اطاح مهاجم منتخب تركيا العملاق حقان شوكر الملقب ب"ثور البوسفور" ببلجيكا احدى الدولتين المضيفتين خارج حلبة المنافسة عندما سجل هدفي منتخب بلاده وقادها الى انجاز تاريخي تمثل ببلوغها الدور ربع النهائي للمرة الاولى. كما ساهم في ان تصبح بلجيكا اول دولة تنظم البطولة وتخرج من الدور الاول منذ اعتماد نظام النهائيات عام 1980 في ايطاليا. وكان شوكر عادياً في مباراتيه الاوليين امام ايطاليا 1-2 وامام السويد صفر-صفر، لكنه خرج من القمقم ليقود تركيا الى اول فوز في النهائيات في مشاركتها الثانية، وضمن صعودها الى ربع النهائي حيث ستلاقي البرتغال السبت المقبل في امستردام. وذكّر شوكر 28 عاماً بالتالي العالم اجمع بخصاله التهديفية، واذا كان الهدف الاول جاء من خطأ لحارس مرمى بلجيكا التعيس فيليب دي فيلده، فان شوكر لعب دوراً ايضاً لانه طار كالنسر في الهواء وانتزع الكرة قبل الحارس ليودعها في شباكه، اما لحظة تسجيله الهدف الثاني فقد ابان عن برودة اعصاب كبيرة وسدد كرة بيسراه لتعانق الشباك مسقطاً بلجيكا بالضربة القاضية رافعاً رصيده الى 28 هدفاً في 55 مباراة دولية وهي نسبة اكثر من جيدة. وبدأ شوكر كسائر اترابه مداعبة الكرة منذ نعومة اظافره، وقد ساعده في ذلك والده سرميت شوكر الذي كان لاعباً سابقا في الدرجة الاولى، وتتلمذ على يديه ويقول في هذا الصدد: "كان والدي يجبرني على خوض التمارين صباحاً قبل التوجه الى المدرسة، وينصحني بتناول السبانخ واللبن". وبدأ شوكر مسيرته الاحترافية عندما كان في السادسة عشرة من عمره في صفوف فريق ساكاريا سبور في اواخر موسم 88-89، وسجل اول هدف له في الموسم ذاته في مرمى فنربغشه في مباراة انتهت بخسارة فريقه 1-4. واظهر شوكر قدرة فائقة على التسجيل خصوصا من الضربات الرأسية تساعده في ذلك بنيته الجسدية. وبات اختصاصياً في هذا المجال وحجز مكانه اساسياً في صفوف فريقه الجديد ذي الامكانات المتواضعة. وساهم تألقه في انتقاله الى احد فرق المقدمة بورصة سبور، حيث كانت الامال والتطلعات والضغوطات عالية جداً، لكن شوكر الهادىء بطبعه عرف كيف يتعامل مع هذه الامور برباطة جأش وامضى في صفوفه موسمين ناجحين على الصعيد الشخصي فكان ذلك جواز سفره الى صفوف المنتخب باشراف المدرب الدنماركي سيب بيونتيك. وخاض شوكر اول مباراة دولية له ضد لوكسمبورغ 3-2 في 25 اذار مارس عام 1992، ولم يقف غلطة سراي موقف المتفرج لموهبة شوكر فسارع الى ضمه في صيف عام 1992 ليبدأ معه مسيرة مظفرة. خاض تجربة فاشلة مع تورينو الايطالي من تموز يوليو الى تشرين الأول اكتوبر 1995، لكنه سرعان ما استعاد ثقته بنفسه وأسكت منتقديه حيث توج هدافاً للدوري التركي ثلاث مرات متتالية اعوام منذ 1997. ويسعى شوكر، الذي دعا مراراً وتكراراً الى ضرورة ارساء "عقلية أوروبية" على أمل احراز اللقب وتحقيق ثنائية أوروبية رائعة كأس الاتحاد الأوروبي وكأس أمم أوروبا. ووقع شوكر قبل أيام مع انترميلان الايطالي ليدافع عن الوانه اعتباراً من الموسم المقبل.