«ضاع 18 عاماً من حياتي بلا معنى، اليوم أبدأ مشواراً جديداً بثوب آخر تماماً غير الذي كنت ألبسه سنوات طويلة، كأنني ولدت من جديد»، هذه كلمات يسلّي بها مدمن قديم للمخدرات نفسه، ومن حوله، وهو يطوي تجربته الماضية بسلام وارتياح، ويقبل إلى الحياة من جديد، متسلحاً بروح النجاح الذي تحقق له بالتخلص من الإدمان، الذي كان يجثم على أيامه ولياليه، ليصبح مطلع العام 2018 بالنسبة إليه ذكرى جميلة، أو كما يسميها ولادة حقيقية. قصة نجاح سجلتها جمعية «كفى» للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات، فرع القنفذة، بعد تمكنها من مساعدة أحد المواطنين في التخلص من المخدرات بعد عناء دام 18 سنة، عاش فيها أياماً مريرة وصعبة في هذا العالم المظلم، ووفق المشرف العام على فرع الجمعية محمد صالح الزبيدي، فإن الشاب المتعافي تم احتواؤه، ورعايته وتأهيله والوقوف معه، حتى تجاوز المرحلة العلاجية، التي استمرت سنة كاملة. وأشار إلى أنه تم تيسير رحلات علاجية مستمرة للمتعافي إلى مستشفى الأمل بجدة، برفقة المسؤول عن برنامج التعافي بالجمعية، وتقديم البرامج التأهيلية، للحفاظ على استمراريته في التعافي، كما تم تكريمه بالجمعية بعد إعلان تجاوزه التحدي بنجاح وتمكّن، لينضم إلى 168 متعافياً، منذ تأسيس مشروع التعافي بمحافظة القنفذة، منوهاً بأن هذه البرامج التي تنفذ تعد من الوسائل الناجحة، لضمان عدم العودة مرة أخرى إلى تعاطي المخدرات، بدعم ورعاية دائمة من مؤسسة الثنيان وإخوانه الخيرية. لجمعية «كفى» في فرعها بالقنفذة سجلاً مميزاً من الإنجازات في ملاحقة آفات التدخين والمخدرات، ومساعدة الراغبين في التخلص منهما، وكانت سجلت رقماً لافتاً خلال أسبوع إجازة ما بين الفصلين بإعلان 22 شابّاً إقلاعهم عن التدخين؛ وذلك بعد زيارتهم معرض جمعية «كفى» للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بالقنفذة، ضمن فعاليات مخيمها الشتوي، الذي ضم معرضاً توعوياً، وعيادة جانبية، وفعاليات توجيهية مختلفة.