قال الرئيس جورج بوش انه ليس "منشغلاً" بإيران في الوقت الحالي، فيما أعلن مسؤول أميركي رفيع ان درس اتخاذ اجراءات صارمة جديدة ضد الجمهورية الاسلامية تأجلت الى اجل غير مسمى وسط انقسامات داخل الادارة في هذا الشأن، اكدت وزارة الخارجية الاميركية الخميس ان سياسة واشنطن حيال طهران لم تتغير. ومن جهته، حذر الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني من ان الايرانيين "سيقطعون يد كل معتدٍ"، وان "ايران ليست بلداً يمكن ايذاؤه بسهولة". قال الرئيس الأميركي في حديث مع التلفزيون الفرنسي قبل رحلته الى اوروبا والشرق الأوسط التي بدأت أمس انه "ليس هناك انشغال" بايران. لكنه أعرب عن خشيته من ان يكون ناشطو تنظيم "القاعدة" موجودين في هذا البلد، داعياً الى اعتقالهم وتسليمهم الى سلطات بلادهم. وذكر مسؤولون ان الادارة الأميركية لم تحدد موعداً جديداً لاجتماع رفيع المستوى حول ايران تأجّل في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقال مسؤول حكومي على اطلاع على المناقشات الدائرة في هذا الشأن والتي حفزتها مزاعم بأن طهران تدعم الارهاب وتتدخل في محاولات اقامة حكم ديموقراطي في العراق ان "هذه المراجعة الرفيعة المستوى للسياسة لن تحدث. الأمور أُجّلت الى اجل غير مسمى". وأوضح المسؤول ان ضغوط الوقت قبل مغادرة بوش أمس احد اسباب الغاء الاجتماع. لكنه اعترف بأن التوصل الى اجماع على خطوات جديدة للضغط على ايران لا يزال متعذراً، ففي وقت يتخذ البنتاغون ومكتب نائب الرئيس ديك تشيني موقفاً متشدداً، تفضل وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي اتخاذ موقف اكثر حذراً. وأضاف: "اعتقد بأن هذا الخلاف سيستمر لبعض الوقت". وازدادت الانتقادات التي توجهها واشنطن الى ايران في الأسابيع الأخيرة واتهمتها بإيواء عناصر من "القاعدة" وتطوير اسلحة نووية والتدخل في شؤون العراق. فيما نفت طهران هذه الاتهامات. وأعلن مسؤولون اميركيون في وقت سابق من هذا الأسبوع ان اجتماعاً يتعلق بالسياسة تجاه ايران كان مقرراً ان يعقد الثلثاء الماضي أُجل ربما الى يوم الخميس. وكان مقرراً ان يبحث الاجتماع في اقتراحات للضغط على ايران لانهاء كل الاتصالات معها وتشجيع الاطاحة بالحكومة الاسلامية. الى ذلك، اكدت الخارجية الاميركية ان سياسة واشنطن حيال طهران لم تتغير، لكنها تواصل حض الجمهورية الاسلامية على وقف انشطة عناصر في "القاعدة" على اراضيها. وكرر الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر القول في ندوته الصحافية اليومية أول من أمس ان "سياستنا لم تتغير" حيال ايران. وكانت معلومات صحافية وتعليقات لمسؤولين اميركيين كبار حملت على الاعتقاد بأن واشنطن شددت سياستها حيال طهران. واضاف الناطق: "نشعر بقلق عميق في شأن عدد من المجالات في ايران. ونحن مستعدون لمعالجتها عبر مختلف القنوات وفي مختلف الاوقات. لكن سياستنا حيال ايران لم تتغير"، ورفض الحديث عن تغير محتمل في المستقبل. واكد ايضاً ان واشنطن تحض النظام الايراني على اتخاذ خطوات ضد اعضاء "القاعدة" الموجودين على اراضيها وتقديم اي معلومات عن احتمال تورطهم في اعتداءات الرياض. وأشار الى ان الحكومة الايرانية "تعاونت مع السعودية وباكستان في آب اغسطس وتشرين الثاني نوفمبر 2002 لتسليم اشخاص مرتبطين بالقاعدة". وأضاف: "ابلغنا الايرانيين بوضوح اننا ننتظر منهم ان يتعاونوا مع السعوديين في شأن اي معلومة او اي شخص يمكن ان يكون مفيداً للتحقيق حول اعتداءات الرياض". رفسنجاني من جهته، قال رفسنجاني في خطبة صلاة الجمعة في طهران ان "القادة الاميركيين يجب ان يكونوا اكيدين انهم اذا ارادوا التآمر ضد ايران فإن رب الاسلام والقرآن والثورة والشعب الشجاع والمقدام في ايران سيقضي على هذه المؤامرة". واشار رفسنجاني فيما كانت الجموع ترد على خطبته بهتاف "الموت لاميركا" الى الحركة الثورية التي ادت الى سقوط الشاه، مؤكداً ان الثوار الذين لم يكونوا يملكون شيئاً في تلك الفترة، نجحوا في قلب النظام الامبراطوري المدعوم من الولاياتالمتحدة. وأضاف: "نملك تجربة السلطة وشكلنا الكثير من الكوادر داخل الجيش وهم حراس الثورة والباسيج المتطوعون الاسلاميون ونملك اليوم قوة هائلة" قادرة على مواجهة اي تهديد اميركي. كما انتقد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لترديده التحذيرات الأميركية لسورية وايران في شأن التدخل في شؤون العراق. واتهم رفسنجاني الذي يترأس مجمع تشخيص مصلحة النظام الاميركيين بشن حملة دعائية ليقنعوا العالم بأن "النظام الاسلامي ليس ناجحاً"، لكنهم لا يستطيعون "خداع الايرانيين باكاذيبهم". ودعا القادة الاميركيين الى "اعادة التفكير في مثل هذه التصريحات".