وعدد من أفراد عائلته على إقامة موائد الرحمن في شهر رمضان في السنوات الاخيرة، خصوصا في قطاع غزة حيث الفقر المدقع جراء الحصار وعمليات التدمير الاسرائيلي المنهجي للمؤسسات.