... هي النار تفاحة

منذ أن وَلَجَ البدرُ خِدْرَ التَّمامْ
ذُقتُها داخلاً ملكوتَ تفاصيلها
باجتراء الفطيم النَّهومِ،
اشتهتْ "أمُّهُ" مَنْحَهُ رشفة من حنانٍ،
تُداري بها دَمْدَماتِ الهِياجْ...
هَمَسَتْ "بوسةً"، فاشرأبَّ،
إلى العُنُق اللؤلؤيِّ، لَهوفاً،
وأرشقَ من غَمغمات الحَمَامْ:
صاعداً، هاوياً، دائراً، مُنجزاً نمنمات المَسَامْ.
ثمَّ حَطَّ على وردة الشفتينِ،
غزالاً ظميئاً وجوعانَ،
من سَفَر تائهٍ، وانتظار كظيمٍ،
تجاوزَ شطَّ الجَمَامْ...
كادَ، لولا براعةُ وعيكِ في الكَبْحِ،
أن يُوصلَ العاشقين إلى سُرَّة الوادِ:
"سيارةً من طراز رفيع السُّلالاتِ"،
تَحضُنُ جسمَْينِ "كانا بديعَيْنِ"..!!
بَعدهما تنطوي قصةٌ
بدأتْ آهةً وانتهتْ باختلاجْ!!
كادَ، لولا تَساميكِ في الحبِّ،
أن يَشْرُخَ السَّقفَ،
أن يَخْلَعَ البابَ رَعْمَ حَصِين الرِّتاجْ...
خفِّفي جارحَ اللومِ.
مستوحِشاً كانَ،
مغترباً في هواهُ،
ومستسلماً لذهول "الهناءةِ":
آبتْ بهِ صوبَ أزمنةٍ،
لم يعدْ مجدياً صوغُها.
حين قال: هي النارُ تفاحةٌ.
والرصاصُ المطيرُ عناقيدُ داليةٍ...
فالْتَهِمْ ما استطبتَ،
"فلا نَدَمٌ في الحياة". ابتهجْ.
"والتمِسْ قمراً،
لم تَطأ وجهَهُ الأحذيه"!!
خفِّفي من معاتبة اللوم.
أنتِ التي أوصَلَتْهُ،
إلى شاهقات الجنون الجديدِ،
وعَرَّتْهُ في قفص من زجاجْ..!!
يَتُها الدُّرَّةُ ال.. أين كنتِ مخبَّأةً؟!
أنتِ أمنيتي الأزليةُ.
أنتِ ائتمانُ خفايايَ...
فتَّشتُ عنكِ نسيجَ البرايا،
وخلفَ أجيج المناراتِ،
خلفَ رهيج المرايا...
فلا تخدعي ولعي فيكِ.
لا تدفني تعبي في سوافي العَجَاجْ..!!
شَفَّ عَظْمي من العشقِ.
أَغضتْ نُسورُ دمي فَرحَاً،
وارتباكاً خفوراً..!!
أظنُّكِ تستذكرين طرافةَ حالي.
هُنيَهةَ أغرقني عرقي:
كنتِ تحتلمينَ على رئتي،
مُتَّكا رأسكِ الذهبيِّ.
وصدرُكِ في الحِضْنِ،
بينَ زَندي ورابيةِ القلبِ.
"والمبتلى بالنعيم أنا"..!!
رُحتُ أُبحر في جَهَموت الجهاتِ،
أراقب جَرْسَ الطريقِ وهمسَ السياجْ...
كنتُ مرتَهناً لشُكول ملوَّنةٍ،
من نوايايَ.
كنتُ يوزِّعني "موقفي"،
من وجودي المباغِتِ:
ما بين كان، وصارَ، وأصبحَ...
ها، هُوَذَا - أنتِ.
كرَّسني فيكِ خوضُ خِضَمٍّ،
شهيِّ الينابيع، صافٍ، وعَذْب المراشفِ.
ها عَطَشي يُعلن التوبةَ الأبديةَ،
عن وافداتِ السَّحاب الأُجاجْ..!!
تلكَ أُحجيةُ الخلْق عندي.
جَبَلْتُ عريكَةَ صَلصالها بالخضابِ.
تُراكِ تقرَّيتِ مبدعَ أُحجيةٍ،
تاهَ في الأُحْجِيَهْ..؟!