يبدو أن السعودية ستغدو مقصداً للسياح اليابانيين المهتمين بالآثار، بعدما نظمت "الخطوط الجوية السعودية" ورشة عمل بين المشغلين الأرضيين في السعودية لبرنامج "اكتشف المملكة" ونظرائهم اليابانيين، من أجل تفعيل البرنامج والعمل على زيادة السياح اليابانيين. أوضح كبير مديري البرامج السياحية في "الخطوط السعودية" السيد فاروق عمر الياس أن البرنامج استضاف حتى الآن 16 مجموعة سياحية من اليابان ضمت 293 فرداً، قاموا بزيارات إلى مدائن صالح والمواقع الأثرية في كل من الرياضوجدة والهفوف ونجران والطائف والجوف وتبوك وحائل. وتوقع أن يتضاعف عدد السياح اليابانيين القادمين إلى السعودية السنة الجارية. وقال في لقاء مع "الحياة" إنه بالإضافة إلى المجموعات السياحية اليابانية التي تصل إلى السعودية على رحلاتها المجدولة عبر مانيلا وسنغافورة وبانكوك وكوالالمبور، قامت "السعودية" وللمرة الأولى خلال شهر نيسان ابريل الماضي، بتسيير رحلة عارضة "تشارتر" من مطار كانساي في مدينة اوزاكا اليابانية بطائرة "بوينغ 747" سعتها 358 مقعداً. وأضاف ان "الخطوط السعودية" تخطط لتسيير رحلتين مؤجرتين مماثلتين من اليابان إلى السعودية خلال شهري تشرين الأول اكتوبر وكانون الأول ديسمبر المقبلين. وقال إن الناقلة الجوية السعودية حريصة على مواكبة نمو الحركة السياحية في السعودية وحفزها. وأشار إلى أن "هذا النوع من الرحلات بدأ عام 1996 بمجموعة سياحية لم يتجاوز عدد أفرادها 16 قاموا بزيارة إلى بعض أبرز المدن والقرى السعودية". وتابع يقول: "إن النجاح الذي تحقق مع هذه المجموعة أدى إلى زيادة مضطردة في العدد". ونوه الياس إلى أن الطبيعة الجغرافية تعتبر أحد أبرز عوامل الجذب السياحي لليابانيين وغيرهم، سيما وأن "السعودية تمثل قارة مترامية الأطراف تتنوع فيها التضاريس والمناخ والثقافات العريقة لتشكل صورة من التناغم الحضاري المميز". وبين أن أبرز ما يحرص السياح اليابانيين على مشاهدته في برنامجهم السياحي الذي يبدأ من العاصمة السعودية، هو قصور الدرعية والمصمك وسوق الحمال ومدائن صالح التي تعكس حضارة النباتين قوم ثمود والموصولة بمنطقة البتراء في الأردن. وقال إن "ما يميزها أيضاً المقابر المحفورة في باطن الجبال والمنقوشة بنقوش جميلة يعود تاريخها إلى ما يقارب ألفي سنة". ويُفصل القرآن الكريم قصة سكان مدائن صالح. وبعد زيارة مدائن صالح تتم زيارة جدة التي تعد واحدة من أبرز مدن الساحل على البحر الأحمر، وتتضمن زيارة لاحيائها الشعبية ذات الطراز الحجازي في الجانب المعماري والاجتماعي، إضافة إلى زيارة متاحف المدينة. وأضاف ان القائمة بدأت تضم مدناً تكاد تكون مجهولة سياحياً حتى للسعوديين أنفسهم مثل نجران التي تحوي الأخدود وسد نجران والكثير من الآثار القديمة التي يحرص الأجانب على الاطلاع عليها. وأكد الياس أن المستكشفين الأجانب مثل الفرنسيين وغيرهم كان لهم دور كبير في التعريف بالمنطقة وفنها، على سبيل المثال مدينة العلا، شمال غربي الأراضي السعودية، التي تحظى بإقبال الزوار عليها لأسباب تاريخية في مقدمها احتوائها على محطة القطار التي كان ل"لورنس العرب" معارك شهيرة فيها ودخلت التاريخ من خلال دورها في الحرب العالمية الثانية، ويجب أن لا ننسى أن هذه الشعوب تهوى القراءة وتقليب التاريخ. ولم يغفل الياس أن يشير أيضاً إلى أن "السعودية باتت تستقطب سياحاً من دول أخرى مثل المانيا والولايات المتحدة وبريطانيا، أفراداً ومجموعات من جامعتي هارفرد وكاليفورنيا"، وكثير من هذه البعثات السياحية يتضمن في الواقع مجموعات طلابية تقوم برحلات تعليمية. وعزا الياس هذا الإقبال إلى "الانفتاح الذي بدأت تعيشه السعودية في شكل جلي". وذكر ان "الفئات التي تأتي للسياحة في السعودية تشمل في الواقع ذوي الدخل المرتفع وأكاديميين ورؤساء مجالس شركات وأعضاء في هيئات المتاحف". ويقول وكلاء السياحة في السعودية "إن السياح الفرادى من الشباب من كل الجنسيات ليسوا في قوائم الفئات المنتظرة للسياحة في السعودية على الأقل في المرحلة الحالية".