واشنطن تشكو موسكو لدى لجنة العقوبات . بغداد تخفف حملة صدام وتنفي تهديد السعودية والكويت

} سعت الحكومة العراقية الى تخفيف تصريحات للرئيس صدام حسين حمل فيها على السعودية والكويت أول من امس، مؤكدة انها لا تتضمن اي تهديدات للبلدين. وجددت واشنطن تحذيرها العراق من محاولة شن هجمات على جيرانه، وأعلنت انها سترفع شكوى الى لجنة العقوبات بسبب "خرق" طائرة روسية العقوبات الدولية المفروضة على العراق.
بغداد، واشنطن، موسكو - "الحياة"، أ ف ب - اعلن وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ان العراق يرتكب "خطأ فادحاً" اذا استغل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لشن هجمات على جيرانه. وقال خلال مؤتمر صحافي ليل الاثنين - الثلثاء: "لا يمكن أحداً ان يتكهن بما سيفعله صدام"، وحذر بغداد من ان "القوات الأميركية والبريطانية مستعدة لاتخاذ اي اجراء تراه ضرورياً للتأكد من انه لن يهاجم جيرانه او شعبه". واضاف ان صدام "حاول استغلال نظامنا الانتخابي في الماضي، واخطأ في مناسبات وسيرتكب خطأ فادحاً في حال اتخذ اي مبادرة خلال هذه الفترة الانتخابية او بعدها".
وسعى وزير الثقافة والاعلام العراقي همام عبدالخالق خلال مؤتمر صحافي في بغداد الى تخفيف وطأة تصريحات صدام، وقال: "ادعوكم الى قراءة حديث الرئيس العراقي جيداً كي لا يقال ان العراق يتوعد ويهدد"، مؤكداً أن "ليس هناك اي تهديد في حديث الرئيس، وليست لدينا نية فعل عسكري تجاه الكويت أو اي دولة اخرى". وزاد ان "العراقيين لا يريدون عداوة مع اي كان في الكون كله باستثناء الصهاينة لأنهم يحتلون الارض العربية". وأشار الى الغارات الأميركية - البريطانية على شمال العراق وجنوبه، مشدداً على ان "سفك دم العراقيين زاد عن حده ويجب عدم السكوت، وعلى العالم ان يعرف ذلك جيداً".
وكان الرئيس العراقي اتهم أول من أمس السعودية والكويت بأنهما مسؤولتان عن استمرار الحظر الدولي على بلاده، وقال مهدداً: "بلغ السيل الزبى، لكننا لا نقول لهم اننا سنهجم عليكم".
على صعيد آخر، اعتبر الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر في بيان أصدره ليل الاثنين ان رحلة الطائرة الروسية الأخيرة الى بغداد "تشكل استخفافاً بالأمم المتحدة وباجراءاتها". وقال ان الولايات المتحدة سترفع شكوى الى لجنة العقوبات، وأضاف: "في الوقت الذي يواصل العراق تحدي نظام العقوبات ولا يسمح حتى لفريق من الأمم المتحدة بتفقد الوضع الانساني فيه، سمحت روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، بتنظيم رحلة الى العراق انتهاكاً لقرارات" المنظمة الدولية.
وتزامن هذا التنديد مع محادثات عراقية - روسية تجرى في موسكو وسط تكتم شديد، ومحورها درس احتمالات استئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين روسيا والعراق، فيما أكد المدير العام لشركة "فنوكوفسكيه تريدينغ هاوس" للطيران ان روسيا "تستعد" لمثل هذه الرحلات.
ويرأس الوفد العراقي مدير منشأة الخطوط الجوية مأمون الناصري، وهو يتفاوض مع شركة "اروفلوت" التي يترأسها فاليري اكولوف صهر الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن.