الناصرة - "الحياة" - حمّل رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون "حزب الله" و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل مسؤولية ما وصفه ب"الاعتداءات على الحدود الشمالية لاسرائيل" مضيفاً ان ايران هي التي تقف وراء هذه الهجمات وأن سورية تدعم "الجبهة الشعبية" دعماً كاملاً "ما يعني أنها مسؤولة عن التطورات الحاصلة تماماً كمسؤولية ايران التي تبادر، عبر حزب الله لشن هجمات علينا". ورفض شارون الذي كان يتحدث خلال زيارته لقيادة جيشه في شمال اسرائيل الافصاح عن قرارات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية الذي اجتمع حتى ساعات فجر أمس لبحث التطورات في مزارع شبعا. ورأى مراقبون صحافيون ان المجلس لم يتخذ قراراً بالرد العسكري خلافاً لما يمكن فهمه من تصريحات زعيم حركة شاس الدينية وزير الداخلية ايلي يشاي للاذاعة العبرية بأن اسرائيل سترد بأشد الأشكال قسوة. وزاد ان حزب الله يحاول جر اسرائيل الى فتح جبهة أخرى وربما يهدف الى جر المنطقة الى حرب شاملة "اما نحن فلن نبقى لا مبالين ولكن بمقدور اسرائيل العمل على كل الجبهات إذا ما أرغمونا على ذلك وعندها سنرد بقوة وعنف". وقالت الاذاعة ان أعضاء المجلس المصغر استمعوا الى تقارير رؤساء اجهزة الأمن عن تطور الأوضاع في الحدود الشمالية وأنهم على قناعة بأن حزب الله معني، وبهدف دعم الانتفاضة، الى إشعال المنطقة "ويملك آلاف صواريخ الكاتيوشا القادرة على الوصول الى مدينة حيفا". وتابعت ان المجتمعين تباحثوا في سبل الرد ومنها توجيه ضربات لأهداف سورية في لبنان وأخرى للبنى التحتية في لبنان. ونقلت عن أوساط سياسية رفيعة المستوى قولها انه لا يمكن لاسرائيل ان تمر مر الكرام على صواريخ "كاتيوشا" التي اطلقها حزب الله أول من أمس "لأن من شأن عدم الرد أن يفسر بضعف اسرائيلي ما قد يشجع حزب الله على اطلاق المزيد منها". وقال رئيس الأركان الاسرائيلي شاؤول موفاز أمس ان سياسة "ضبط النفس" التي تنتهجها اسرائيل حالياً لا تعتبر دليلاً على عدم قدرتها على الرد. وأضاف ان الجيش يجري تقويمات متواصلة للأوضاع في الحدود الشمالية وانه سيعمل وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي. وعلى الصعيد الديبلوماسي واصل وزير الخارجية شمعون بيريز اتصالاته بعدد من نظرائه في العالم طالباً منهم نقل تحذير اسرائيلي لسورية ولبنان من نتائج ما وصفه ب"التصعيد على الحدود الشمالية" وانه ابلغ نظيره الأميركي كولن باول بأن "الرئيس السوري الشاب لا يعي بماذا يتورط وقد يورط المنطقة بأسرها". وتوقع المعلق العسكري في "معاريف" يعقوب ايرز ان يكون الرد الاسرائيلي "محسوباً" جيداً وأن المهمة قد تلقى على طائرات سلاح الجو الاسرائيلي "التي ستضرب مواقع في لبنان على أمل أن تفهم الرسالة ويتم استيعابها". ونقل المعلق العسكري في "هآرتس" أمير اورن عن قائد شعبة العمليات في الجيش الاسرائيلي تحذيره من أن "الحلبة الفلسطينية" قد تصبح قريباً ثانوية بعد "الحلبة الشمالية". وزاد أن اسرائيل تتحاشى التصعيد على حدودها الشمالية لتجنب اندلاع حرب شاملة وقطع علاقات مع مصر والأردن و"اسرائيل معنية حقاً بالهدوء لكنها لن تتردد في الرد في حال لم تأت تحذيراتها لسورية بأية نتيجة".