بدأ وزير الدفاع الافغاني محمد قاسم فهيم محادثات في موسكو امس مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف، للحصول على اسلحة يتوقع ان تكون بينها مدرعات وراجمات صاروخية ومروحيات، إضافة الى قطع غيار لطائرات "ميغ 21". وأكد مسؤول روسي ان الولاياتالمتحدة ستغطي كلفة الاسلحة. ورحبت موسكو بتعهد اميركي بعدم إقامة قواعد عسكرية دائمة في آسيا الوسطى. ويلتقي فهيم خلال الزيارة التي تستمر اسبوعاً، وترافقه فيها غالبية قادة القوات المسلحة الافغانية، عدداً من كبار المسؤولين الروس في هيئة الاركان العامة ووزارات الدفاع والخارجية والطوارئ، كما يجري محادثات مع مدراء مؤسسة "ردرابرون اكسبورت" لتصدير الاسلحة و"افيا اكسبورت" لبيع الطائرات و"ميغ". وأشار فهيم الى ان الجيش الافغاني بحاجة الى قطع غيار لأسلحة ومعدات توجد لديه حالياً وبينها طائرات "ميغ 21". ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن مصدر عسكري ان الوفد الافغاني طلب مدرعات ومروحيات من نوعي "سي 8" و"سي 24" وراجمات صواريخ. ويذكر ان الاتحاد السوفياتي كان زود حكومات كابول الحليفة لموسكو آنذاك، كميات كبيرة من الاسلحة الا ان الرئىس بوريس يلتسن اوقف، عندما تولى السلطة، الصادرات العسكرية. وكان ذلك من الاسباب التي ادت الى سقوط حكومة نجيب الله. وبعد استيلاء حركة "طالبان" على السلطة، قامت موسكو بتزويد "تحالف الشمال" الاسلحة عبر طاجيكستان، ثم قامت بتصدير المعدات مباشرة وباسم روسيا علناً إثر احداث 11 ايلول وبدء "الحملة على الارهاب". وقدرت قيمة الصادرات الروسية الى "التحالف" خلال العام الماضي بما يراوح بين 30 و34 ميلون دولار. الا ان روسيا لمحت الى انها لن تقوم بتسليح الجيش الافغاني مجاناً. وذكر نائب سكرتير مجلس الأمن القومي اوليغ تشيرنوف في حديث الى صحيفة "فريميا نوفوستي" الى ان موسكووواشنطن توصلتا "على اعلى المستويات السياسية" الى اتفاق على ان تمول الولاياتالمتحدة المشتريات العسكرية الافغانية، الا ان الجانبين لم يتفقا في صورة نهائية على المبالغ وآليات الصرف. ويرى المحللون ان مثل هذا الاتفاق يقلص فرص موسكو لاستثمار صادرات الاسلحة لأغراض سياسية بهدف تعزيز مواقع "الشماليين" الذين ينتمي اليهم فهيم والمعروفين سابقاً بولائهم لروسيا. وأكد خبير في الشؤون الافغانية تحدثت اليه "الحياة" ان موسكو "لا تريد مكاسب بل ترغب في الحد من الخسائر". وتريد موسكو الحصول على تعهدات بأن الولاياتالمتحدة لن تستثمر الوضع في افغانستان ك"قاعدة وثوب" الى آسيا الوسطى. وفي هذا السياق اشار بيان صادر عن اجتماع الفريق الروسي - الاميركي للشؤون الافغانية والذي عقد في واشنطن الى ان الولاياتالمتحدة "لا تسعى الى انشاء قواعد عسكرية دائمة في آسيا الوسطى".