الخُبر (السعودية)، الزبير (العراق)، لندن - رويترز - ارتفعت أسعار النفط دولارين للبرميل أمس، بعدما رفع بنك «غولدمان ساكس» توقعاته لسعر خام «برنت»، عازياً ذلك إلى نمو قوي في الطلب على الوقود. ورفع «غولدمان ساكس» توقعاته لسعر «برنت» عند نهاية السنة إلى 120 دولاراً للبرميل من 105 دولارات، كما رفع توقعاته للسعر في 2012 إلى 140 دولاراً من 120. وأشار إلى أن «نمو الطلب على الوقود سيؤدي إلى انخفاض المخزونات العالمية ويستهلك الفائض في طاقة إنتاج دول أوبك». وبلغ سعر خام «برنت» تسليم تموز (يوليو) 112.10 دولار للبرميل قبل أن يتراجع قليلاً ليجرى تداولها قرب 111.95 دولار للبرميل. وجرى تداول الخام الأميركي الخفيف عند 99.15 دولار للبرميل مرتفعاً 1.45 دولار. وأعرب محللون عن تفاؤلهم بمستقبل أسعار النفط وسط توقعات بأن يؤدي الطلب القوي من الاقتصاد العالمي لعزل النفط عن المخاوف في السوق بفعل أزمة الديون الأوروبية. وقالت محللة النفط لدى «باركليز كابيتال» أمريتا سين: «لا أستبعد عودة النفط إلى المستويات المرتفعة لهذه السنة إذا أبقت أوبك إنتاجها مستقراً، خصوصاً إذا جاءت بيانات قوية من الولاياتالمتحدة كما نتوقع». وبلغ الخام الأميركي الخفيف ذروته هذه السنة قرب 115 دولاراً للبرميل في بداية أيار (مايو)، بينما تجاوز خام «برنت» 127 دولاراً للبرميل في نيسان (أبريل) الماضي. وأفادت مصادر في قطاع النفط السعودي أمس، بأن «شركة أرامكو الحكومية ستدرس الحفر مجدداً في أقدم حقولها النفطية الذي توقف الإنتاج منه منذ فترة طويلة». وكانت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم اكتشفت النفط للمرة الأولى في حقل الدمام في ما يعرف الآن باسم «بئر الرخاء» عام 1938. وقال الرئيس التنفيذي ل «أرامكو السعودية» خالد الفالح إن «البئر السابعة هناك أنتجت 32 مليون برميل من النفط قبل إغلاقها، وضخ حقل الغوار أقدم حقول المملكة اكثر من 65 بليون برميل منذ 1951». وأكد الفالح أن «البئر ما زالت قادرة على الإنتاج حتى اليوم، وحقل الدمام ككل ما زال يحتوي على نصف بليون برميل من الاحتياطات المؤكدة». وتملك السعودية اكبر احتياطات نفطية في العالم. وبلغت احتياطات «أرامكو السعودية» القابلة للاستخراج 260.1 بليون برميل من النفط والمكثفات في 2009. وأشار مصدر إلى أن «هناك خطة لحفر آبار تجريبية في محاولة لتقويم جدوى الهدف من الحفر العميق». ولم يحدد المصدر إطاراً زمنياً للموعد الذي قد تبدأ فيه «ارامكو السعودية» عمليات الحفر العميق. وحقل الدمام من الحقول الصغيرة نسبياً للشركة لكن له قيمة رمزية كبيرة. وأفاد مصدر آخر بأن «للحقل مكانة كبيرة للغاية وموقعه... قريب من مكاتب ارامكو وكان الدمام تاريخياً هو المكان الذي بدأ منه كل شيء». وألغت «أرامكو السعودية» في 2008 خطط استئناف الإنتاج من الدمام بسبب ارتفاع التكاليف. وأفادت مصادر في ذلك الحين بأن المشروع كان يهدف إلى ضخ 75 ألف برميل يومياً من الخام و100 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز. وقدر أحد المصادر في ذلك الحين التكلفة بنحو بليون دولار. وحفرت «أرامكو السعودية» بئراً عميقة في حقل منيفة العملاق، معلنة أنها أعمق بئر حفرتها في السعودية بعمق إجمالي 32136 قدماً. وقال مسؤول عراقي إن شركة «ايني» الإيطالية تكثف عملها في حقل نفط الزبير على رغم تقادم منشآته وتخطط لحفر نحو 68 بئراً جديدة حتى العام القادم لزيادة الإنتاج. وأضاف أن «خطة زيادة الإنتاج إلى 700 ألف برميل يومياً بحلول 2013 تشمل حفر آبار جديدة هذا العام وتجديد آبار قائمة وبرنامجاً لضخ المياه وإصلاح خطوط أنابيب ومنشآت نفطية قديمة». وينتج الحقل حالياً نحو 270 ألفاً برميل يومياً. وقال مسؤول تحسين المنشآت والإنشاء في الحقل عبد الجبار محمد لوكالة «رويترز» إن «إيني وشركاءها يستهدفون حفر نحو 42 بئراً جديدة في 2011 وحوالى 26 بئراً جديدة في 2012 وتركيب نحو 125 مضخة كهربائية غاطسة خلال السنوات الثلاث المقبلة». وأوضح أن «حجم الأعمال في الحقل كبير»، مشيراً إلى أنه «بدأ الإنتاج في مطلع الخمسينات من القرن الماضي وبعض منشآته متقادمة للغاية». وأوضح أن «العراق قام بتجديد وصيانة بعضها وإن عمليات التأهيل متواصلة». وتابع: «خطة تطوير الحقل تشمل أيضاً إنشاء خمس محطات لفصل الغاز وتجديد محطات قائمة لاستيعاب زيادة الإنتاج»، موضحاً أن «العراق باشر عملية تصميم المنشآت الجديدة ويجهز أوراق المناقصات». ويُعتبر حفر آبار جديدة وتجديد أخرى وتركيب مضخات كهربائية غاطسة هي وسائل للتغلب على التراجع الطبيعي في إنتاج الحقل. وقال محمد إن «ايني تخطط لبدء مشروع لضخ المياه هذا العام باستخدام منشأتين قائمتين كما تعتزم بناء مشروع جديد لتزويد حقل الزبير بمزيد من المياه». وأضاف: «موارد العراق المائية قليلة ولذلك يدرس خيارات أخرى، وهناك دراسة لتدبير المياه من النهر»، مشيراً إلى أن «مشروع المياه الخاص بحقل الزبير سيغطي حاجات الحقل لثلاث أو اربع سنوات مقبلة إلى حين إنجاز مشروع لضخ المياه يكلف بلايين الدولارات تقوده إكسون موبيل».