جدد الرئيس جاك شيراك دعوته الى التهدئة في الشرق الأوسط، وذلك خلال زيارة هي الأولى من نوعها الى مسجد باريس يقوم بها رئيس فرنسي منذ افتتاح المسجد عام 1926، من قبل الرئيس غاستون دويدغ، والسلطان يوسف المغربي. وتكمن أهمية الزيارة في أنها تلي تظاهرات للجالية اليهودية، استنكاراً للهجمات على الكنس اليهودية في فرنسا، وبعد تظاهرات المنظمات الفرنسية والجالية المسلمة والعربية المناهضة لسياسة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون. واستقبل شيراك لدى وصوله الى المسجد، عميده دليل بوبكر وأئمة مساجد باريس ونانتير وايفري وسانت - اتيي ومولان واكس - ان - بروفانس واتحادات المساجد ورئيسة السيدات المسلمات في فرنسا وحشد من أبناء الجالية. وبدأ الرئيس الفرنسي إلقاء كلمته وسط هتافات لم تتوقف: "شيراك في رام الله"، فطالب مسؤول في المسجد دقيقة صمت حداداً على أرواح "الضحايا" مع الحرص على عدم تحديدهم تجنباً لإثارة مشاعر يهود فرنسا. وزاد ان هدف زيارته هو توجيه رسالة ثقة وتقدير الى الجالية المسلمة وممثليها الذين "دانوا عمليات 11 ايلول وعملوا في الأيام الأخيرة لتوجيه الدعوات الى التهدئة والتعقل والتفاهم والحوار". وتابع ان دور الجالية المسلمة يدعوها الى ان "تشرح للسلطات حاجات مسلمي فرنسا ليتمكنوا من ممارسة دينهم في ظل التسامح والاحترام والكرامة". واشار الى ان الاسلام الذي يُدرّس في مسجد باريس ومعهد باريس الاسلامي وليون ومرسيليا وغيرها هو "الاسلام المتسامح والمسالم"، مؤكداً أهمية تنظيم الحوار بين السلطات وممثلي المسلمين في فرنسا، وانه يؤيد منذ زمن "انشاء هيئة يتمثل في اطارها كل الاتجاهات المسلمة بشفافية، في ظل احترام القوانين ومبادئ الجمهورية". وجدد رغبة فرنسا في تهدئة التوتر في الشرق الأوسط، وقال: "رسالة السلام التي توجهها فرنسا لا يمكن ان تحقق هدفها الا إذا بقينا موحدين".