إسلام آباد، نيودلهي – رويترز، يو بي آي - أفادت صحيفة «نيوز» الباكستانية ان إسلام آباد ستشن هجوماً عسكرياً على اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، تنفيذاً لإتفاق جرى التوصل اليه خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون برفقة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن باكستان للبلاد الاسبوع الماضي، وطالبت فيه بالتعامل مع ملاذات تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» في الاقليم المحاذي للحدود مع افغانستان. ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية رفيعة المستوى قولها إن «طائرات حربية باكستانية ستقصف اهدافاً تابعة للمتشددين قبل اطلاق حملة برية»، مشيرة الى وضع استراتيجية للتعامل مع شمال وزيرستان قبل فترة من زيارة كلينتون، فيما استبعدت تنفيذ عملية باكستانية أميركية مشتركة في الاقليم «بسبب الحساسيات». وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً على باكستان منذ فترة طويلة لمهاجمة شمال وزيرستان، حيث معقل «شبكة حقاني» أكثر الفصائل الأفغانية عنفاً التي تقاتل الجنود الأميركيين في أفغانستان. وترددت باكستان في الاستجابة، ثم قررت تحت ضغط أميركي كثيف مهاجمة المتشددين بعد اكتشاف وجود زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن لسنوات في اراضيها قبل ان تقتله قوات كوماندوس اميركية هذا الشهر. وفيما جرح 12 شخصاً بينهم نساء وأطفال في انفجار استهدف فندقاً في ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان، اعتقلت الاستخبارات الباكستانية جندياً سابقاً في القوات الخاصة بسلاح البحرية يدعى كمران أحمد وشقيقه زمان للاشتباه في تورطهم بالهجوم الذي شنه متشددون على قاعدة مهران الجوية التابعة للبحرية في كراتشي (جنوب) الاسبوع الماضي حين سقط 10 عسكريين على الاقل ودمرت طائرتين، ما أحرج الجيش وأثار شكوكاً جديدة في قدرته على حماية قواعده بعد هجوم مماثل على مقر قيادته في مدينة روالبندي عام 2009 . واوضح مسؤول في الاستخبارات ان كمران اوقف استناداً الى معلومات وفرها متشدد اعتقل سابقاً. وكشف انه خدم في قاعدة مهران وخضع لمحاكمة عسكرية لاعتدائه على ضابط كبير، ثم سرح من الجيش قبل عشر سنوات، واشار الى اشتباهه في صلته بالهجوم الانتحاري الذي شن على الكلية البحرية في لاهور عام 2008، لكنه لم يعتقل. وأعلنت حركة «طالبان باكستان» مسؤوليتها عن الهجوم على قاعدة مهران، لكن محللين كثيرين يعتقدون بأنها تلقت مساعدة من الداخل. على صعيد آخر، استأنف وزير الدفاع الهندي براديب كومار محادثات معلقة منذ 3 سنوات مع نظيره الباكستاني سيد أطهر علي لبحث النزاع حول جبل سياشين الجليدي في إقليم كشمير. وكانت الهند وباكستان قررتا استئناف المحادثات العام الماضي، بعد لقاء رئيسي وزراء البلدين واتخاذهما قراراً بالمضي في الحوار. وبدأت قضية جبل سياشين الجليدي عام 1984 حين سيطرت الهند عليه، وأجبرت الباكستانيين على الانسحاب إلى غرب سلسلة جبال سالتورو، وهي تندرج ضمن النزاع على اقليم كشمير والتي توقفت بعد هجمات بومباي عام 2008 التي أسفرت عن مقتل 166 شخصاً، والتي تتهم نيودلهي جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية بالوقوف خلفها.