السيد المحرر، تعقيباً على ما جاء في مقال الكاتب العراقي سامي شورش حول انعقاد مؤتمر الحوار العربي - الكردي الأخير في القاهرة وفي الوقت الذي لا ينكر فيه أو عليه ما له من حق في إبداء رأيه المتأسس على عرقيته الكردية، إلا أن ذلك ليس مبرراً لتشويه الحقائق التاريخية في ما يتعلق بالمسألة الكردية. جاء في مقاله ان اغراض المؤتمر تتحدد في نقطتين أولاهما حث الأكراد عن التخلي عن الحماية الأميركية وفتح حوار مع الحكومة المركزية العراقية. وهنا لا بد من التساؤل أين هي الحماية الأميركية في ظل الاجتياحات المتكررة لتركيا لشمال العراق؟! وتتعلق النقطة الثانية بتأجيج مخاوف الأكراد من دور تركيا، وهي الدولة التي تخصص إحدى قواعدها لحمايتهم كما جاء في المقال، فمن المؤسف أن يدفع التحيز الأصم والأعمى عدم سماع ورؤية ما تلعبه تركيا من دور حاسم في اجتثاث جذور الحركة الوطنية الكردية المتمثلة في القضاء على أكبر تجمع للأكراد في تركيا، بل ملاحقتهم إلى الدول المجاورة، ولا تتوانى عن عقد حلف مع إسرائيل لمحاصرة الدول العربية، خصوصاً سورية لاحتضانها قيادة الحركة الكردية للحصول على بعض حقوقهم في تركيا. فأين وجه المقارنة بين ما يلقاه اخواننا الأكراد من العرب وما يعانونه من الأتراك؟ أما في ما يتعلق باستغلال أكراد العراق للتصدي للغزو التركي فمسرحية الاستغلال، لعب اخواننا الأكراد للأسف الشديد دور البطولة فيها منذ البداية مع مختلف القوى العالمية التي يعرفون جيداً أنها لم تكن قط لمساعدتهم بقدر ما كانت لاستغلالهم كورقة ضغط للوصول إلى مصالحهم. وما اقامة المواقع التركية المتقدمة للأحزاب التركمانية في مدينة أربيل وإقامة حسينية كبيرة في مدينة السليمانية كما جاء في المقال نفسه، إلا مثالاً على مدى سماح اخوننا الأكراد لأنفسهم بأن يلعبوا دور البطولة في مسرحية بسط النفوذ واقتسام مناطقها، فهل يسمع الطرشان؟... أم ان اللوم يلقى على العرب لفتحهم الحوار مع اخوانهم الأكراد في القاهرة، بل وينظر إليه بكل سلبية بحجة أن من يمثلهم يفتقر إلى الحد الأدنى من الإلمام بثقافة الحوار كما جاء نصاً في المقال على رغم ان الداعين للمؤتمر أتاحوا الحرية الكاملة لكل من الحزبين الديموقراطي والطالباني في اختيار عشرة أشخاص لتمثيل وجهتي نظر لأكبر وأعرق تمثيل حزبي لأكراد العراق. فإن كان أولئك من الطرشان والمفتقرين إلى ثقافة الحوار، فكيف السبيل إلى فتح حوار يدعو إلى التعايش السلمي بين العرب والأكراد الممتد إلى أعماق التاريخ قبل تأجيج النعرات العرقية الرامية إلى تشطير وتقسيم الدول الإسلامية بما فيها إيرانوتركيا وسورية والعراق أو المغرب والجزائر ومصر تحت ستار حقوق الاقليات. فهل تنفرج زوايا الرؤية وتترحب آفاق البصيرة في تقديم المصلحة العليا على المصالح الضيقة بما فيها مصالح الاقليات نفسها؟