دعت صحيفة تعرف بتأييدها الخط الذي يوصف بالمتشدد في ايران الى اجراء "مراجعة شاملة" للعلاقات مع دولة الامارات العربية المتحدة. وطالبت باستدعاء السفير الايراني من أبو ظبي وقطع العلاقات التجارية، حاملة في شدة على وزير الخارجية الاماراتي راشد عبدالله النعيمي الذي وصفت تصريحاته في الاجتماع الوزاري الاخير في الرياض بأنها "وقحة" وبأن مواقفه من العلاقات مع ايران ومسألة الجزر كانت "هذياناً". وفي الوقت ذاته، اكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الامارات "جزء لا يتجزأ" من السيادة الايرانية. وشدد على ان اجراء القوات المسلحة الايرانية مناورات عسكرية في الخليج "حق"، ورأى ان السبيل "الوحيد" لحل الخلاف بين طهران وأبو ظبي هو "التفاوض المباشر من دون شروط مسبقة". ولوحظ ان الخطاب السياسي والاعلامي الايراني لامس الحدة تجاه الامارات في الآونة الاخيرة، خصوصاً بعد الاجتماع الوزاري الطارئ الذي عقد في ابو ظبي وأصدر بياناً انتقد فيه بشدة المناورات البحرية الايرانية بالقرب من السواحل الاماراتية. لكن الموقف الذي عبرت عنه صحيفة "جمهوري اسلامي" امس يعتبر سابقة في حدة لهجته. وركزت الصحيفة القريبة من جهات عليا في النظام انتقاداتها على الوزير النعيمي، وبالأخص على كلمته في اجتماع الرياض أول من أمس، ووصفتها بأنها "تصعيدية ولا سابق لها من حيث الأوهام التي تضمنتها الى حد ان مسؤولين في الاجتماع الوزاري الخليجي تبرأوا من موقفه وشددوا على انه موقف شخصي". ورأت "جمهوري" ان سياسة ازالة التوترات التي تتبعها الحكومة الايرانية الحالية "لا يبدو انها اعطت ثمارها مع بعض البلدان الصغيرة التي يكدس مسؤولوها الاسلحة ويؤيدون وجود القوات الاميركية والحليفة المعادية في الخليج وتهديد الأمن القومي الايراني، ولا يجدون حرجاً في اجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الاميركان لكنهم يصعدون الموقف عندما نمارس حقنا في اجراء مناورات وتدريبات عسكرية". وطالبت "جمهوري" الحكومة بأن "تبادر الى اتخاذ اجراءات سريعة وحازمة"، مشيرة الى "ضرورة استدعاء السفير الايراني من ابو ظبي وقطع العلاقات التجارية مع دبي وتوقيف حركة الطيران معها ودعوة الشعب الايراني الواعي الى عدم القيام بزيارات الى هذه الامارة والى الدولة". واتهمت الصحيفة المسؤولين في الامارات بأنهم "يحركون من الخارج". وليس خافياً ان هامش الحرية الواسع الذي تتمتع به الصحف الايرانية يجعل صدور مواقف كهذه غير مستغرب، خصوصاً ان ما تكيله هذه الصحف من انتقادات لاذعة للمسؤولين الايرانيين انفسهم يفوق اي تصور. لكن اوساطاً سياسية في طهران تنظر الى مواقف عدة نشرتها صحف طهران في الآونة الاخيرة على انها غير معزولة عن الموقف العام في البلاد من قضية الجزر والعلاقات مع الامارات. إلا ان التصريحات الرسمية لم تبلغ هذه الحدة.