فريق DR7 يُتوّج بطلًا ل Kings Cup MENA في موسم الرياض    زلزال بقوة 5.7 درجات يضرب قبالة سواحل مملكة تونغا    ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف بشأن الإمدادات    العنزي يحقق فضية المواي تاي وزن 67 كجم.. وأخضر اليد يكسب العراق    أخضر اليد يتغلب على نظيره العراقي في «الرياض 2025»    الأخضر السعودي يهزم ساحل العاج بهدف أبو الشامات وديًا    مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بينبع ينظم فعالية "يوم الغذاء العضوي" في الدانة مول    جامعة أم القرى تختتم الموسم الثاني من هاكاثون "أنسنة المشاعر المقدسة"    معهد البحوث بجامعة أم القرى يطلق 13 برنامجًا نوعيًّا لتعزيز مهارات سوق العمل    مساعد وزير الداخلية يرأس وفد المملكة في المؤتمر الوزاري لبلدان الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    قمة تنافسية بين بيش والخالدي عصر غدٍ السبت    الشريك الأدبي قريبا مساحة بين الأدب والفن في لقاء مع الفنانة التشكيلية مريم بوخمسين    المملكة توزّع (1,514) سلة غذائية بولاية شمال كردفان في السودان    الصين تحذر اليابان من هزيمة عسكرية «ساحقة»    ارتفاع أسعار النفط وخام برنت يصعد إلى 64.39 دولار للبرميل    مجمع هروب الطبي يفعّل مبادرتين صحيتين بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري    القبض على إثيوبي في جازان لتهريبه (108) كجم "قات"    قتلى وجرحى إثر هجوم روسي كبير على كييف    بلدية الدلم تضبط 13 مخالفة جسيمة وتغلق منشآة تجارية    «الأرصاد» يراقب تطورات الحالة المطرية من خلال تقنيات أرصادية تغطي أكثر من 90% من مساحة المملكة    اختتام دورة "فن احتراف الديكور الداخلي" ضمن "انطلاقة نماء" بجازان    شاهين شرورة ب 351 ألف ريال    غيابات منتخب السعودية عن مواجهة كوت ديفوار    حرم ولي العهد تتبرع لصندوق دعم الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول ب10 ملايين ريال    اختتام فعالية التطوع الاحترافي بمشاركة 24 خبيراً و250 مستفيد في جدة    من النص إلى النشر".. نادي مداد وبيت الثقافة بجيزان يناقشان تجربة الكاتب وقارئه الأول    جمعية عين لطب العيون تنظم فعالية توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري في جازان تحت شعار "فحصك اليوم    ديوان المظالم يفوز بجائزتين دوليّتَين في تجربة العميل 2025    الأسهم العالمية تتراجع بشدة مع تبدد آمال خفض أسعار الفائدة    البعيجان: الإخلاص أصل القبول وميزان صلاح الأعمال    الدوسري: برّ الوالدين من أعظم القربات إلى الله    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تعزز الوعي بداء السكري في سكرك بأمان    152 توأماً من 28 دولة.. والمملكة تحتفل بالإنجاز الجراحي رقم 67    جامعة محمد بن فهد تستذكر مؤسسها في احتفالية تخريج أبنائها وبناتها    موسم الدرعية 25/26 يستعد لإطلاق مهرجان الدرعية للرواية الأحد المقبل    الفن يُعالج... معارض تشكيلية في المستشفيات تعيد للمرضى الأمل    أفضل خمس خدمات بث فيديو    رحلة الحج عبر قرن    غدٌ مُشرق    عدسة نانوية لاكتشاف الأورام    انطلاق "موسم شتاء درب زبيدة 2025" في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    مفتي عام المملكة يستقبل وزير العدل    غرفة القصيم توقع تفاهمًا مع الحياة الفطرية    الدفاع المدني يهيب بأخذ الحيطة والالتزام بالتعليمات مع توقع هطول أمطار رعدية على معظم المناطق    منسوبو وطلاب مدارس تعليم جازان يؤدّون صلاة الاستسقاء    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    محافظ صبيا يؤدي صلاة الاستسقاء تأسياً بسنة النبي واستجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين    أول اجتماع لمكتب المتقاعدين بقوز الجعافرة    مصرية حامل ب9 أجنة    الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة.. محميتان بحريّتان تجسّدان وعي المملكة البيئي وريادتها العالمية    محافظ محايل يزور مستشفى المداواة ويطّلع على مشاريع التطوير والتوسعة الجديدة    ذاكرة الحرمين    ترمب يواجه ردة فعل مشابهة لبايدن    القيادة تعزي رئيس تركيا في ضحايا تحطم طائرة عسكرية    آل الشيخ ورئيسا «النواب» و«الشورى» يبحثون التعاون.. ولي عهد البحرين يستقبل رئيس مجلس الشورى    استعرض مع ولي عهد الكويت التعاون.. وزير الداخلية: مواجهة الجريمة والإرهاب بمنظومة أمنية خليجية متكاملة    وسط مجاعة وألغام على الطرق.. مأساة إنسانية على طريق الفارين من الفاشر    طهران تؤكد جديتها في المفاوضات النووية.. إيران بين أزمتي الجفاف والعقوبات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوة دولية اسلامية بمشاركة تركيا واندونيسيا وبنغلادش والأردن وقطر لتطبيع الوضع . جاك سترو ل"الحياة": لا اطار زمنياً للحل في افغانستان وكل التغيير يجب ان يكون بإشراف الامم المتحدة
نشر في الحياة يوم 15 - 11 - 2001

كشف وزير خارجية بريطانيا جاك سترو، في حديث أجرته "الحياة" على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن تفاصيل عدة في ملفات الحرب في افغانستان، وعملية السلام للشرق الأوسط والعراق.
تناول سترو الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية ببعدها الدولي والاسلامي في العمليات الجارية في افغانستان. وتطرق الى التمييز بين الجناح العسكري والجناح السياسي لمنظمات مثل "حزب الله" و"حماس" والى الملف العراقي في العلاقات الدولية خصوصاً مع روسيا، وفي مجلس الأمن.
هنا نص الحديث:
لم ينتظر تحالف الشمال ليأخذ بالنصيحة الاميركية - البريطانية بالتمهل في دخول كابول. باكستان مستاءة. والجميع قلق، ماذا حدث؟
- كنا قلقين جداً من اجراءات عسكرية على صعيد الشارع من أجل السيطرة على كابول. وقد قلت قبل ليلة من سقوط كابول انني لم أكن أتوقع ان يفعل تحالف الشمال ذلك وان يقع ما وقع. كنا ندرك دائماً احتمال هرب طالبان من كابول وان تحالف الشمال كان مرشحاً لملء الفراغ. وها نحن في الأيام الباكرة للتطورات هذه، وانا الآن اكثر تفاؤلاً في شأن مستقبل البلاد من بعض الآخرين.
فالحقيقة هي ان هذا العمل العسكري الذي بدأ من أسابيع قليلة، له الآن مؤشرات واضحة على النجاح. ومشاهدة الناس ترحب بتحالف الشمال في الشوارع وهو يدخل كابول شيء خارق، اذ انه يوضح مدى الغضب من طالبان والتطلع الى حياة أفضل.
الحكومة ذات القاعدة الموسعة التي تأملون بها كبديل لنظام طالبان ليست في المتناول الآن، ألا تجد خطورة في ذلك؟
- لا خطورة في ذلك، فهذا هو عالم العمل العسكري، واذا كان من أمر أكيد في النزاع العسكري فهو انه غير مؤكد. ما يدهشني هو كيف ان البعض في الغرب يعتقد ان النزاعات العسكرية يجب ان تكون لها حتمية اللعبة التي يشاهدها في التلفزة. في الساحة الافغانية يوجد مقدار أعظم من الالتباس اكثر من أي مكان آخر في العالم، في رأيي، وعلى أي حال ما زلنا في مطلع النزاع، والامم المتحدة بحض من الولايات المتحدة وبريطانيا، اتخذت خطوات ناشطة قبل ومنذ تعيين المبعوث الخاص الأخضر الابراهيمي. والآن سيتم تسريع المباحثات بين المجموعات المختلفة لإنشاء الحكومة الموسعة.
يكثر الكلام عن قوة أمنية ذات طابع اسلامي، في اطار الكلام عن قوة متعددة الجنسيات. هل صحيح ان عناصرها الاساسية قوات من تركيا واندونيسيا وبنغلادش؟
- هذا صحيح وهناك حديث عن هذا، لكن الفارق كبير بين اجراء مباحثات عن قوات تدخل افغانستان وبين دخولها. الخطوات الملحة الطارئة هي: تأمين أفضل للاراضي التي تم الاستيلاء عليها، لضمان ان المطارات ومدرجات المطارات المختلفة تم تأمينها كما يجب. تأمين المطارات الى مزار الشريف وكابول بالصورة المناسبة - فلهذا أهمية فائقة، تم استخدام القوات الاميركية والبريطانية الموجودة على الساحة، أو تلك التي يمكن وضعها على الساحة بسرعة فائقة - علماً بأن القوات في الساحة الآن هي اساساً اميركية وبريطانية - لتلعب دوراً كقوة رادعة الى جانب كونها قوة استخباراتية سياسية. ثم العمل على دخول آخرين من القوات.
- تقصد ان خطة "باء" تتضمن مضاعفة أو زيادة عدد القوات الاميركية والبريطانية؟
- يوجد عدد قليل من هذه القوات مع تحالف الشمال. وكل هذا جزء من خطة "ألف"، وهي متعددة الأصعدة لأن الوضع متعدد الأصعدة ومليء بالالتباسات... فالمهم لافغانستان هو الاستقرار والمستقبل المزدهر. كيف نصل الى ذلك؟ أولاً، كل التغيير يجب ان يكون تحت رعاية الامم المتحدة. ثانياً، لا بد من اتفاق الأسرة الدولية على الاطار. ثالثاً، ضمن هذا الاطار يجب على الشعب الافغاني ان يقرر لنفسه. ورابعاً، يجب بقاء الأسرة الدولية في افغانستان لفترة طويلة. هذه هي الخطة "ألف"... اما كيف تنفذ تماماً، وبأي اطار زمني؟ هذا يتوقف على الالتباسات على الساحة. والمسألة ليست مسألة فرض ادارة مدنية في مدينة صغيرة في دولة ديموقراطية. انها مسألة انتاج ادارة مدنية، ثم حكومة أفضل، في بلد انهارت فيه المؤسسات العامة.
اشرح لنا، اذا شئت، دور وموعد ما يسمى الآن بالقوة الأمنية الاسلامية. متى تدخل وبأية مهمات؟ هل تدخل مع القوات الاميركية - البريطانية كجزء منها؟
- الأسرة الدولية والقوات الامنية يجب ان تعمل معاً. في المرحلة الانتقالية، انه "تحالف المستعدين"، ولهؤلاء مهمات محددة في بعض الحالات، والمهمات هي تأمين مطارات وخطوط الامدادات الى المطارات. في أحيان اخرى - وهذا يتطلب الكثير من الحذر والدقة في اختيار القوات - المهمات هي نوع من الشرطة. وهذا سيتم على اساس منطقة بمنطقة وإلا ستبرز المشاكل، هذا على المدى القصير، على المدى المتوسط ان المهمات...
هل يمكن شرح مفهوم "المدى القصير" و"المدى المتوسط" في اطار زمني مفهوم.
- لن أعطيك الإطار الزمني الدقيق عمداً. ولقد سُئلت تكراراً عن العنصر الزمني وكم من الوقت سيستغرق الأمر. وعلي ان أقول، حتى الآن، اننا لا نعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر. وعلى الناس ان يصبحوا واقعيين في هذا الصدد. فنحن نتعامل مع وضع غير مؤكد على الاطلاق وفيه قدر كبير من اللااستقرار حيث العناصر اللاعبة فيه واسعة. انما بأسرع وقت، على كل حال... فمن كان يتوقع ما حدث خصوصاً ان الاعلام قال قبل اسبوع فقط ان القصف لم ينجز شيئاً على الاطلاق. فها نحن قد انجزنا ما انجزنا الى الآن نتيجة القصف، انما لا يزال الطريق طويلاً.
مفهومنا أنكم تبحثون أمر "القوة الأمنية" مع دول عربية؟
- نعم. والدول العربية تتكلم معنا في الأمر.
الأردن وقطر... ومن غيرهما؟
- صحيح اجريت محادثات مع عدد من الدول العربية. والأمر عائد لهذه الدول لتقول انها تجري المحادثات معنا، فليس من المناسب لي القول من هي. ذلك ان اعلان هذا الأمر عائد لها. فإذا أعلنت هذه الدول من هي، حسناً، واذا لم تعلن حسن ايضاً.
الأردن وقطر؟ برز الكلام عنهما.
- نعم، بالتأكيد، وكذلك كما ذكرت تركيا واندونيسيا وآخرون تحدثوا معنا في الأمر... انما الكشف عن هذه الدول عائد اليها وليس في ذهني الآن قائمة بكل الدول التي اعلنت استعدادها لتكون جزءاً من هذه القوة.
حسب مفهومي، هذه القوة تستثني قوات ايرانية أو باكستانية.
- أشك بأن يكون لباكستان أو لإيران دور في مثل هذه القوات. الأمر يعتمد على الظروف. ويجب ألا نستبعد أبداً مثل هذه الاحتمالات. لكن الدور الرئيسي لباكستان وايران هو ضمان اتفاقهما على الهيكل العام للحكومة، وان يلجما عملاءهما السابقين.
وهل توصلت ايران وباكستان الى امتناع واتفاق على هذا المنهج؟
- اجريت محادثات جيدة وبناءة بين باكستان وايران واعتقد ان هناك اتفاقاً سياسياً بينهما على المبادئ... انما علينا ضمان وتأمين ان يترجم ذلك الى تغيير في النظرة، وعلى الساحة. فالقطاع الاستخباري الباكستاني كان بنى صلة وارتباطاً مع طالبان. وعلى العاملين في هذا القطاع ان يغيروا اساليبهم.
لعبت شخصياً دوراً في محاولة اقناع ايران بالانتماء الى التحالف الدولي ضد الارهاب. فالولايات المتحدة اليوم وضعت "حزب الله" في خانة الارهاب الموازية لتنظيم "القاعدة". العلاقة بين ايران و"حزب الله" معروفة وجيدة. فكيف تتصور التحاق ايران بالتحالف مع استهدافها بشكل غير مباشر من خلال اعلان "حزب الله" منظمة ارهابية تدعمها ايران؟
- ليست الولايات المتحدة وحدها التي تقول هذا. فأنا شخصياً قلت ان الجناح العسكري - وهذا تمييز مهم - في "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" يشكل تنظيمات ارهابية. وعندما كنت وزيراً للداخلية، فرضت الحظر على هذا الجناح. وكنت حريصاً، عند وضع قائمة الحظر، ان أدرج فيها حصراً الجناح العسكري لهذه التنظيمات. ففي بريطانيا، الجيش الجمهوري الايرلندي محظور بصفته منظمة ارهابية، فيما "شين فين" الجناح السياسي ليس محظوراً. ولذلك فإن التمييز مهم. وعندما كنت في طهران بحثنا في هذا الأمر... الايرانيون شكروني بشدة لفرض الحظر على منظمة مجاهدين خلق التي تعمل داخل ايران. قلت لهم، تذكروا ان تعريفنا للارهاب يطبق على حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي. ثم اجرينا محادثات في شأن ضمان التماسك في هذا الأمر وفي المنطقة. وبالطبع، فإن التطورات في عملية السلام في الشرق الأوسط ستساعد كثيراً في محادثاتنا مع ايران، وكذلك مع سورية.
وهل تحاول بريطانيا، في اطار علاقتها الحميمة مع الولايات المتحدة، ان تقنع اميركا بهذا التمييز بين الجناح العسكري والجناح السياسي لمنظمات حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي؟
- ليس في وسعي ان أتحدث باسم الاميركيين، وانما أتحدث حصراً باسمنا. الولايات المتحدة تفهم، كغريزة، هذا التمييز لأنها فهمته في اطار السياسة الايرلندية. فهنا في نيويورك كانت هناك مجموعة من الناس السيئين للغاية. كان علينا ان نقول لهم ان عليهم الكف عن دعم الارهاب، أكان في ايرلندا أو ضد الاسرائيليين. انه ارهاب. من جهة اخرى، وعند بدء أية عملية سياسية، ان السياسيين ذوي المنطق والعقل يحاولون فصل الاجنحة السياسية عن الاجنحة العسكرية في مثل هذه العمليات.
رفض لبنان اتخاذ الاجراءات ضد "حزب الله" وسورية ذات النفوذ الواسع في لبنان موافقة. فبماذا تطالبون سورية؟ هل تطالبونها باستخدامها نفوذها واتخاذ اجراءاتها الانفرادية لتجميد ممتلكات "حزب الله"؟
- ما نقوله لجميع دول المنطقة هو: جميعكم دعم القرار 1373، وجميعكم شاهد ما ينجزه الارهاب عبر بشاعة ما حدث في نيويورك وواشنطن، والارهاب ينتج اللااستقرار. صحيح ان علينا معالجة البيئة التي يختبئ فيها ووراءها الارهابيون والتي يمكنها ان تنتج ارهابيين. وليس اسوأ من البيئة التي نجدها في النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، انما في الوقت ذاته، على كل طرف ان يوضح خياراته هنا. يمكن لكم ان تقولوا ان هناك ارهابيين جيدين وارهابيين سيئين وغير ذلك. انما الارهاب عنصر لااستقرار حقيقي في كل المنطقة، وهناك حاجة ماسة للتعاطي والتعامل معه.
ما تقوله لكم دول المنطقة بالمقابل هو ان تعريفكم للارهاب لا يميز بينه وبين الحق بمكافحة الاحتلال، وانكم تعفون اسرائيل، فيما تطالبون الآخرين باجراءات.
- هذا ليس صحيحاً.
ها هي اسرائيل تستمر في تدمير البيوت متجاهلة مطالبتكم لها بالتوقف عن ذلك. وهي مستمرة في الاغتيالات. وبغض النظر عن مطالبتكم، انها ما زالت في الأراضي الفلسطينية التي أعادت احتلالها. أين هي الاجراءات التي تتخذونها أو تطالبون بها؟
- كولن باول طالب بوقف سياسة الاغتيالات التي تقوم بها قوات الدفاع الاسرائيلي، وكذلك انا فعلت الشيء ذاته. ولقد تلقيت انتقادات من رئيس الوزراء ارييل شارون على ذلك. إلا أنني سأستمر في موقفي لأنني مقتنع بذلك. فإذا كنتِ تسألينني هل تطبيق معيار واحد في ما يتعلق بخروقات حقوق الانسان، اينما تحدث في الشرق الأوسط، مهم للغرب؟ الجواب هو نعم. أفهم ما تحاولين قوله لجهة امكانية أو ضرورة حدوث تحول جذري في الولايات المتحدة في اتجاه الحاجة الى العدالة لشعب اسرائيل، لدولة اسرائيل، بعدالة متساوية نحو شعب فلسطين وانشاء الدولة الفلسطينية.
دعني أكون صريحة: ما يقوله معظم العرب، حكومات ورأياً عاماً، هو ان ما يُقدّم للعرب ليس سوى تعهدات تقتصر على الألفاظ والوعود الزائفة، فيما مع اسرائيل، لا محاسبة على الافعال حتى عندما تفرض أمراً واقعاً تلو الآخر. انها فوق المحاسبة بإجراءات...
- أفهم ما تقولين، انما يمكن تطبيق ذلك على السلطة الفلسطينية ايضاً. فهي بدورها تتعهد بألفاظ ووعود زائفة ولا تقوم بما يكفي من اجراءات لمكافحة الارهاب. الكل عليه مسؤولية عندما يتعلق الأمر بمحاربة الارهاب، كما بضمان قيام قوات الدولة الدفاعية بالعمل ضمن حدود القانون الدولي، والتصرف المقبول. وهذا يطبق على الجانبين... وهناك مقارنة بين النزاع العربي - الاسرائيلي وبين ايرلندا، لجهة من يفعل ماذا ومتى ومن عليه المسؤولية... فالمستقبل الوحيد في المنطقة يكمن في استغلال الفرص التي برزت في اعقاب 11 ايلول والدفع بها الى الامام.
يكثر الكلام عن طرح أوروبي في الموضوع الفلسطيني - الاسرائيلي. وزير الخارجية الاميركي سيلقي خطاباً يعرض الرؤية الاميركية للحل في 19 الجاري في جامعة كنتكي لويفيل حسب الترتيبات الجارية، ماذا علينا ان نتوقع؟
- لكولن باول، وليس لي أن اتحدث عما سيأتي في خطابه. لكنني اعتقد ان ما نتطلع اليه هو موقف رئيسي له وقع الصلاحية في شأن الاهداف الرئيسية العامة للسياسة الاميركية نحو الشرق الأوسط، وهي أهداف نتقاسم رؤيتنا نحوها. فالمسألة ليست مسألة ايجاد - والمعذرة على التعبير - نوع من "الكأس المقدسة" التي نكتشفها فجأة لتفك سر المستقبل لهذا النزاع. انه اعادة طرح ما يجب القيام به، انما من خلال سلطة كولن باول في ذلك الخطاب.
اجتمعت مع وزير خارجية روسيا هنا في الامم المتحدة. هل تمكنت من اقناعه بدعم مشروعكم الذي يعرف بمشروع قرار "العقوبات الذكية" - على رغم تحفظاتكم على التسمية؟ وهل حاولت اقناع روسيا بالموافقة على اعادة طرح ذلك المشروع الذي عارضته؟
- بالتأكيد حاولت الحصول على دعم روسيا للأفكار الواردة في مشروع القرار. لم نتوصل الى نتيجة بعد. وبالتالي، لا يمكنني القول ان مشروعاً جديداً سيطرح في مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري موعد انتهاء المرحلة الحالية من برنامج النفط للغذاء. ولا يمكنني توقع الموقف الروسي ازاء ذلك. ما أعرفه هو ان مشروع قرارنا الجديد سيساعد كثيراً المساعدة الانسانية للعراق ومواقف الأردن وسورية وتركيا بما يجرده المشروع الجديد من المشاكل التي كانت مرتبطة بالمشروع القديم، وبما يسمح للعراق باستيراد كل المواد التي لا علاقة لها بالدفاع العسكري بينما يتم التركيز على منع العراق من استيراد المواد المستخدمة لتطوير أسلحة الدمار الشامل واسلحة اخرى معينة، وهذا في مصلحة الجميع، بما في ذلك روسيا.
ذكرت مشروعاً جديداً. هل هو مختلف تماماً عن مشروع القرار الاخير الذي طرحته بريطانيا قبل اشهر ورفضته روسيا؟
- لقد تم تحسينه وتعديله، منذ ذلك الحين، كي يتجاوب مع مشاكل بعض الدول. الفكرة الاساسية هي نفسها. ونحن مستمرون في البحث مع الروس في مسودات مشروع القرار.
الروس لم يوافقوا على صلب مشروع قراركم في الماضي ومنعوه ما الذي يجعلكم تعتقدون انه مقبول الآن. هل ترك الروس لديكم انطباعاً بأنهم مستعدون الآن لدعم مشروعكم؟
- لم يترك الروس لدي أي انطباع معين. وهم بالتأكيد سيلتحقون. والأمر عائد لهم. وعلينا الانتظار.
معظم العالم العربي مقتنع بأن العراق هو المحطة الثانية بعد افغانستان في العمليات العسكرية؟
- إنني اكرر ان الاجراء العسكري يتخذ فقط عندما تتوفر الأدلة الواضحة لتبريره. وانا لم أطلع على اية أدلة تربط العراق بشبكة "القاعدة"، ابداً وعلى الاطلاق. فالاجراء العسكري يتخذ اذا توفرت الأدلة، وكخيار أخير. والعمل العسكري الوحيد على الاجندة هو في افغانستان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.