سفينة تطفو على زبد

1- حجرة في الروح
حجرةٌ في الروحِ مغلقةٌ
بها قبرٌ
وضوءٌ خافتٌ يهتزُ في الريحِ الخفيفةِ،
حجرةٌ في الروحِ،
يرقدُ تحتها الموتَى
وتأتيها النساءُ
أشمُّ رائحةَ البخورِ،
روائحَ الحنّاءِ،
أسمع صوتَ مرثيةٍ، وإيقاعَ الدفوفِ
وصوتَ نائحةٍ،
تحيطُ بقبر ميِّتٍ وسطَ روحيّ،
حجرةٌ في الروحِ مغلقةٌ
تدب عقاربٌ وعناكبٌ في الأرض، وسط الروحِ
يرتفعُ الدخانُ
وحجرةٌ في الروحِ مظلمةٌ
بها قبرٌ
وضوء خافتٌ يهتزُ في الريحِ الخفيفةِ
حجرةٌ في الروحِ
افتحُ بابَها
لا شيء فيها
غيرُ طيرٍ نائمٍ في عشِّهِ
2- عزلة نوح
من عزلةٍ سوداءَ،
من طوفاني الأبديِ،
أطلقُ في السماءِ حمامةً
فتعودُ، لا براً ترَى في الأفْقِ
هل ترسو السفينةُ فوقَ روحي
كيفَ أنقذتُ الخلائقَ،
كُلَّ مخلوقينِ:
من قتلى ومن شهداءْ
ماءٌ على كل الجهاتِ
سأرتقي درجَ السفينَةِ،
أسألُ الله الخلاصَ
وأسألُ القتلى النهوضَ
أرى الخلائقَ صامتين،
أعودُ ملتفاً على نفسي
وأسألُ: من أكونْ
ملِكاً بلا مُلْكٍ،
طَريداً سوف يسكنُ بيتَهُ وبلادَه
شيخاً بلا حول
نبياً دونَ معجزةٍ.
لا بيتَ لي آوي إليهِ
ولا صديق يصدقُ الوعدَ الذي أعطاه.
ماءٌ على كل الجهاتِ
سفينتي تطفو على زَبَدٍ
سأطلقُ كلَّ مخلوقينِ
كي تبدو الخليقةُ
مرةً أخرى
كما كانت: بلا عدلٍ
شاعر عراقي