دعا رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص الى "العمل على إقامة مناطق تجارية حرة اضافية في ما بيننا كي تتمكن الدول النامية من مواجهة تحديات العولمة التي يتعاظم مدّها يوماً بعد يوم". وقال "من هنا كانت المبادرة الى انشاء منطقة التجارة الحرة العربية". وقال "ان العولمة آتية لا محالة ولها خصائص ايجابية وسلبية يتوجب على مجموعة ال77 ان تتوصل الى آلية عمل محددة وفاعلة ومقسمة الى مراحل من التوجه العالمي والحد من تأثيره السلبي والمكلف". جاء كلام الحص في رعايته، امس، لافتتاح الاجتماع الوزاري التاسع للمجموعة الآسيوية التابعة لمجموعة ال77 في مقر "اسكوا" للاعداد للدورة العاشرة ل "الاونكتاد" في تايلاند في شباط فبراير من السنة 2000. وتحدث الأمين العام التنفيذي ل"الاسكوا" حازم الببلاوي عن "الأهمية المتزايدة للحوار بين الأمم في تعزيز التعاون الدولي". ورأى "اننا ندخل عهد السوق العالمية، لكن يجب التنبّه الى ان العولمة هي اتجاه أكثر منها حقيقة". واعتبر ان "المجموعة في وضع مميز لمناقشة مستقبل الاقتصاد العالمي". وألقى الأمين العام ل"الاونكتاد" روبنز ريكو بيرو كلمة قال فيها ان "انعقاد هذا الاجتماع في بيروت عليه ان يحفزنا لكي نعالج أكبر ازمة اقتصادية في هذا القرن التي دعيت الازمة الآسيوية قبل ان تصبح الازمة الروسية والبرازيلية والاوروبية، ويجب ان يشكل ذلك محوراً اساسياً للاجتماع لكيفية تفادي ازمات مماثلة". وقال وزير التجارة الايراني رئيس المجموعة الاسيوية محمد شارياتماداري "تدين المجموعة الآسيوية لجميع الذين عملوا بجهد لنتمكّن سوياً في هذه المرحلة الحرجة وفي وقت يشغلنا سؤال واحد ومهم هو كيف يمكن التعاطي مع الألفية الجديدة". واعتبر الحص ان "عولمة الاقتصاد تطرح فرصاً لتنمية عالمية ثابتة مستدامة للدول النامية والمتطورة، لكنها تطرح مخاطر عدة وتحديات قد تؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي والاجتماعي العالمي عموماً، وعلى الدول النامية خصوصا"ً. واوضح "تداركاً لنتائج هذه السياسة الاقتصادية العالمية الجديدة يحاول لبنان تهيئة البنية الاقتصادية والاجتماعية لملاحقة هذه التطورات والاستفادة من الفرص المتاحة"، عارضاً "خطوات إصلاحية لتعزيز المقدرة التنافسية للبنان، وفي هذا السياق أقرّت برنامج إصلاح مالي وهي بصدد اعداد خطة اقتصادية إنمائية لمواكبة التوجهات والمسارات الدولية الجديدة". وأشار الى ان الحكومة "أبرمت اتفاقات ثنائية مع بلدان عربية واوروبية وغيرها لمنع الازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمار المتبادل". وأكد "ان فتح الاسواق العربية والاوروبية والعالمية يسهم في تشجيع صادراتنا المحلية ويسهّل النقل التكنولوجي وتبادل الخبرات بين المؤسسات والافراد في هذه الدول، ما يساعد من دون شك، وفي حال وُضعت الاسس الصالحة لهذه النقلة النوعية، في دعم قطاعاتنا الانتاجية". واضاف "تقوم الحكومة بتحديث القوانين بغية ارساء جو استثماري ملائم". وقال الحص "ننظر الى العولمة كقوة دينامية لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي في بلدان العالم الثالث. لكن نجاح العولمة يفترض تعاوناً اقليمياً ودولياً مكثفاً، ويستوجب جهوداً وطنية داخلية لكل من هذه الدول، ولا بدّ ان تقدم الدول المتطورة برامج اضافية لبناء القدرات الفنية والمالية والتنافسية للدول النامية". وألقى الببلاوي خطاباً وجهه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى المجتمعين اعتبر فيه ان "آسيا، تشرف على نهاية القرن في خضم اضطرابات اقتصادية". وأكد "ان الاقتصاد العالمي متكافل ولم يعد في مقدور اي بلد ان ينأى بنفسه عن الاثار المترتبة على تصرفات جيرانه". وقال "ان المهمة العاجلة المنوطة بنا هي تطوير عمليات وآليات وسياسات ترتبط بها البلدان النامية ارتباطاً أفضل بمنافع العولمة. وهذا هو التحدي الذي ينبغي للأونكتاد العاشر ان يواجهه". واعتبر نائب رئيس وزراء تايلاند البلد المضيف "للاونكتاد" العاشر سوباتشاي بانيتشباكي ان "اعادة تنشيط "الاونكتاد" سيساعد على تعزيز دور الاممالمتحدة". وقال "ان صدقية الاونكتاد تعرّضت لبعض النكسات في الازمات الآسيوية الاخيرة، لكنها سارعت في التطرق الى هذه المشكلات وكانت اول من انذر وحذّر من تأثيراتها على الاقتصاد الدولي".