بلغ عدد طلاب المدارس في سورية السنة الجارية اربعة ملايين طالب يشكلون 38 في المئة من السكان، ووصلت نسبة تلاميذ المرحلة الابتدائية الالزامية 18 في المئة من مجموع الطلاب وشكلت الاناث 47 في المئة. وقالت مصادر وزارة التربية ان تجربة مدارس المتفوقين التى بدأت العام الماضي "ناجحة بكافة المعايير"، اذ اقامت وزارة التربية 15 مدرسة للمتفوقين في جميع المدن السورية واصدرت الوزارة تعليمات تضمنت كيفية انتقاء المتفوقين ومعايير ترشيحهم واسلوب تدريسهم في المناهج المقررة والانشطة الاخرى خارج اوقات الدوام. وبلغ عدد الكتب المدرسية التي طبعت في العام الجاري نحو 20 مليون نسخة، وقامت الوزارة بتعيين 1617 مدرسا اضافة الى 509 مدرسين مساعدين. واصبح عدد الجهاز التدريسي العامل في المدارس 195 الف مدرس. وتقوم وزارة التربية بإجراء تحديث على مناهج المرحلة الابتدائية من الصف الاول علي ان يتم انجاز التحديث على المناهج كاملا خلال ست سنوات وبمعدل صف واحد في كل عام اي على عدد صفوف المرحلة، اضافة الى المنهج الصحي الذي بدأ تدريسه هذا العام. ويقول احد الموجهين: "لم يعد التلميذ عنصرا حياديا من خلال المناهج الجديدة التي اتجهت اليها وزارة التربية بل صار يقوم بدور فاعل يمارس دورا سلوكيا وعادات سليمة. فالبيئة مثلا ستكون جزءا من اهتماماته فنحن ننمي لديه الاهتمام بالشجرة ومصدر المياه وحديقة المدرسة والشارع والتقيد بقواعد المرور". اما في مجال تدريس المعلوماتية، فقال مسؤولون ان عدد الحواسب التي وزعت هذا العام على صفوف الاول ثانوي 1466 جهازاً وعدد القاعات 488 قاعة. كما سيتم هذا العام ادخال برامج حاسوبية تعليمية تشمل كتب المثلثات والفراغية للثالث الثانوي العلمي والرياضات للاول الابتدائي والهندسة للثالث الاعدادي، اضافة الى تطبيق خطة المعلوماتية للصف الثاني الثانوي على ان يتم بيعها للطلبة مع الكتب المدرسية. واشار المسؤولون الى ان الوزارة جهزت حوالى 90 "سي دي" يمثل كل منها كتاباً تعليمياً اي مادة درسية، وبذلك تكون سورية اول دولة عربية انتجت "سي دي" تربوي تعليمي يعتبر موضوع ال"سي دي" قادراً على الحد من الدروس الخصوصية، اضافة الى زيادة عدد الساعات المخصصة للدروس التعليمية في التلفزيون. كما شهدت هذه السنة افتتاح اول مدرسة ابتدائية خاصة باسم "القرية الصغيرة" وتقوم المدرسة بتعليم المناهج العامة اضافة الى اللغة الانكليزية والكومبيوتر. وبالنسبة الى الاهل، هناك معاناة معنوية ومادية بكل ما تعنية هذه الكلمة، فشهر ايلول سبتمبر كان وقت محاولة زحزحة الطفل عن شاشة التلفاز باستعمال كافة الاساليب الممكنة واصطحابه الى السوق لشراء اللوازم المدرسية. وبالطبع يعتبر شراء الادوات المدرسية المناسبة بالنسبة للطفل فرصته للنجاح في الحياة الاجتماعية المدرسية، لكن ما هو مناسب للاهل لا يناسب التلميذ اطلاقا، فالامهات تبحثن عن الحقيبة التي تعيش طويلا والاطفال يبحثون عن الحقيبة التي تحمل صورة اكثر شخصيات الكرتون او ابطال الرياضة شهرة، والخلافات تستمر دون ان يصل احدهما لاقناع الاخر بوجهة نظره. لكن اكثر الاهل يرضخون في النهاية بسبب قوة الاقناع التي يملكها "البكاء". وبعد الانتهاء من التبضع للعام الدراسي الجديد والوصول الى حل وسط يرضي الطرفين تنتهي الاعباء المادية لتبدأ الاعباء المعنوية في محاولة حث الطلاب على الدراسة للحصول على نتائج افضل.