تظاهر آلاف الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة في الضفة الغربية وقطاع غزة تضامناً مع الرئيس ياسر عرفات غداة قرار اسرائيل المبدئي بطرده من الاراضي الفلسطينية، في حين اقتحمت الشرطة الاسرائيلية ساحة الحرم القدسي الشريف بعد ان القى فلسطينيون غاضبون حجارة على المصلين عند حائط المبكى احتجاجا على القرار الاسرائيلي. وقعت مواجهات في باحة المسجد الاقصى في القدس فور انتهاء صلاة الجمعة بين شبان فلسطينيين كانوا يرمون الحجارة وبين عناصر من الشرطة الاسرائيلية استخدموا قنابل مسيلة للدموع وقنابل صوتية. وأعلن الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية جيل كليمان ان عناصر الشرطة دخلت باحة الاقصى بعدما رشق "مئات" الفلسطينيين الحجارة باتجاه عناصر الشرطة وعدد من المصلين اليهود عند حائط المبكى قرب المسجد. وجاءت هذه الحوادث غداة القرار المبدئي الذي اتخذته الحكومة الامنية الاسرائيلية بإبعاد الرئيس ياسر عرفات. ولم يعلق خطيب مسجد الاقصى المفتي عكرمة صبري على القرار، إلا انه تحدث عن المجازر بحق اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا التي تصادف ذكراها الحادي والعشرين اي الثلثاء المقبل. وكانت لجنة تحقيق اسرائيلية اقرت بالمسؤولية "الشخصية" غير المباشرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي ارييل شارون الذي كان وزير دفاع في حينه في المجازر، واتهمته بأنه لم يعمل على منعها. وكانت زيارة شارون للاقصى قبل ان يصبح رئيسا للحكومة نهاية ايلول سبتمبر عام 2000، أدت الى حدوث مواجهات ادت الى اندلاع الانتفاضة. تظاهرات الدعم تجتاح الضفة في غضون ذلك، تجمع نحو مئة من انصار عرفات امام مقره المحاصر في رام الله، رافعين صوره وهم يرددون شعارات التأييد له. وسارت تظاهرات دعم اخرى للرئيس في نابلس وقلقيلية وجنين شمال الضفة. ففي جنين، سار ناشطون مقنعون مع آلاف المتظاهرين وهم يطلقون الاعيرة النارية في الهواء ويتوعدون عبر مكبرات الصوت بتنفيذ عمليات ضد اسرائيل اذا ما تم طرد عرفات. وفي نابلس، شارك نحو الفي شخص في مسيرة دعم لعرفات، بينما ضمت تظاهرة اخرى اكثر من ثلاثة آلاف شخص في قلقيلية. واعلن محافظ مدينة نابلس محمود العالول امام المتظاهرين ان "المس بالرئيس عرفات خط احمر يجب عدم تجاوزه. لن نقف مكتوفي الايدي اذا ما اساءت اليه اسرائيل". كما حصلت مسيرات دعم للرئيس الفلسطيني 74 عاماً في بيت لحم والخليل جنوب الضفة حيث تجمع مئات الاشخاص. وقضت مجموعة من الشبان الليل على اعتاب مقر الرئيس الفلسطيني، متعهدة حمايته من الطرد الاسرائيلي. وقال جمعة ابو شوشة 19 عاماً انه يتعين على الاسرائيليين "قتلنا" للوصول "الى ابو عمار على جثثنا". وتدفق آلاف الفلسطينيين على مقر عرفات في مدينة رام الله منذ مساء اول من امس تحت بصر الجنود الاسرائيليين المتمترسين في المبنى المطل على المجمع. وخرج آلاف الى الشوارع في المدن الاخرى في الضفة اظهارا للتأييد لعرفات. وقال عرفات للجماهير رافعاً يده بعلامة النصر انه باق، في حين قال مساعدون له انه قضى معظم الليل في استقبال المؤيدين في المجمع. وتأتي التظاهرات بعد صلاة الجمعة تلبية لدعوة من حركة "فتح" التي دعت ايضاً أول من امس الى البقاء على مدار الساعة حول مقر الرئيس لحمايته من أي محاولة اسرائيلية لطرده. ... وتظاهرات اخرى في غزة وفي قطاع غزة، تظاهر آلاف الفلسطينيين بعد ظهر امس في مخيمات البريج والنصيرات ودير البلح تضامنا مع الرئيس الفلسطيني. وجابت التظاهرات التي شارك فيها نحو خمسة آلاف شخص شوارع المخيمات ثم عبرت وسط شارع صلاح الدين الرئيسي الواصل بين شمال القطاع وجنوبه. وردد المتظاهرون هتافات تندد بالقرار الاسرائيلي وتتوعد ب"رد مزلزل" اذا اقدمت اسرائيل على ابعاد عرفات. ورفع المتظاهرون، وبينهم عشرات المسلحين الذين اطلقوا النار في الهواء، صوراً كبيرة للرئيس عرفات ولافتات كتب عليها "ارحلوا ايها الصهاينة عن أرضنا". وكان قطاع غزة شهد مساء اول من امس تظاهرات حاشدة انطلقت في مناطق مختلفة في القطاع وهم يتوعدون باحالة المنطقة الى "جحيم" اذا ما اقدمت حكومة اسرائيل على تنفيذ قرارها بإبعاد الرئيس عرفات. "كتائب الاقصى" تتوعد وهددت "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" في بيان ب"الضرب في كل مكان" في اسرائيل في حال نفذت اسرائيل تهديدها بطرد الرئيس الفلسطيني. وقالت: "نعلنها مدوية انه في حال تم تنفيذ هذا القرار فسنستبيح كل اسرائيل وسنضرب في كل مكان من دون استثناء. لن تكون هناك محظورات ولن نفرق بين صغير وكبير". واضافت: "نقول للمجرم شارون ان شعبك سيدفع ثمناً غالياً حيث سيندفع سيل الاستشهاديين جارفاً يفجر كل كائن حي في اسرائيل بل سيفجر المنطقة باكملها ولن يكون هناك لا سلام ولا استقرار". حماس: قرار اسرائيل هستيري من جانبها، اعتبرت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ان القرار الاسرائيلي بإبعاد عرفات قرار "هستيري". وقال اسماعيل هنية القيادي في الحركة ان القرار "يؤكد الحالة الهستيرية للكيان الصهيوني والمأزق السياسي والامني والاخلاقي" و"يعني ان الاحتلال ليس معنيا بأي نوع من الهدوء والاستقرار وان المشكلة في الاحتلال وعدوانيته وسياسته التصعيدية وليست في الشعب الفلسطيني". واضاف: "لن نتراجع وسنتمسك بحقوقنا وصمودنا في وجه الارهاب".