فاز «تجمع مسلمي فرنسا» بغالبية المقاعد في «المجلس الفرنسي للديانة المسلمة» في انتخابات قاطعها مسجد باريس و «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية»، ما كاد يؤدي الى تعطيل العملية الانتخابية. وأظهرت نتائج الانتخابات التي شارك فيها نحو 87 في المئة من أصل 3636 مندوباً مكلفين بانتخاب أعضاء المجلس، فوز «تجمع مسلمي فرنسا» الذي يعد مقرباً من المغرب بغالبية 30 مقعداً من أصل 41 مقعداً شملها التنافس. وحصلت «الفيديرالية الوطنية لمسلمي فرنسا» المقربة بدورها من المغرب وتعد بمثابة منافس مباشر للتجمع بمقعد واحد فيما فاز مستقلون بثلاثة مقاعد. أما المندوبون التابعون ل «مسجد باريس»، الذي يعد مقرباً من الجزائر والذين اختاروا مخالفة قرار المقاطعة، فإنهم فازوا بمقعدين، وتوزعت المقاعد الأخرى بين هيئات صغيرة. والمتوجب الآن ان ينضم الى الأعضاء المنتخبين للملجس 17 عضواً يتم تعيينهم من جانب الفيديراليات المختلفة والمساجد الكبرى. ويعقد المجلس الجديد اجتماعه الأول في 19 الشهر الجاري، لانتخاب أعضاء المجلس التنفيذي للمجلس ورئيسه وذلك لفترة ثلاث سنوات. ونظراً للفوز الساحق للتجمع في الانتخابات، يبدو مرجحاً أن يحتفظ الرئيس الحالي للمجلس محمد موسوي بمنصبه. وكان مسجد باريس قرر مقاطعة الانتخابات، احتجاجاً على ما يصفه بالصيغة غير المنصفة في تحديد عدد المندوبين الذين يحق لهم المشاركة في انتخاب أعضاء المجلس. لكن السبب الفعلي والمعروف هو التجاذب القائم بين المسلمين من أصل جزائري والمسلمين من أصل مغربي، الذين يشكلون غالبية الجالية المسلمة الفرنسية. أما «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية» الذي يعد مقرباً من الإخوان المسلمين، فبرر مقاطعة الانتخابات بالتدخلات المباشرة في شؤون المجلس وخصوصاً منها الانتخابية، من جانب السلطات الجزائرية والمغربية على حد سواء. ويذكر ان المجلس أنشئ عام 2003 وبعد سنوات عدة من المساعي العسيرة التي بذلت بهدف تزوير المسلمين الفرنسيين هيئة تمثلهم لدى السلطات العامة أسوة بالأديان الأخرى في البلاد. وعقب توليه منصب وزير الداخلية، عام 2002، وضع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كامل ثقله للتوصل الى إنشاء المجلس، على رغم الثغرات التي حكمته والتباينات القائمة بين مكوناته. وعلى رغم ذلك، تمكن المجلس على مدى السنوات الماضية من إحراز تقدم على صعيد عدد من القضايا التي تهم مسلمي فرنسا وفي طليعتها بناء المساجد، غير المتوافرة بالعدد الكافي وبالأماكن اللائقة. وفيما كان عدد المساجد يقتصر على ألف مسجد عام 2003، فإنه تضاعف اليوم، ولا تزال هناك حاجة لبناء نحو ألفي مسجد. وفي ضوء التوتر الذي واكب الانتخابات الأخيرة للمجلس التي أجريت أول أمس (الأحد)، اضطر وزير الداخلية كلود غيان الى بذل أقصى ما أمكن من ضغوط، للتوصل الى عقد الانتخابات، على رغم مواقف المقاطعة. ويعتزم غيان الذي عمل الى جانب ساركوزي في وزارة الداخلية، ، دعوة الهيئات المسلمة الى سلسلة اجتماعات بهدف مناقشة مختلف المواضيع الخلافية ومعالجتها.واعتبر غيان ان من الضروري المضي في الانتخابات على رغم أجواء التشنج التي واكبتها، بهدف تفادي الفراغ على صعيد تمثيل مسلمي فرنسا.