قال السفير الاميركي في القاهرة دان كيرتزر إن بلاده لم تبلور بعد مبادرة لدفع عملية السلام. وأوضح، عقب لقائه وزير الخارجية المصري عمرو موسى، أن صانعي القرار السياسي في واشنطن "يقوّمون الأمور حالياً ويتدارسون الموضوع المبادرة"، في ضوء محادثات الرئيس بيل كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين أولبرايت مع كل من رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال زيارتهما لواشنطن في كانون الثاني يناير الماضي، وذلك "لتحديد الخطوة المقبلة"، منبهاً الى أن "الولاياتالمتحدة ستأخذ وجهتي نظرهما في الاعتبار". وعقب لقائه السفير الاميركي التقى موسى النائب العمالي في الكنيست شلومو بن عامي الذي اعتبر "الافكار التي طرحتها الادارة الاميركية والمبادرة التي تحدثت أولبرايت عن أسسها تعد طريقاً مقبولاً لعودة المفاوضات على المسار الفلسطيني... والمبادرة تقترح انسحاباً من الضفة على ثلاث مراحل بنسبة اجمالية 13 في المئة ... هذه نسبة معقولة، وبعد تنفيذها يمكن البدء في مفاوضات على الوضع النهائي ... هذه وجهة نظري ورأي الآخرين في حزب العمل". لكن بن عامي أعرب عن اعتقاده بأن "نتانياهو لن يستجيب للمبادرة لأنه لا يرغب في وجود أي مشاركة خارجية في عملية السلام حتى لو كانت اميركية، ويريد أن يدير المسألة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من دون تدخل آخرين"، مشيراً في الوقت نفسه الى أن جولة وزير الخارجية البريطاني روبن كوك "لن تحظى بأي قبول من جانب حكومة نتانياهو". وأكد أن "حكومة نتانياهو ليست لديها أية افكار أو نيات لإعادة تحريك عملية السلام ... نحن حزب العمل نرى الآن بداية النهاية لتحالف الليكود الحاكم. وسنبذل كل ما في وسعنا للاسراع بانهاء حكمه"، لافتاً الى رفض حزب العمل الدخول في حكومة وحدة وطنية مع ليكود "حتى لا نساعده في تحسين موقفه"، وقال إن "إنهاء النزاع العربي - الإسرائيلي والفلسطيني - الإسرائيلي افضل وسيلة للتعاطي مع المشاكل الأمنية". ولم يستنكر شلومو تهديد وزير البنية التحتية الإسرائيلي اريل شارون باغتيال قيادات في حركة "حماس" ومنهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، لكنه دان القيام بعمليات اغتيال سياسي "خارج حدود اسرائيل". وتساءل عن "الجدوى من ذلك لأن هذه العمليات لا تفيد علاقات اسرائيل الدولية كما لا تفيد اسرائيل أمنياً". وفي شأن تصريحات حكومة اسرائيل الحالية حول انسحاب من جنوبلبنان قال شلومو "هذا انسحاب مشروط، وأشك في أن ذلك سينجح".