وصل نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أمس الى الصين لعرض موقف بلاده من قرار للأمم المتحدة يقترح فرض عقوبات تجارية على العراق وعودة مفتشي الأسلحة اليه، فيما دعت بكين الى إنهاء العقوبات عنه. وفي الإطار نفسه، بدأ وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف زيارة لقطر. وتأتي هذه الزيارات في اطار حملة ديبلوماسية عربية ودولية للعراق تهدف الى التعبئة ضد هذا القرار. بكين، الدوحة - "الحياة"، رويترز، د ب أ - قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جو بانغ زاو في مؤتمر صحافي عقده امس لدى وصول نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الى بكين امس، ان المسؤول العراقي سيجتمع مع وزير الخارجية تانغ جياشوان ونائب الرئيس هو جينتاو ومسؤولين كبار آخرين اليوم. وستتركز المحادثات على قرار أصدره مجلس الأمن الشهر الماضي من شأنه ان يعلق العقوبات التجارية المفروضة على العراق شريطة ان يبدي تعاوناً مع هيئة جديدة للتفتيش عن الأسلحة. وانضمت الصين الى روسيا وفرنسا وماليزيا في الامتناع عن التصويت على القرار الذي أيدته 11 دولة ولم يعترض عليه أحد. وتؤيد الصين وفرنسا وروسيا رفعاً مبكراً للعقوبات التي فرضت على العراق لغزوه الكويت العام 1990. وقال عزيز ان تعليق العقوبات المقترح خدعة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا لتضليل الرأي العام العالمي. ورداً على سؤال عما إذا كانت الصين تؤيد العراق في رفضه القرار، قال جو انه يتعين على بغداد ان تبدي تعاوناً تاماً مع الاممالمتحدة وتنفذ كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأضاف: "ومن ناحية اخرى ينبغي احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه وينبغي للمجتمع الدولي ان يكون عادلاً وموضوعياً في تقويم التزام العراق بالقرارات". وذكرت "وكالة الانباء العراقية" أول من امس ان عزيز سيزور ماليزيا بعد الصين. وقال ديبلوماسي غربي طلب عدم كشف اسمه، ان عزيز يريد التأكد خلال زيارته التي تستغرق ستة ايام من ان الصين التي امتنعت عن التصويت على القرار الرقم 1284 "لا تزال تقف الى جانب العراق". وقال: "يأتي عزيز ليرى ما إذا كانت الصين تدفع بغداد الى المواجهة أو الى التعاون مع الاممالمتحدة". وسيغادر عزيز بكين السبت لزيارة المنطقة الاقتصادية الخاصة في شيزين الواقعة على أبواب هونغ كونغ ثم منتجع سانيا في جزيرة هاينن في جنوبالصين قبل توجهه الى ماليزيا الثلثاء المقبل. الدوحة الى ذلك، بدأ وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف زيارة امس الى قطر هي الأولى منذ نحو سنة. وقال للصحافيين لدى وصوله مطار الدوحة انه "سيتشاور" مع المسؤولين القطريين، خصوصاً نظيره الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في شأن "مسائل العراق بمجلس الأمن والعلاقات العربية - العربية". وندد الصحاف بقرار مجلس الأمن الرقم 1284، ورأى انه "يهضم حقوق العراق كاملة". وقال: "اننا نقول ان هذا القرار غير واقعي وغير عملي وغير قابل للتطبيق". وكان الوزير العراقي وصل الى الدوحة صباح امس واستقبله في مطارها نظيره القطري. يذكر ان قطر تربطها علاقات طيبة مع العراق وتدعو الدوحة باستمرار الى رفع الحظر الدولي المفروض على العراق.