كابول، اسلام اباد، طهران، روما، جنيف - أ ف ب، أ ب - غادرت كابول أمس الجمعة قوافل الشاحنات والعربات المحملة بالنازحين بعد تحذير الرئيس جورج بوش الى حكومة "طالبان" بملاحقة اسامة بن لادن وانصاره أو ملاقاة المصير نفسه. ويحاول كل من يستطيع مغادرة المدينة، بالسيارات أو الشاحنات اذا توفر المال، أو سيراً الاقدام، مصطحبين كل ما يمكن حمله من الامتعة. وتزامنت موجة النزوح مع اعلان منظمات الاغاثة الدولية انها ستقوم بحملة كبرى لايصال المساعدات الى انحاء أفغانستان، في محاولة لاستباق الكارثة الانسانية. وقال رون ردموند، الناطق باسم المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين أن المفوضية سترسل من مخازنها في الدنمارك 30 ألف خيمة الى مناطق باكستان المجاورة للحدود مع أفغانستان. وأعلن صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة انه سيرسل جواً الى تركمانستان المجاورة ما قيمته 130 ألف دولار من الأدوية وحبوب لتنقية المياه. وعبرت كارول بيلامي، المديرة الادارية ل "يونيسيف"، عن القلق العميق من الوضع الانساني في أفغانستان، وأوضحت في بيان ان "مجيء الشتاء سيفاقم من الوضع المعيشي السيء أصلاً"، وأعربت عن الحاجة "الى جهد كبير لابقاء أطفال أفغانستان على قيد الحياة خلال الشهور المقبلة". وحذرت كرستيان بيرتياومه الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي، الذي يساهم بمشروع رئيسي لتوفير الخبز، من ان مخزون الحبوب لديها في أفغانستان سينفد خلال ثلاثة أسابيع. في غضون ذلك، افادت مصادر المنظمات الانسانية ان باكستان تستعد لاستقبال اكثر من مليون لاجئ افغاني. واستعدت سلطات منطقة كيتا عاصمة بالوشستان غرب البلاد عند الحدود مع افغانستان لاستقبال اكثر من نصف مليون من الوافدين في مخيمات للاجئين قرب الحدود. واعلن المسؤولون في منطقة شمال غربي باكستان انهم يستعدون لاعادة تأهيل حوالي ثمانين مخيماً للاجئين تتسع ل800 ألف شخص. ويتوقع المسؤولون عن المفوضية العليا للاجئين وصول مئة ألف لاجئ في الايام المقبلة. وتوقع بو شاك، الناطق باسم المفوضية في ايران، وصول 300 ألف لاجئ أفغاني الى الحدود الايرانية في حال شنت الولاياتالمتحدة عملية عسكرية على افغانستان. وأكد ان عدداً من الافغان "عبروا الحدود في بعض النقاط" حيث المراقبة غير مشددة جنوب شرقي ايران. وكانت ايران، التي تستقبل اكثر من مليوني لاجئ افغاني، اعلنت السبت الماضي اغلاق حدودها مع افغانستان الممتدة بطول 900 كلم، مشيرة الى انها تعتزم اغاثة اللاجئين على الحدود لكن داخل الاراضي الافغانية. كما دخل اكثر من مئتي الف افغاني بطريقة غير مشروعة الى ايران منذ مطلع العام الحالي هرباً من الجفاف والمجاعة والحرب. واعلنت المفوضية العليا للاجئين انها تبحث مع السلطات الايرانية في شروط استقبال اللاجئين طالبة الا يتم "حشرهم" بين بلادهم وايران.