اعلن مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية ان من المتوقع ان يعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مطلع تشرين الثاني نوفمبر مبادرة اميركية تهدف الى الدفع باتجاه تعزيز الديموقراطية ودولة القانون في الشرق الاوسط. وتصادف هذا الاعلان مع تشكيك وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي. آي. اي في ان تنجح عمليات مكافحة الارهاب التي تقوم بها الولاياتالمتحدة في العالم، في القضاء على مخاطر وقوع هجمات جديدة دامية لانها لا تتصدى للارهاب من جذوره. واشنطن - أ ف ب - قال المسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية الذين رفضوا الكشف عن هويتهم الاثنين ان الوزير كولن باول يضع اللمسات الاخيرة على خطاب كان متوقعا في منتصف ايلول سبتمبر وهو مخصص للحديث عن ضرورة تنمية الفرص الاقتصادية وضمانات لتطبيق الديموقراطية في المنطقة. وسيلقي باول هذا الخطاب في السادس من تشرين الثاني نوفمبر. وافاد مسؤول ان باول ينتظر خصوصا عودة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز الذي يوشك على اختتام جولة في المنطقة حيث عرض وثيقة اميركية تنص بنوع خاص على اقامة دولة فلسطينية على ثلاث مراحل بحلول العام 2005. ومن المتوقع ان يعلن باول برنامجا يهدف الى تشجيع الاصلاحات الاقتصادية والسياسية وفي مجال التربية بما في ذلك تقديم 25 مليون دولار لمشاريع نموذجية ومبالغ اخرى لتمويل مشاريع تأهيل ناشطين سياسيين وصحافيين ونقابيين. وسيقترح ايضا تقويم فعالية المساعدات الممنوحة لدول المنطقة والتي تبلغ قيمتها السنوية بليون دولار. وجاء الاعلان عن خطاب باول في وقت شككت فيه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي.اي.اي في ان تنجح عمليات مكافحة الارهاب التي تقوم بها الولاياتالمتحدة في العالم، في القضاء على مخاطر وقوع هجمات جديدة دامية لانها لا تتصدى للارهاب من جذوره. وقال مصدر رسمي ان الوكالة ترى ان استمرار حال عدم الاستقرار في افغانستان ومحاولات سورية وايران تعزيز ترسانتيهما من الاسلحة والصراع الاسرائيلي - الفلسطيني كلها تشكل عوامل تنمي النزعة الراديكالية في العالم الاسلامي. واضافت الوكالة في اجوبة خطية على اسئلة طرحها اعضاء في الكونغرس في نيسان ابريل ونشرت الاثنين: "بالرغم من اننا نرد بضربات كبيرة ضد "القاعدة" فإن تفوق الارهاب في العالم سيستمر والاسباب الكامنة التي تولد الارهابيين ستبقى قائمة". وتابعت الوكالة ان "عدة عوامل عالمية - خصوصا النمو الديموغرافي للشباب في الدول النامية التي تخضع انظمتها الاقتصادية وايديولوجياتها السياسية لضغوط كبيرة - ستشجع المجموعات المحرومة على اللجوء الى العنف للتعبير عن تذمرها". واعتقل اكثر من 1300 اسلامي يشتبه في اقامتهم علاقات مع تنظيم اسامة بن لادن في اكثر من 70 بلدا منذ 11 ايلول سبتمبر 2001 بحسب السلطات الاميركية، الا ان وكالة الاستخبارات تشكك في قدرة الولاياتالمتحدة على ارساء الاستقرار في افغانستان ووقف تمويل الارهابيين في مستقبل قريب. وتعتبر الوكالة ان الناجين من حركة طالبان وتنظيم "القاعدة" هم "في موقع جيد للتحالف مع زعماء محليين او قبليين واستخدامهم لاقامة قاعدة جديدة يمكنهم الانطلاق منها لتحدي" الحكومة الافغانية. وفي ما يتعلق بالقاعدة المالية للارهابيين حذرت الوكالة من انها اكبر مما كان يعتقد سابقا. وقالت: "لن نتمكن ابداً من وقف تدفق الاموال الى الارهابيين". وحذرت الوكالة ادارة بوش من اي تغيير على رأس القيادة الفلسطينية واعتبرت ان خليفة ياسر عرفات سيكون اكثر تأثرا "بالشارع الفلسطيني" واقل استعدادا لاعتماد موقف معتدل في عملية السلام. كما يبدو ان الوكالة لا تشاطر ادارة بوش الرأي في ما يتعلق بالعراق وتعتبر ان الرهان على تمرد في العراق على نظام الرئيس صدام حسين في حال حصول تدخل اميركي في هذا البلد غير واقعي.