حاملات طائرات وبوارج وغواصات. طائرات تُقلع وتهبط. إنك في نورفولك فيرجينيا، أكبر قاعدة بحرية في العالم. يعمل في هذه القاعدة التي جالت "الحياة" على عدد من منشآتها، 84 الف بحّار يُضاف اليهم 11 الف موظف مدني. ويقول مسؤولون فيها ان "زحمة" السفن العسكرية فيها حالياً يعود الى ان كثيراً منها كان في مهمات خلال حرب العراق الأخيرة وعاد قبل فترة قصيرة لإجراء بعض أعمال الصيانة قبل الإبحار مجدداً. وقال مسؤول ل"الحياة": "قبل شهور فقط لم تكن ترى أحداً هنا. كانت المرافئ شبه خاوية، والمنطقة شبه مقفرة". حاملتا طائرات كانتا متوقفتين بقرب بعضهما في المرفأ. "جورج واشنطن" و"رونالد ريغان"، وهما ما أكثر الحاملات تطوراً، تخضعان حالياً لبعض أعمال الصيانة. كانت "مدارجهما" خالية من الطائرات التي نُقلت الى مطارات في فيرجينيا في انتظار انتهاء الإصلاحات فيهما. وتتميز "رونالد ريغان" عن "جورج واشنطن" وبقية حاملات الطائرات النووية الأخرى بأنها الوحيدة القادرة على إطلاق طائرتين في الوقت ذاته، في حين ان بقية الحاملات لا تستيطع إطلاق الطائرتين سوى بفاصل زمني قصير. ويُكلّف بناء الحاملة الواحدة نحو خمسة بلايين دولار ويستغرق خمس سنوات. ويقول مسؤولون عسكريون ان هذه "المدن العائمة" التي تتسع الواحدة منها لأكثر من خمسة آلاف بحار وبحارة وتُعتبر "فخر" البحرية الأميركية، قادرة على البقاء في المياه لفترة غير محدودة ما دامت تستطيع الحصول على إمدادات غذائية خلال إبحارها تشغيلها بالطاقة النووية يعني انها قادرة على الإبحار من دون توقف. وأوضح مسؤول عسكري ان الإجراءات الأمنية المشددة المتخذة في مرافئ نورفولك حالياً "أمر جديد"، إذ مُنع اقتراب الشاحنات الكبرى والصهاريج من المنطقة منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. وقال ان قوات الأمن قادرة على إغلاق المنطقة بكاملها خلال "خمس دقائق" من صدور أمر بذلك في حال حصول "هجوم إرهابي". قيادة الأسطول الثاني في نورفولك أيضاً يقع مقر قيادة الأسطول الأميركي الثاني المكلّف مهمة "عمليات البحرية الأميركية والدفاع عن مصالح الولاياتالمتحدة في المحيط الأطلسي الشمالي". وتشمل "منطقة عملياته" القطب الشمالي نزولاً حتى الشواطئ الشرقية للولايات المتحدة والسواحل الغربية لأوروبا أي ما مساحته أكثر من 38 مليون ميل مربع بحري. وهو "يُكمل عمل" الأسطول السادس في المتوسط والأسطولين الثالث والسابع في المحيط الهادئ والأسطول الخامس في الخليج العربي. وقال قائد الأسطول الثاني الأدميرال غاري رووهيد، في لقاء في مقر قيادته، ان مهمة اسطوله لا تقتصر على النشاط في "منطقة عملياته"، بل تتولى تقديم المساعدة للوحدات العسكرية المكلّفة الإنتشار في مناطق مختلفة من العالم. وقال ان اسطوله "يتولى تدريب القوات لتكون جاهزة عند انتشارها ... لا نركّز على منطقة معيّنة، بل نحضّر القوات لتكون جاهزة. اعطني الجنود وأنا أجعلهم جاهزين للمعارك أو الانتشار في مناطق العمليات". وأوضح رووهيد الذي يتولى أيضاً منصب "قائد الأسطول الضارب للناتو في الأطلسي"، ناتو سترايكينغ فليت اتلانتيك، ان 120 سفينة عسكرية و60 الف بحار يتبعون اسطوله الموزّع بين فيرجينيا وفلوريدا. وتقع غرفة العمليات لهذا الاسطول خلال ابحاره في البارجة "يو اس اس ماونت ويتني" التي تُقل نحو 410،1 بحاراً وبحارة.