} تحركت الهند الدولة النووية القريبة من أفغانستان أمس، لحشد تأييد سياسي محلي لخطط مساعدة الولاياتالمتحدة في أي عمل تقوم به رداً على الهجمات الارهابية التي تعرضت لها نيويوركوواشنطن. وفي حين أعلن حلف شمال الاطلسي ناتو انه بانتظار ما تقرره واشنطن في شأن التحرك عسكرياً، قالت ألمانيا انها ستأخذ قرارها بالمشاركة العسكرية الى جانب الولاياتالمتحدة هذا الاسبوع. واشنطن، نيودلهي، بروكسل، برلين، باريس - أ ف ب، رويترز، أب - دعا رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي الى عقد اجتماع مع زعماء الاحزاب السياسية للحصول على موافقتها على خطط نيودلهي السماح لواشنطن باستخدام منشآتها في أي عملية عسكرية. وحث فاجبايي، في كلمة بثها التلفزيون، حكومات العالم على توحيد صفوفها واستخدام القوة العسكرية لسحق الارهاب. وجاءت كلمة فاجبايي الى الامة بعد قرار اتخذ الخميس الماضي يسمح للقوات العسكرية الاميركية باستخدام منشآت الهند اذا استدعت الحاجة في أي عمليات عسكرية. والهند مكان مثالي من الناحية النظرية وقاعدة كبيرة جداً لأي ضربة عسكرية ضد افغانستان. وسمحت نيودلهي لطائرات النقل الاميركية بتزود الوقود في بومباي اثناء حرب الخليج الثانية، مما اثار جدلاً كبيراً في الداخل. وقال اجوى تشاكرافارتي من الحزب الشيوعي الهندي قبل اجتماع فاجبايي "انه ... انتهاك لسيادتنا. لماذا يجب ان نسمح لأي بلد وخصوصاً الامبريالية الاميركية بمهاجمة بلد آخر". لكن الحكومة التي تحرص على اجتذاب واشنطن ودول غربية اخرى الى جانبها في معركتها ضد ما تصفه "بالارهاب المدعوم من باكستان عبر الحدود" تعمل على ارضاء الولاياتالمتحدة. وقدمت الهند للولايات المتحدة معلومات من أجهزة استخباراتها عن معسكرات لتدريب ناشطين اسلاميين جنوب آسيا. وأعلن مسؤول هندي في الاستخبارات أمس ان هذه المعلومات سلمت الى "مكتب التحقيقات الفيديرالي" أف. بي. آي. خلال اليومين الاخيرين، وتتضمن شرائط فيديو عن معسكرات تدريب ومعلومات عن مواقعها. واشارت وكالة الانباء الهندية "برس تراست" الى ان هذه المعسكرات تقع في الاراضي الباكستانية على طول الحدود مع افغانستان وفي كشمير في القسم الخاضع لادارة باكستان. وكان فاجبايي اعلن الجمعة انه اكد للرئيس الاميركي جورج بوش استعداد الهند للتعاون في التحقيقات الجارية حول اعتداءات الثلثاء في نيويوركوواشنطن. اوروبا والاطلسي وعلى صعيد التحركات الأوروبية والاطلسية، أعلن وزير الدفاع الألماني رودولف شاربينغ أمس ان القرارات الاولى في شأن مشاركة الجيش الألماني في عمل عسكري اميركي محتمل ستتخذ هذا الاسبوع. وقال في مقابلة اذيعت قبل نشرها في صحيفة "فيلت ام زونتاغ": "سيكون قتالاً طويلاً ضد الارهاب. كل اولئك الذين اعتقدوا بان الولاياتالمتحدة ستضرب غضباً من دون تمييز مخطئون". واعتبر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أول من أمس ان المسؤولين عن الاعتداءات في الولاياتالمتحدة يخططون في شكل "جنوني" لاثارة "مواجهة بين كتلتين" محذراً من الوقوع في هذا الفخ. وأعلن فيدرين متوجهاً الى النواب أعضاء لجنة الدفاع والشؤون الخارجية: "اذا كان ثمة تخطيط جنوني وبالطبع ارهابي، فهو يقضي بالسعي الى اثارة ما يعرف بصدام الحضارات". وأضاف: "اعتقد ان هذا ما يسعون اليه ليثيروا خطوة بعد خطوة مواجهة بين كتلتين". وأوضح ان موقف فرنسا سيتوقف في مطلق الاحوال "على الخيار الذي ستتخذه الولاياتالمتحدة"، غير ان "السلطات الفرنسية مصممة على مواجهة هذه الازمة بروح من التضامن والتماسك مع التحلي بالروية والبصيرة". وعلى رغم خطوة حلف شمال الاطلسي غير المسبوقة وضع بند خاص بالدفاع المشترك موضع التنفيذ لمناسبة الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة الا انه ليس على وشك الدخول في حرب. وقال ديبلوماسيون ان حلفاء اوروبيين كثيرين يأملون في الواقع بأن يساعد تعبيرهم الرمزي عن التضامن السياسي مع الولاياتالمتحدة على منع واشنطن من الانتقام على نحو يخشون معه من اشعال مشاعر معادية للغرب في الشرق الاوسط. وأضافوا انه اذا كان لعمل عسكري ان يحدث فالأكثر ترجيحاً ان يكون بتوجيه ضربة عسكرية اميركية ربما مع اداء عدد قليل من الشركاء المنتقين ادواراً مساعدة وليس من خلال عملية جماعية للحلف تخضع للاجراءات المعرقلة لاتخاذ القرارات المتبعة داخله. وقرر الحلف الاربعاء الماضي للمرة الاولى في تاريخه منذ انشائه قبل 52 عاماً وضع البند الخامس من معاهدته التأسيسية موضع التنفيذ معلناً ان الهجمات على نيويوركوواشنطن هجوم على اعضاء الحلف. لكن الحلفاء تركوا للولايات المتحدة تحديد مصدر الهجمات وطلب المساعدة ان اختارت ذلك. وقال مجلس الحلف الذي يضم 19 دولة انه "وافق على انه اذا تقرر ان هذا هجوم ضد الولاياتالمتحدة موجه من الخارج فانه سينظر اليه كعمل يشمله البند الخامس من معاهدة واشنطن". ونظراً لأن البند الخاص بالدفاع المشترك والذي كان القصد منه ردع هجوم سوفياتي على اوروبا الغربية لم يستخدم ابداً من قبل فان هناك قدراً من الغموض في شأن ما سيحدث بالضبط في ما بعد. والاجابة هي انه لن يحدث الكثير. وقال ديبلوماسيون في الحلف ان الاكثر ترجيحاً ان تتحرك الولاياتالمتحدة بمفردها او ان تقود "تحالفاً من الراغبين بدلاً من المرور بآلية الاعداد لعملية مشتركة مرهقة في الحلف اذ يختار مجلس الحلف الاهداف والاسلحة". وأضاف ديبلوماسي: "من غير المحتمل ان يستخدم الاميركيون البند الخامس لأنه سيجرهم الى مشاورات كثيرة داخل الحلف عن الاهداف والاسلحة المستخدمة". وفي سيول، ذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء أمس ان كوريا الجنوبية تبحث تقديم دعم يبلغ 500 مليون دولار لأي عملية عسكرية تقوم بها الولاياتالمتحدة بعد الهجمات الارهابية التي تعرضت لها الاسبوع الماضي. وفي سانتياغو، أعلن وزير الداخلية التشيلي خوسي ميغل انسولزا ان بلاده ستدعم عملاً عسكرياً اميركياً محتملاً ضد منفذي اعتداءات نيويوركوواشنطن.