قال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان العراق "لن يصمد طويلاً" في حال لجأ الأميركيون الى اسلوب القصف المكثف، مشيراً الى احتمال وجود راجمات "غراد" لدى العراقيين ومتوقعاً استخدامها في معركة بغداد. في الوقت ذاته اكدت وزارة الخارجية الروسية ان القرار الأخير لمجلس الأمن لا يسحب "الشرعية" من الحكومة العراقية، ووعدت بالسعي الى اقناعها بمواصلة التعاون مع الأممالمتحدة. وأشار ايفانوف الى ان مسار الحرب ليس مرهوناً بالعراقيين، بل يتوقف على ما اذا كان الاميركيون سيكثفون ضرباتهم. وأضاف انهم في حال قرروا اللجوء الى اسلوب قصف مساحات وليس أهدافاً "فمن الطبيعي ألا يصمد العراق طويلاً". لكنه حذر من "سلبيات سياسية كبرى" لمثل هذا السيناريو، وقال: "في حال قرر الاميركيون ان يقاتلوا بأقل مقدار من الخسائر، ومن دون الاشتباك في معارك كبرى، لن تكون النتيجة واضحة". واضاف ان الجيش العراقي "لم يبدأ القتال بعد". وسألته صحيفة "كمسمولسكايا برافدا" عن معلومات افادت ان موسكو زودت العراق مئتي مجمع من راجمات "غراد" في الثمانينات، وعن سبب عدم استخدامها حتى الآن، فأجاب ان تصدير تلك الأسلحة "محتمل، ولكن لا يمكن الجزم بذلك". وتابع ان معلومات روسيا عن العراق "ليست كما يتصور بعضهم". وسئل عن سبب اخفاق القوات الاميركية والبريطانية في السيطرة على البصرة، فأجاب ان "الهدف صدام وليس البصرة". وفي سياق تبريره رفض روسيا الحرب، قال: "صدام ليس صديقاً أو أخاً ولن يعيد لنا ديوننا ابداً، لكن المشكلة في تسجيل سابقة". وتابع ان الولاياتالمتحدة "لا يعجبها اليوم العراق وغداً سورية، ثم ايران وكوريا الشمالية والبقية تأتي". الى ذلك، اعتبرت الخارجية الروسية ان بغداد تعاملت ب"انفعالية مبالغ فيها" مع قرار مجلس الأمن الخاص باستئناف العمل ببرنامج "النفط للغذاء". ورداً على اتهامات بأن الموافقة على القرار تعني اسقاط دور الحكومة الحالية في بغداد، والاعتراف بالأمر الواقع، اكدت الوزارة ان القرار "لا يعني اطلاقاً اضفاء الشرعية على العمل العسكري" ضد العراق والذي وصفته بأنه مخالف لميثاق الأممالمتحدة. وجاء في بيان اصدرته الوزارة ان القرار "لا يقوض السلطة الشرعية" للحكومة العراقية، وان روسيا اصرت على استبعاد فقرات من مشروع القرار كان يمكن ان تفسر باعتبارها "تجاهلاً لصلاحيات السلطات الرسمية". وأعلنت موسكو نيتها بذل مساعٍ لإقناع بغداد بمواصلة التعاون مع الأممالمتحدة، واتخاذ موقف "اكثر اتزاناً". لكن السفير العراقي في العاصمة الروسية عباس خلف، اكد ان موقف حكومته ما زال على حاله، ويتمثل في "رفض أي تغييرات" في آليات تنفيذ برنامج "النفط للغذاء". وشدد على ان "المشكلة ليست في شح الأغذية بل في العدوان الاميركي". الى ذلك، اعلن ان وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية محمد الصباح سيصل الى موسكو الاثنين المقبل، في اطار جولة تشمل خمسة بلدان.