سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودانيون يفضلون اللجوء إلى السويد والمغاربة الى الأراضي الفلسطينية والليبي إلى لبنان . استقبال رسمي وشعبي للأسرى اليوم في بيروت وقرائن أقنعت إسرائيل بالمرحلة الثانية
تختلط اليوم المشاعر الانسانية مع الرمزية السياسية، على أرض مطار بيروت أثناء الاستقبال الرسمي الوطني والشعبي للأسرى اللبنانيين والعرب الذين ستقلهم طائرة ألمانية من كولونيا الى العاصمة اللبنانية الخامسة بعد الظهر، في اطار "صفقة التبادل" التي تشمل المرحلة الأولى منها إلى هؤلاء، أسيراً ألمانياً و435 أسيراً فلسطينياً، في مقابل تسليم "حزب الله" جثث ثلاثة جنود اسرائىليين والضابط الاحتياطي في الجيش الاسرائىلي الحنان تننباوم. راجع ص7 وعلم أن المرحلة الثانية من العملية ستحمل مبادلة أهم "كمّاً ونوعاً". وأفادت مصادر مطلعة أن "حزب الله" أثبت للإسرائىليين عبر الوسيط الألماني، ان في حوزته ما يهمّهم وأنه بعث بقرائن أولية على ذلك جعلت تل أبيب تقتنع بأن تقبل بالمرحلة الثانية وباستعدادات من جانبها لمبادلة نوعية مقبلة. وفي انتظار الخطوة التالية غداً، وهي تسليم رفات 59 مقاوماً لبنانياً وفلسطينياً، فإن الجانب الألماني الذي تولى الوساطة عنه في الصفقة منسق الشؤون الأمنية ارنست أورلاو، أعلن بدء آلية تنفيذها اعتباراً من أمس بوصول وفد اسرائىلي الى كولونيا، ليتولى فحص الحمض النووي لجثث الجنود الاسرائىليين الذين علمت "الحياة" ان الطائرة التي ستقلّهم صباح اليوم وعلى متنها وفد ألماني رفيع يرجح ان يكون أورلاو في عداده ومسؤول أمني لبناني كبير، اضافة الى مسؤول رفيع في "حزب الله". وفي وقت تحدثت وسائل إعلامية عن إمكان حصول مفاجأة اليوم، قالت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة" بلغة أقرب الى الإيحاء إن من "الممكن ان تكون هذه المفاجأة ان يكون أحد الجنود الاسرائىليين الثلاثة على قيد الحياة على رغم اعلان اسرائيل أنهم قتلوا لدى خطفهم في العام 2000". وفي وقت ترتجف قلوب ذوي الأسرى اللبنانيين العائدين للحظة لقائهم في صالون الشرف في المطار، فإن مشاركة رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة في لبنان وسائر كبار المسؤولين في المؤسسات السياسية والإدارية الى جانب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله وقيادة الحزب، واشتراك زهاء 600 صحافي وإعلامي في تغطية الحدث الذي يحضره سفراء عرب وأجانب، يعطي وقائع هذا الاستقبال رمزية سياسية نظراً الى الانجاز السياسي الذي يمثّله. وفيما سيتوجه الأسرى العرب الى الفندق للاستراحة بعد مراسم الاستقبال، ويلقي نصرالله كلمة في الأسرى اللبنانيين، تأكد ل"الحياة" ان الأسير الليبي أسامة علي منيف جولات لن يغادر لبنان الى ليبيا، أو أنه سيغادر سجنه مع الأسرى الفلسطينيين. وتردد ان السودانيين أحمد اسماعيل وعثمان يونس ومحمد أحمد بدول طلبوا اللجوء الى السويد، وأن المغاربة علي سانيسي وزكريا بوما وسعيد سعداه، قد يبقى منهم اثنان في الأراضي الفلسطينية. وذكرت مصادر مطلعة ان آلية التأكد من تنفيذ اسرائيل ما التزمته بالنسبة الى الأسرى الفلسطينيين تقوم على تنسيق "حزب الله" مع جهات فلسطينية في الداخل للتأكد من صحة التنفيذ. وحتى عصر أمس لم يوافق الاسرائىليون على زيادة عدد الأسرى السوريين المفرج عنهم. وصرح أورلاو أمس بأن حلّ لغز الطيار الاسرائىلي رون آراد خلال شهرين أو ثلاثة، يساعد على تنفيذ عملية تبادل أخرى واسعة بين الجانبين. وشدد أورلاو في تصريح الى مجلة "دي تسايت" على ان "القصة لم تنته بعد، ونحن حققنا خطوة، إنما لم نصل الى الهدف بعد، والمصير الانساني لرون آراد يبقى المسألة الأساسية". وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية بيلا أندا ل"الحياة" بعد ظهر أمس "أهمية عملية التبادل للطرفين المعنيين ولألمانيا التي تبذل جهوداً منذ سنوات لانجاحها". وقال إن المرحلة الثانية "ستشهد بعد إتمام المرحلة الأولى اليوم تشكيل لجنتي بحث وتقصٍ، الأولى لكشف مصير آراد، والثانية للبحث عن مصير الديبلوماسيين الايرانيين الأربعة الذين اختفوا في لبنان منذ فترة طويلة". وتتركز الانظار على المرحلة الثانية التي ستبدأ بعد انتهاء المرحلة الأولى يوم غد الجمعة والتي كان نصرالله وعد بأن تكون أهم وأكثر غنى... والتي يفترض ان يسبقها إطلاق عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار الذي ربطت اسرائيل وضعه بمعلومات عن آراد.