للمغني البريطاني المليونير ألتون جون ولع كبير بالتسوق طالما فاخر به وبقدرته على غزو محلات "كارتيه" للمجوهرات والساعات بسرعة تفوق بمرات سرعة ربة المنزل في غزو السوبرماركت. وقد دحر ألتون جون ادمانه على الكحول والكوكايين واستبدله بالادمان على البذخ وانفاق المال بلا حساب. ويقول أصدقاء المغني الذي كتب أغنية "شمعة في الريح" وغناها في جنازة الأميرة ديانا انه ينفق أكثر من مليوني جنيه شهرياً على نفسه وعلى أصدقائه وعلى أمور تافهة أيضاً. ومن ذلك انه أنفق 250 ألف جنيه على شراء الزهور والورود في 20 شهراً. ويتحدث مصمم المجوهرات المزيفة "ثيوفانيل" عن زيارة قام بها ألتون جون لمتجره اللندني واشترى بمبلغ 250 ألف جنيه استرليني خلال دقائق وبلغ حبه للملابس الغريبة والمزركشة والغامضة والباهظة الثمن، انه اشترى منها في نصف نهار فقط بمبلغ نصف مليون استرليني لا غير. ولذلك لم يستغرب أحد أن يقدم في معرض ثيابه التي طرحها للبيع لصالح مؤسسته الخيرية "مؤسسة ألتون جون لمرض الايدز" 15 ألف قطعة جاء بها من منازله الثلاثة الفخمة الموجودة في لندن ونيويورك ونيس. صحيح أن 20 في المئة من هذه الملابس يعود الى صديقه الكندي الذي يعيش معه منذ سنوات ديفيد فورنيش، لكن الصحيح أيضاً أنها المرة الثالثة التي يطرح فيها ألتون جزءاً من ملابسه في المزاد لجمع المال لصالح مؤسسته الخيرية وفي المرتين السابقتين لم يكن عددها أقل بكثير. وأطلق المغني المليونير على هذا الحدث اسم "خارج الخزانة رقم 3"، Out of the closet III"" وافتتح بنفسه المعرض الذي استمر أربعة أيام فقدت خلالها الملابس وبيع منها في الساعات الأولى بعد الافتتاح بمبلغ 140 ألف جنيه، بينما بلغت الحصيلة النهائية ما يقارب 500 ألف جنيه استرليني، علماً بأن الملابس حملت تواقيع أشهر المصممين على غرار فرساتشي وبرادا وغوتيه ويوجي ياما موتو وغوتشي وسواهم. والطريف ان بعض الملابس كان لا يزال موضباً في أوراقه الأصلية ما يدل الى أن ألتون وصديقه لم يلبساها أبداً. والأطرف أن بعضها كان يوجد منه قطعتان أو ثلاث أو أربع أو أكثر بكثير، لأن ألتون جون يملك أكثر من منزل وهو يحب أن يمتلك قطعاً عدة من أنواع معينة من الثياب. غير أن ذلك لا يعني أنه أفرغ خزانته فكل ما عرضه لا يعادل ربع ما يملك في خزائنه. لم يكن مكان المعرض أقل روعة من المعروض، فقد أقيم في أشهر شوارع التسوق اللندنية نيوبوند ستريت حيث المتاجر الفاخرة التي تحمل أسماء أشهر المصممين، وفي المتجر الذي كان تومي هيلفيغر يعرض فيه تصاميمه بعدما انتقل الى مكان آخر، وزيّن المتجر بديكور من الزهور الرائعة على أنغام ألتون جون وأغانيه. ولم تكن الأسعار باهظة، بل ان بعضها أقل بكثير من ثمن القطعة الأصلي. اذ بيعت احدى بدلاته الفنية المرصعة بالأحجار الكريمة بمبلغ 4 آلاف جنيه، بينما بلغت كلفتها نحو 50 ألفاً. وبيع قميص مطرز بالخيوط الذهبية بمبلغ 2500 جنيه مع أن ثمنه الأصلي بلغ 25 ألفاً، فيما بيع عدد من القمصان التي لم يجد ألتون أو صديقه المناسبة لارتدائها بمبالغ راوحت بين 30 و60 جنيهاً مع أن سعرها الأصلي بين 500 و1000 جنيه. من الذي حضر ليشتري، أو يتفرج أو يشارك؟ كان الاقبال كثيفاً منذ اليوم الأول للمعرض الذي استمر أربعة أيام، واصطف الناس بدءاً من الخامسة صباحاً في طابور طويل. كان أولهم شبيه ألتون جون الاسكتلندي وليام كاربري 23 عاماً الذي قال انه خصص 150 جنيهاً لشراء ما يريد، لكنه أنفق 340 جنيهاً. ومن شيكاغو في الولاياتالمتحدة حضرت خصيصاً شارون كالينوسكي، وهي رئيسة نادي معجبي ألتون جون في أميركا، ومعها 1500 دولار لتشتري ما يعجبها. وبين المزايدين أيضاً كان صاحب المطاعم المشهورة غاسبار كونران الذي اشترى مجموعة من كنزات ألتون التي صممها فرساتشي، كما كانت هناك عارضات أزياء وناس عاديون من المعجبين بالمغني البريطاني ومن هواة التوفير وأنصار التبرع لمحاربة الايدز.