نيروبي - رويترز، أ ف ب - افاد مسؤولون امس ان "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يقودها العقيدجون قرنق وافقت على عرض حكومي بتمديد هدنة، مما يعطي فرصة جديدة لعملية سلام تستهدف انهاء واحدة من اقدم الحروب الاهلية في افريقيا. وتشرف لجنة دولية على اتفاق هدنة قابل للتجديد مدته ستة اشهر بين الخرطوم و"الجيش الشعبي لتحرير السودان"، الجناح العسكري للحركة، اصبح ساريا في منطقة جبال النوبة في كانون الثاني يناير الماضي. ووافقت الحكومة في الخرطوم على تمديد وقف اطلاق النار ستة اشهر في 15 من حزيران يونيو الماضي. ومن المقرر ان تنتهي مدة سريان وقف اطلاق النار الاولى في 19 من تموز يوليو الجاري. وقال بيان صادر عن بعثة المراقبة المشتركة واللجنة العسكرية المشتركة المشرفة على الهدنة ان "الحركة الشعبية" وافقت الخميس على تمديد الهدنة. وتأتي الهدنة في اطار جهود تستهدف انهاء الحرب الاهلية في البلاد التي اودت بحياة اكثر من مليونين. واكد سامسون كواجي الناطق باسم "الجيش الشعبي" من العاصمة الكينية نيروبي الموافقة، لكنه طالب ب"عقد اجتماع ثلاثي حول تنفيذالاتفاق بيننا وبين الحكومة السودانية والمجتمع الدولي". واوضح كواجي ان المتمردين غير راضين عن تنفيذ الاتفاق حتى الان. وقال: "هناك انتهاكات. هناك بعض المناطق في جبال النوبة يتعين على الحكومة الانسحاب منها لكنها لم تفعل. ونريد اجتماعا لمراجعة التنفيذ. نريد ان يمضي كل شيء بشكل جيد". ورفض "الجيش الشعبي" تمديدا للهدنة في الشهر الماضي، قائلا ان محادثات السلام الجارية حاليا بينه وبين الحكومة المركزية ستبدأ بينما القتال دائر. وبدأت المحادثات الاثنين الماضي في بلدة تبعد 80 كيلو مترا شرق نيروبي. وابرم الاتفاق في كانون الثاني يناير في سويسرا في اعقاب مفاوضات برعاية الاممالمتحدة. وهو يتضمن انشاء البعثة المشتركة للمراقبة المؤلفة من بعثة دولية ولجنة عسكرية. وتتالف البعثة الدولية، بحسب البيان، من 30 مراقبا وخبيرا من الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الاوروبية، منها فرنسا والدنمارك والمانيا وبريطانيا. اما اللجنة العسكرية فهي مؤلفة من 9 اعضاء: ثلاثة اجانب وثلاثة من الحكومة السودانية وثلاثة من "الجيش الشعبي". وجبال النوبة التي يعيش فيها نحو 500 الف شخص مسرح منذ سنوات عدة لمعارك بين القوات الحكومية وجماعة قرنق. وقد جعلت الولاياتالمتحدة التي اطلقت في ايلول سبتمبر مبادرة سلام في السودان، من المنطقة مساحة اختبار لوقف المعارك المستمرة منذ 19 عاما في السودان.