استُعيدت أمس الذكرى ال28 لاغتيال الرئيس رينه معوض، في قداس احتفالي أقيم للمناسبة في كنيسة مار يوحنا المعمدان في زغرتا برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون، في حضور ممثلين لرؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة. كما حضر الرئيس حسين الحسيني وحشد من الشخصيات. واستذكر ممثل البطريرك الماروني بشارة الراعي النائب البطريركي العام على بشري وزغرتا وإهدن المطران جوزيف نفاع، ما قاله الرئيس الراحل «في خطاب القسم الذي أداه أمام نواب الأمة والشعب، قائلاً: لقد أديت يمين المسؤولية، وأعاهدكم على أن لا أخلد إلى الراحة إلا وقد قامت الجمهورية الجديدة». وقال نفاع: «لم يغب عن ناظرَي الرئيس شبح التضحية الكبرى بحياته من أجل وطنه وشعبه». وعُرض فيلم وثائقي مختصر عن مسيرة الرئيس معوض وأبرز مواقفه. وقال رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض نجل الرئيس الراحل إنه «بعد 28 سنة، المعابر النفسية والانقسامات بين اللبنانيين لا تزال قائمة، لأننا لم نعد جميعاً إلى الدولة، ولا تزال هناك أطراف لديها مشاريعها خارج الدولة، وحتى خارج الحدود». واعتبر «أننا لم نستطع بعد أن نبني الدولة، دولة تبسط سلطتها بقواها الذاتية على ال10452 كلم مربع، وتطبق القانون على الجميع». وأكد أن «الرئيس معوض استشهد قبل 28 سنة لأنه أصر على أن يسترجع القرار اللبناني لدولة مستقلة ذات سيادة تحترم نفسها»، مشيراً إلى «أننا ما زلنا نرى تدخلات لا تحصى بشؤون لبنان الداخلية». وكرر أن «من مصلحة لبنان أن تقوم فيه دولة فعلية وليس صورية، دولة تحتكر السلاح وتجمع السلاح من الجميع من دون استثناء، كما نص اتفاق الطائف، لأن الأيام علمتنا أن أي سلاح خارج الدولة لا يقسمنا فقط، إنما يدخلنا أيضاً في لعبة المحاور التي نرى مرة جديدة ارتداداتها الكارثية علينا اليوم». ورأى أن «لا استقرار خارج الدولة والمؤسسات والدستور. والاستقرار يعني أيضاً تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ضمن التزام القضايا العربية الجامعة. والتحييد ممارسة فعلية عبر الامتناع نهائياً عن أي تدخل في شؤون أي دولة خارجية، عربية أو غير عربية». وأضاف: «مصلحة لبنان الذي هو دولة مؤسِسة في الأممالمتحدة وفي جامعة الدول العربية، أن يلتزم القرارت الدولية، والإجماع العربي وقرارات جامعة الدول العربية، لأن هناك لبنانيين منتشرين في كل دول العالم، وكل الدول العربية، ودوره واقتصاده مرتبطان في شكل عميق بعلاقاته بهذه الدول. من هذا المنطلق مصلحة لبنان أن يحافظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية وكل دول العالم». وشدد على «وجوب استرجاع قرارنا اللبناني».