} بيروت - "الحياة" -على أثر تعرض حاجز الجيش اللبناني لحادث عند المدخل الشمالي الشرقي لمخيم عين الحلوة الفلسطيني قرب صيدا والتحذير الذي أطلقه بالرد على اي اعتداء، دفع الجيش امس تعزيزات آلية وبشرية الى محيط المخيم وأغلق بعض الطرق والممرات الفرعية في منطقة حي التعمير في عين الحلوة التي يؤدي بعضها الى حي الطوارئ، المعقل الرئيسي ل"عصبة الأنصار" التي يرأسها الفلسطيني احمد عبدالكريم السعدي الملقب ب"أبو محجن" الفار من وجه العدالة والمحكوم بالإعدام غياباً. وفيما دانت القوى الفلسطينية في المخيم الاعتداء، اتخذت اجراءات ميدانية مشددة داخله لكشف الفاعلين، وأكد وزير الدفاع اللبناني خليل الهراوي "ان الإجراءات ستكون مشددة اكثر وأن اي اعتداء جديد سيستدعي رداً مناسباً". وواصلت وحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم تعزيزاتها الأمنية عند مداخله الرئيسية بعدد من الآليات والعناصر. وتفقد وفد عسكري ضم عدداً من الضباط ظهر امس نقطة الجيش التي تعرضت للاعتداء. وأفادت مصادر امنية ان هذه التدابير تأتي في اطارها الطبيعي، وهي ترجمة عملية لبيان القيادة الذي يشكل العناوين العريضة لما يتم اتخاذه من تدابير امنية على الأرض. وأكد الوزير الهراوي أن "التدابير التي يتخذها الجيش في محيط المخيمات الفلسطينية ستكون مشددة اكثر وستكون المراقبة اقوى بعد الاعتداءات المتكررة التي طاولت مراكز الجيش في محيط مخيم عين الحلوة"، وقال "إن اي اعتداء جديد يتعرض له الجيش سيستدعي رداً مناسباً تحدد طبيعته في حينه"، مؤكداً "انه من غير الوارد التساهل في هذه المسألة". وأوضح ان اللجان الأهلية داخل المخيمات الفلسطينية تعقد اجتماعات للحفاظ على الأمن ولتحديد المسؤولين عن الإخلال بالأمن. وأكد "ان المطلوب من هذه القيادات تحمل مسؤوليتها لأن الجيش اللبناني المكلف من السلطة التنفيذية الحفاظ على الأمن في المناطق ومن ضمنها المخيمات الفلسطينية ليس في وارد التساهل في أي إخلال أو اعتداء يتعرض له ويعكر الهدوء في لبنان ويسيئ الى سكان المخيمات ويهدد امنهم". وأضاف ان "العناصر التي تقوم بهذه الاعتداءات هي حكماً على علاقة بالعدو الإسرائيلي لأن ليس لأحد حالياً مصلحة في تعكير الأمن في لبنان إلا إسرائيل". ولفت الى أن "الدخول الى المخيمات الفلسطينية ليس هدفاً نسعى إليه بل يهمنا ان يكون الأمن والاستقرار مستتبين الى أقصى الحدود". الى ذلك تداعت الفاعليات والقوى والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة الى لقاء موسع عقد في مقر اللجان الشعبية امس وخصص للبحث في الوضع الأمني المستجد على خلفية التفجيرات والاعتداءات التي تطاول نقاط الجيش اللبناني، وتلك التي يشهدها المخيم نفسه. ودان المجتمعون حادثة الاعتداءات على حاجز الجيش "وشكلوا لجنة متابعة للتحرك لدى الجهات اللبنانية المعنية من اجل تأكيد الموقف الفلسطيني الرافض لأي محاولة لافتعال مشكلات بين المخيم والسلطات اللبنانية". وأكدت مصادر فلسطينية مختلفة ل"الحياة" ان "ما حصل من اعتداء على الجيش هو اعتداء على المخيم وأن من قام به جهات مشبوهة مرتبطة بإسرائيل". وكشفت اجراءات ميدانية اتخذت في المخيم من فصائل منظمة التحرير وقوى فلسطينية وطنية وإسلامية وبالتعاون مع الكفاح المسلح لكشف المشبوهين. وأكدت المصادر ان الاجتماعات ما زالت "مفتوحة بالتزامن مع الإجراءات الميدانية وسنعمل على التواصل مع الجيش لإبقاء الوضع هادئاً في كل المنطقة وليس في المخيم فقط لأننا نراقب في هذه المرحلة الممارسات الإرهابية الإسرائيلية. وكل من يحاول حرفنا عن مواجهة اسرائيل عبر القيام بأعمال تخريبية سيضرب ولن يكون له وجود في مخيم عين الحلوة وذلك لوأد أي فتنة بيننا وبين السلطة اللبنانية".